الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق وتونس ومصر وللحديث تتمة.....

سعد عزت السعدي

2011 / 2 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


تشهد المنطقة العربية هذه الأيام موجة من التظاهرات الشعبية الهائلة احتجاجا على الفقر والبطالة وسوء الخدمات التي تقدمها الحكومات العربية لشعوبها ,ومن المعلوم إن قادة تلك المظاهرات هم من فئة الشباب الذين ضاقت بهم السبل فخرجوا إلى الشارع وقام البعض منهم بإحراق نفسه كما هو الحال في تونس ومصر . والتي حملت معها رياح التي أطاحت برؤوس زعيمين عربيين , فرياح التغيير التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي في تونس والرئيس محمد حسني مبارك في مصر , يبدو أنها لن تتوقف عند حدود هذين البلدين بل راحت تمتد يميناً وشمالاً وأصابت الجميع من حولها فمن الجزائر واليمن والعراق والأردن وسوريا والبحرين ..... ولعل رياح التغيير( الخارجية ) التي سبق وان اجتاحت العراق قبل سنوات قليلة وأسقطت معها النظام السياسي فيه كانت عنيفة ومؤثرة ونتيجة لذلك راحت بعض الدول العربية تقدم التنازلات السياسية والعسكرية للمارد الأمريكي , فليبيا أعلنت عن تفكيك ماسمي حينها بالبرنامج النووي الليبي والبقية أصبحت تبحث عن ابسط الفرص لإرضاء الغرب بغية عدم ملاحقها في سجل حقوق الإنسان ومصادرة الحريات العامة وغيرها . وفي مجال التضييق على الشعوب قامت بعض الحكومات العربية كمصر والأردن وبعض دول المغرب العربي من فرض وزيادة أسعار السلع الغذائية وارتفاع الضرائب مما زاد الطين بله. لم تجد تلك الشعوب سبيلاً لها سوى التظاهر والخروج إلى الشارع من اجل تغيير الحال الذي أضحت فيه الشعوب العربية وعلى مدى عقود أرضا خصبة للجهل والفقر والجوع والبطالة وغيرها من مأساة اليومية التي يعاني منها اغلب الشعوب والتي لأتعد ولا تحصى . فخرجت الاحتجاجات والتظاهرات في البدء بعض ولايات تونس للمطالبة بأجراء إصلاحات حكومية وإيجاد فرص عمل للشباب العاطل واستمرت تلك المظاهرات لأيام وصاحبها صدامات مع وقوات الأمن , لتصل ذروها مطالبة بإسقاط نظام الرئيس التونسي وكان لها ماارادت حيث غادر زين العابدين بن علي تونس تاركاً بلاده , متوجها العربية السعودية بعد إن رفضت فرنسا منه اللجوء السياسي , فيما دخلت البلاد مرحلة انتقالية جديدة تولى خلالها رئيس مجلس النواب منصب رئيس الجمهورية وفق ماجاء به الدستور التونسي ,حمل هذا الحدث معه الكثير من التساؤلات حول قدرة الشعوب العربية على صنع المستحيل وتغيير أنظمتها السلطوية , مصر تلك الدولة العربية الكبيرة من حيث النفوذ في الشرق الأوسط والكثافة السكانية الكبيرة حكمها الرئيس حسني مبارك منذ بداية عقد الثمانينات اثر حادثة المنصة الشهيرة , فمصر التي تعد نسبة الشباب بها عالية إلى باقي فئات الشعب المصري والذي لايجد فرص عمل متاحة له وكذلك ارتفاع قيمة السلع الغذائية وعلى رأسها (الخبز) . علاوة على ممارسة السلطات الأمنية وسائل التنكيل والتعذيب بحق معارضي النظام , وفضائح الاعتداءات على المواطنين في أقسام الشرطة وظاهرة الفساد المستشري في دوائر الدولة . وخلال 18 يوم قاد مجموعة من الشباب المصري ملايين الأنصار في ميدان التحرير وحققوا ماكانوا يصبون إليه حيث أعلن حسني مبارك تنحيه عن السلطة لصالح الجيش متمثلاً بالمجلس العسكري الأعلى للقوات المسلحة وفي خضم الإحداث المتسارعة في مصر لم تجد باقي الدول العربية سوى حل حكوماتها من دون وضع حلول حقيقية وكذلك تقديم بعض الحوافز الاقتصادية لمواطنيها , ومن الجدير بالذكر إن مظاهرات الدعم والتأييد قد عمت أغلب المدن العربية تضامناً مع شعبي تونس ومصر لما حمله هذين الشعبين من عزيمة وإصرار على تغيير رأس النظام . وإما العراق الذي جرب رياح التغيير لكن من نوع أخر فالتغيير كان ( خارجياً ) وفي اعتقادي إن درس العراق يعد أقسى الدروس في تغيير الأنظمة السياسية(فالفوضى الخلاقة) التي أردها الأمريكان قد فشلت ولم يعد من الأفضل تطيقها مستقبلا, ففي العراق لم ينهار نظام بل انهارت دولة بكافة مؤسستها ولم يكن مخطط لأعراق ما بعد صدام , فالتدخل الأجنبي الذي أطاح بنظام كان وسيبقى واحد من المشاكل التي سيبقى العراق يعاني منها على الصعد السياسية والأمنية والاجتماعية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تأخذ استراحة بشكل صحيح؟ | صحتك بين يديك


.. صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة




.. أمام منزلها وداخل سيارتها.. مسلح يقتل بلوغر عراقية ويسرق هات


.. وقفة أمام جامعة لويولا بمدينة شيكاغو الأمريكية دعما لغزة ورف




.. طلاب جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية ينظمون مسيرة