الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعلام (اليساري) ومشروع الفوضى الايجابيه

ليث الجادر

2011 / 2 / 28
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


سنبقى نضرب على الوتر الذي يصدر عنه ما يجعل اللحن نشاز وسنبقى اكثر طموحا الى ان تطغى نبرتنا على لحن التقييم لما يحدث وما يجب ان يحدث .. وهذه ال(يجب) ليست من بنات عنادنا او هي تعبير قسري لما يمكن ان يكون عليه الواقع بل انها تعبر عن موقف عقلاني يتفهم الدواعي المعلنه لما يحدث وامكانياتها المؤكده ..وسنبقى ايضا مصرين على ان نتكلم وان نزعق من خلال منبر كنا ..وكنا ..وكنا ..نعتقد بمصداقيته في وصف القائمين عليه بانه منبر يساري علماني وتقدمي ديمقراطي ..ثم تفاجئنا ان هذا المنبر يفهم ان كل هذا انما يعبر عنه بدعمه لاطروحات اناس يعتبرون ان مهمة التقدمي والاشتراكي هي الدعوه الى اعلان العصيان على السلطات التي تغلق محلات بيع الخمور وكأن هذا المنبر الاعلامي اليساري يريد ان يسوق مفهوم جديد لليساريه والاشتراكيه بكونها حركه لنصرت الخمر والخمارين ..او ان الاشتراكيه والنظام السياسي الذي تناضل من اجله يتحقق فقط حينما تتم حالة المساواة الكامله بين الرجل والمراه وليس العكس وبالنتيجه فان المتلقي سيفهم من الحركه التقدميه بانها حركه سياسيه تحمل ماركة قنينة الخمر والكاس والمراءه...اما اللذين ينظرون الى مهمة التقدمي الساعي الى خلق واقع انساني اكثر عداله واكثر شموليه من خلال تركيزه على مشاكل جوهريه تمثل القاسم المشترك لمعاناة واهتمام اغلبية المجتمع وبالتالي فانهم يركزون على الخبز ويطالبون بتحسينه الى حد جعله كعكا في متناول الجميع واللذين يعرفون ان التقدمي يدعو الى تحرير الحب من قيود الحاجه الى الخبز فان هؤلاء يعاملون من قبل هذا المنبر اليساري العلماني الديمقراطي باسلوب اكثر من ان يوصف بالتهميش ...ومع هذا ومع غيره فان روحية التحدي والاصرار التي تتملكنا تجعلنا مصرين بان نبقى نكتب في هذا المنبر وحصرا,, كما ان لنا في هذا الموقف اغراض نكتمها لغايات وليس لغايه واحده في نفس يعقوب نريد ان نقضيها ؟؟ فنحن مطمئنين بان ما نقوله هو الحق ومتاكدين الى حد اليقين بان ما ندعو اليه هو الحق كما اننا لعلى ثقه كامله بان هناك من يؤيدنا ويستمع الينا خارج اطار طوق التهميش المفروض علينا وذلك والحق يقال لان هذا المنبر الاعلامي مازال في طور لم يتخلى فيه نهائيا عن تقدميته التي نفضل الان من ان نستبدلها بليبراليته الايجابيه ..وبالمناسبه اليس من الافضل ان يصف هذا المنبر الاعلامي نفسه بالليبرالي المستقل توافقا مع منهجه الذي يفسح المجال ويوفر الفرصه لكل من يريد ان يعبر عن رايه وهو هكذا يفعل للاقصى التقدمي وللمعتدل التقدمي وليمين التقدميه وان كان اخيرا بدىء يميل لبعض منهم بتبنيه لارائهم باعتبارها تمثل تعبيرا عن موقفه وتمثيلا له ..هذا الاقتراح ينبع ايضا من التقييم الايجابي العام للاتجاه الليبرالي الفكري بكونه يمثل فرصه ويوفر فرصه لحق التعبير عن الراي ولعل هذه الايجابيه تتجسد بحتم تصادمه مع النزعات الرجعيه التي تضع حدود وحدود ضيقه لحريه التعبير عن الراي والتي تدور بشكل خاص على محور التجديد والتغيير ونبذ التقديس والاطلاقيه ..وهنا فقط يحق لليبرالي من ان يصف نفسه بالتقدمي والى هذا الحد يمكن ان يكون تقدميا وعلى الصعيد السياسي يمكن ان يوصف باليساريه أما بعد هذا فالامر مختلف تماما والتقييم سيكون مناقضا لهذا الوصف , لكن المعضله هنا تكمن في مفهوم اليساريه اصبح اكثر مطاطية وضبابيه في مرحلتنا الراهنه حيث تطغى التناقضات الداخليه للنظام الراسمالي على جميع نواحي الواقع الاجتماعي الانساني وتعم الفوضى والاستغراب كل ركن فيه ..حتى اننا بتنا نحصر قيمة ما انتجه العقل الانساني على صعيد الفكر الاجتماعي بمدى ارتباطه بنشاط التدوين والوثائقيه والا فان مفهوم الديمقراطيه على سبيل المثال من الممكن بل من المفترض ان يفسر وفق ما يتم الان الاتفاق عليه بانه يعني التفويض الالهي لسلطة النخبه السياسيه والمستنده الى تشريعاتها الطبقيه المسماة بالدستور..كما هذا الدستور حل محل الكتب الدينيه المقدسه ومن قبلها تعاليم الكهنه والقديسين .. وهكذا بالنسبه لباقي المفاهيم التي انتجها النشاط المعرفي الانساني بالتراكم ..كل شيء وكل مفهوم وكل تطبيق لمفهوم فكري صار يولد موقفا ازدواجيا ويفرضه وكأن العالم فعلا اصبح اكثر غباءا واكثر تناقضا بين الوعي والفكر من جهه وبين التطبيقات من جهة اخرى ..لهذا فان من يصف او ان يريد من ان يتصف بالتقدميه الفكريه عليه اولا ان يتصدى لهذه الظاهره ويخوض فيها نضال لا هواده فيه من اجل توضيح الامور ووضعها في نصابها الصحيح ..وفي جانب التراث الثقافي السياسي فان مهمة تحديد من هو يساري وما هي اليساريه وما هي مواقفها اتجاه اليمين والسلطه اصبحت مهمه مشروطه ومطلب ملح اكثر من اي وقت مضى بسبب احادية قطب السلطه العالميه او القوه العالميه الساعيه الى فرض سطوتها ..وهنا نتسأل من هو اليساري وما هو نهج الاعلام التقدمي المفترض؟ واذا ما اخذنا الاحداث الجاريه في المنطقه وفي محيط الشرق اوسط وبالتحديد فيما يخص الحراك الجماهيري الذي تشهده بعض بلدان هذه المنطقه فاننا لا نستطيع ان نفهم من اليسار ومن الاعلام الذي يصدر عنه الا بكونه تيار ديمقراطي حر ..بمعنى انه يكتفي برفض الدكتاتوريات ويكتفي بالذيليه والتبعيه المفرطه لحركة البديل الجزئي الذي تسعى اليه تلك التحركات الجماهيريه العفويه ..وبالتالي فانها وواقعيا تلتقي مع باقي الاتجاهات ويذوب موقفها وتقييماتها في مواقف الاخرين ..انها تبدو في اكثر من مره وكأنها حليفه ومناصره وصديقه لقوى الاسلام السياسي وبالتالي وفي المحصله النهائيه تجد نفسها في توافق سياسي تام مع اتجاهات القوى الراسماليه العالميه ,لكن ما ان تستقر الامور ويتم قطف ثمار تلك التداعيات حتى تكتشف قوى اليسار المصره على توقف عند هذه التسميه المجرده بانها خارج نطاق التاثير الاجتماعي وانها مبعده عنه بصوره كامله ..فحينما انتقل الشيوعيون العراقيون الى الحال الذي حرصوا فيه من ان يوصفوا فقط باليساريه متراجعين عن شيوعيتهم وعقيدتهم الاشتراكيه الثوريه انتهى بهم المطاف الى ان يقفوا اليوم امام عزاء وماتم نهايتهم السياسيه فلا الشارع العراقي بات يثق بهم ولا السلطه بقت تحسب لهم حساب وتحول تاريخ الحزب الشيوعي العراقي الى مرثيه نضاليه في ذمة التاريخ..هذا المصير ايضا ينتظر الحزب الشيوعي التونسي (البديل) والحزب الشيوعي المصري ,وغيرهما من الاحزاب والحركات التي تخلت عن نهجها الثوري الذي يفترض في هذه الحال القيام بالثوره داخل حركة الانتفاضات المتحققه ..هذه الانتفاضات تمثل مقدمات لحالتين متداخلتين هما حالة الفوضى السياسيه وحالة تمكين ارادة الثوره الاجتماعيه التي لابد وان تبدأ بنشر وعي امكانيات تلك الفوضى والتاشير الى واقعيتها وحتميتها اذا ما اكتفت حركات الانتفاضات بعموميتها وتحددها بمطلب الديمقراطيه المجرده وشكلها البرجوازي ولهذا فنحن طالبنا مبكرا بان القوى التقدميه ونعني بها تلك القوى التي تتبنى المطالب الطبقيه بان تقوم بما يشبه الانقلاب داخل تلك الحركات الاحتجاجيه عن طريق الاستثمار السريع والمباغت لتداعيات واقع الحدث الميداني ,ولهذا كنا مصرين وحريصين على ان لا توصف احتجاجات التونسيين بالثوره على غرار ما يحلو ويطيب للبعض من ان يصفها بثورة الياسمين ؟؟ولا ندري اي عبق حقيقي قد استنشقه التونسيون بغض النظر عن طبقاتهم من هذا الياسمين ؟كما اننا اعتبرنا ميدان التحرير في مصر مجرد منصه لان تضع الثوره المصريه الاجتماعيه قدمها الجباره عليها لكي تبدأ زحفها الجبار ..وها هم المصريون اليوم وبعد مرور شهر من اكتفاء ثوار 25 يناير بمطالبهم الاصلاحيه يشعرون وبتوجس كبير بانهم بحاجه في كل يوم جمعه الى ان يستذكروا مطالب الجمعه الاولى وبدأو يكتشفون بان مطالبهم الديمقراطيه بمنهجها البرجوازي الصغير ليس بوسعها الا ان تبعد الدكتاتوريه الفرديه فقط الى (شرم الشيخ ) وهذا لا يكفي لتحقيق الحد الادنى لمطالب المجتمع المصري الذي يستندون الى تاييده لهم ومناصرته واياهم ...اذن واقع الحال يؤكد بان من كان البارحه يصرخ ويحتفل بانتصار الثوره في تونس وفي مصر اصبح اليوم مرغم بان يتراجع عن تقييمه ذلك كما انه صار عليه لزاما من ان ينظر بعين الشك والريبه من جدوى استمرار حركة تلك (الثورات الديمقراطيه ) المجتزئه والمحدده بشروط النشاطات القانونيه المقترنه بدعم المجتمع الدولي لها ..اما الثوريون الواعين لمعنى الثوره الحقيقي فلقد تنبؤ بهذا وحذروا من تداعيات الموقف وتراجع الواقع الاجتماعي نحو الاسؤ اذا ما اعتبرت تلك الاحتجاجات وما يطالب به القائمون به هو منتهى الغايه ..ولم يتوانوا ونحن منهم ولعلنا اولهم في ان نصف حالة الاكتفاء تلك انما تعني وبكل تاكيد تحقيقا لمشروع الفوضى الذي تجهد القوى الراسماليه الى تاكيده وتحقيقه ..وهو مشروع تمت صياغته بمحاكاة تحريفيه لصياغة مبدأ الثوره الاجتماعيه الدائمه وبمنهجيه تحمل كل ما تبقى من خبث القدرات البرجوازيه لتحورها الى مبدأ الثوره الديمقراطيه الدائمه ..ثوره يتحقق من خلالها واقع سياسي شرق اوسطي قائم على مبادىء تقديس التوجهات الطائفيه والدينيه والعرقيه مما يعني في احد اهم جوانبه تشتيت المطالب الاجتماعيه الطبقيه وضرب وحدتها الذاتيه لانها بالاجمال تؤدي الى اعادة تشكيل بؤر السلطات السياسيه من خلال تفريخ دويلات جديده ومراكزمتعدده لادارة السلطات الطبقيه للمنطقه ..حيث يبقى مطلب تحقيق الامن مصاغا بالواقعيه السياسيه وطاغيا بالضروره على مطلب العداله الاجتماعيه في مفهومها الطبقي ..ولهذا فان البديل الوحيد لايقاف هذا التدهور هو القيام بما يشبه الانقلاب داخل الانتفاضات الديمقراطيه وليس بكل تاكيد الوقوف ضدها ..البديل الوحيد هو الثوره على المنتفضين والدفع بهم الى تجاوز حدود مطالب الحريه السياسيه الضيقه الى حيث افق المطالب الاجتماعيه الطبقيه ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نعم يجب ان يبقى العناد ويستمر ويكبر
فؤاد محمد ( 2011 / 3 / 1 - 09:35 )
الرفيق العزيز ليث تحية
اني معجب بتحليلك واشاركك الراي وعملية التثوير
هناك حركه شيوعيه جديده غير ايتام ستالين واكيد انت وانا والكثيرين منهم
المهم هو المواصلة اسمح لي ان اقترح الكومونه فما هو رايك
اعانقكم

اخر الافلام

.. في أول تجمع انتخابي بعد محاولة الاغتيال.. ترمب: أتعرض لاستهد


.. السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز يقدم مشروع قرار لوقف بيع أسل




.. ستارمر يواجه تحقيقا بسبب عدم تصريحه عن شراء كبير متبرعي حزب


.. بيان الشبيبة بخصوص أحداث الهروب الجماعي نحو سبتة المحتلة




.. الأمين لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بنعبد الله في تصريح