الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحافة العراقية ..بين الامس واليوم

عباس متعب الناصر

2011 / 2 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


على مدى العقود الاربع الماضيه وابان الحكم البائد مرت الصحافة العراقية بأدوار مختلفة ومتنوعة حيث لم تكن هذه المؤسسه الاعلامية تمثل الرأي العام لتوجهات الدولة كنظام غير خاضع للتسيس ولم تكن هذه المؤسسة طليقة اللسان والاذرع بل نمت وترعرعت تحت خيمة النظام السائد انذاك وكرست كل انشطتها وفعالياتها لخدمة ذلك النظام الذي اخضع كل المؤسسات الحكومية لسيطرته وخصوصا الاعلامية منها تحت التهديد تارة والانتماء الحزبي تارة اخرى وشراء الذمم من الذين جيروا انفسهم كابواق ماجوره لخدمة النظام ضالما او مضلوما وبذلك نالوا رضائه واستحسانه فانهال يغدق عليهم بالمال والهدايا والمراكز الرفيعه .
شواهد كثيرة على ذلك لايمكن حصرها وايجازها لكنها شكلت نقطة سوداء في تاريخ الصحافة العراقية وباقي المؤسسات الاعلامية التي تخلت كمؤسسات وافراد عن شرف المهنة واخلاقياتها ولم يقتصر التهريج وبيع الذمم على المؤسسات الاعلامية والصحفية العراقية فحسب بل تجاوزتها لتطول تلك المؤسسات الاعلامية والصحفيه العالمية والتي تمتلك من القدرة والقوة ما لااتيح لغيرها ومنها على سبيل المثل صحيفتي الحياة والقدس الصادرتان في لندن والتي يدير احداها الكاتب والاعلامي الرخيص الثمن المدعو عبدالباري عطوان وغيره والذي ضل شاهرا سيفه يقاتل من اجل طغاة العصر وطبعا لمثله ثمن ليس كغيره .
اليوم وبعد التحول الذي حصل في العراق وبعد تاريخ 9/4/2003 شهد العراق انطلاقة حقيقة ومهنية للصحافة العراقية فانتشرت الصحف وبرزت الاقلام المستقلة الحرة الشريفة لتكتب دون خوف اوتهديد وبعيدة عن الولاءات الفئويه والحزبيه وتتحدث بلغة الوطنية الحقه لغة واحدة اجمع عليها كل الكتاب والادباء والاعلامين والمثقفين وهي من اجلك وحدك ياعراق وكذلك امتلاءت مكتباتنا بفيض هائل من الكتب ومن مختلف العناوين بعد ان رفعت الرقابة عنها واصبحت المعلومة متاحة للجميع دون قيد او شرط لترسي بذلك معالم وقواعد اول ديمقراطية حقيقة في العراق وفي العالم العربي واصبحت الديمقراطية في العراق نموذجا متكامل وفريد من نوعه اتاحت للكثير منا وانا واحد منهم حرية الراي والكلمة بملئ افواهنا دون تكميم وبرزت على الساحة الاعلامية والادبية والثقافية كثير من الشخصيات التي لم يكن متاح لها في العهود السابقه ان تنبس بنت شفة .
لقد اصبحت الحريات الشخصية في العراق مكفولة كما يتظمنها الدستور لكنها لم ترتقي للكمال كما انها لم ترتقي للكمال في امريكا وفي كل البلدان الغربية المتحضرة والتي سبقتنا في انظمتها الديمقراطية قرنين من الزمان اواكثر ورغم ذاك فان اشعاع تجربتنا هذه انتقل سريعا الى دول الجوار التي تعيش شعوبها منذ الازل تحت نير وجور حكامها وانظمتها المستبده فكانت الشرارة الاولى من تونس حيث سقط عرابها وتلاه هرم مصر وعاجلا متخلف ليبيا وغدا طاغوت اليمن والتغير مستمر وسيطال الكثير من الحكام والملوك والامراء في شرقنا الاوسطي مادام شعاع تجربتنا يظيء في الافق لتحيا امتنا الحياة التي تستحقها لانها من اقدم الامم حضارة ومعرفة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة أمريكية-سعودية مقابل التطبيع مع إسرائيل؟| الأخبار


.. هل علقت واشنطن إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل وماذا يحدث -خلف




.. محمد عبد الواحد: نتنياهو يصر على المقاربات العسكرية.. ولكن ل


.. ما هي رمزية وصول الشعلة الأولمبية للأراضي الفرنسية عبر بوابة




.. إدارة بايدن تعلق إرسال شحنة أسلحة لتل أبيب والجيش الإسرائيلي