الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام السابق !!

طلال سعيد يادكار

2011 / 2 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


أغلب الحكومات العربية في عالمنا العربي من المحيط الى الخليج وصلت الى كرسي الحكم من خلال طريقين اثنين ,أولهما الوراثة , وطبعا الوراثة هي أبا عن جد عن الجد الأكبر(الاستعمار) ! وثانيهما الانقلاب العسكري ( الأحمر منه والأبيض ) .. وكانت الشعوب تعامل على أساس أنها أموال منقولة تنتقل ملكيتها من شخص الى أخر ! ولم تكن لها أي دور في اختيار الحاكم سواء كان رئيسا لجمهورية أو ملكا لمملكة أو أميرا على إمارة أو سلطانا على سلطنة أو حتى قائدا للثورة , الثورة التي قامت وانتهت قبل عقود طويلة ولكن القائد يصر على أن يظل قائدا للثورة أو رئيسا لمجلس قيادتها!!

والحكومات عندما تتسلم مهامها تبدأ بالوعود للشعب وبتحقيق آماله وطموحاته وأنها جاءت لكي تخرجه من البؤس والشقاء الى السعادة والرخاء ومن ظلمة الاستبداد الى نور الديمقراطية ! ولكن بمرور الوقت تتحول تلك الحكومات صاحبة تلك الوعود العريضة والشعارات الرنانة, والتي بدأت فيما تبدو ديمقراطية الى حكومات دكتاتورية وتتحول من حكومات شريفة الى فاسدة ! ويتحول الرئيس أو القائد من ملاك طاهر الى إبليس ملعون!!

وهذا ما ينطبق على الحكومات والانظمة العربية الحالية والتي هي خائفة ومرعوبة الان من شعوبها لأنها تعلم علما اليقين بأنها لم تأتي الى الحكم عن طريق الشعب وأختياره , وتعلم أيضا أنها مقصرة ومذنبة وربما مجرمة بحق شعوبها. وكل تلك الحكومات ابتداءا من رأس النظام وانتهاءا بأزلامه وأعوانه خائفة من أن تصبح يوما ما نظاما سابقا كالنظامين التونسي والمصري !! وهذا ما انتبهت له أزلام النظام الليبي والذين بدأوا بعد انطلاق الثورة بالتبرؤ من العقيد القائد وقدم الكثير منهم استقالاتهم وبدؤا بالأنظمام الى الثورة ! وهؤلاء كانوا قبل يوم واحد من انطلاق الثورة من الموالين لقائد الثورة وكانوا من زبانيته وأعوانه الذين قمعوا الشعب الليبي وطبلوا وزمروا له لأكثر من أربعين سنة. ولولا هؤلاء لما استطاع القائد أن يحكم كل تلك السنين وأن يتحول الى دكتاتور! أين كان هؤلاء قبل الثورة ؟ لماذا لم يتبرؤا من القائد قبلها ؟؟ هل يطمعون في مناصب بعد الثورة في النظام الجديد ؟ على الشعب الليبي أن ينتبه الى هذا والحذر كل الحذر من أمثال هؤلاء الفاسدين.

وفي تونس ومصر وبعد سقوط النظامين مباشرة قامت حكومات مؤقتة في البلدين , ولكن الجماهير أدركت أن تلك الحكومات هي امتداد للنظام السابق وانها ولدت من رحم تلك الحكومات التي سقطت فاستمر الجماهير بالخروج الى الشارع واستمر بالاحتجاجات مطالبة بتغيير شامل وازالة رموز النظام السابق من الحكومات الجديدة المشكلة لأنها أشد خطرا من رأس النظام المخلوع ! لأنهم ( فلول النظام السابق ) كانوا اليد اليمنى للحاكم واليد التي يبطش بها والسوط الذي يجلد به والسيف الذي يقطع به رقاب شعبه !! ولولاهم لما استمر الحاكم في ظلمه وجبروته ولما استمر في حكمه وسلطته!

عندما نادى العراق باجتثاث البعث وتنظيف الوزارات والمؤسسات من رموز النظام السابق الملطخة أيديهم بدماء العراقيين ثار الثائرون والمنافقون والمقتاتون على الدماء والبائعون لذممهم بالمال الحرام وبدأوا بالدفاع والبكاء عن البعث ورموزه الذين كانوا أصلا السبب في ماجرى في العراق والذين قادوا العراق الى هذا المصير ! إن بقاء تلك الرموز في مفاصل الدولة ومشاركتها في الحكومة لهو أحد الاسباب المؤدية لفشل وتعثر العملية السياسية في العراق , ولن تنجح مادام هناك من يعمل بعقلية وتفكير نظام الحزب الواحد وعقلية الحزب المسلح , وخط عريض تحت كلمة مسلح!!

لايمكن بناء نظام حكم جديد على أنقاض النظام السابق , ولايمكن تأسيس لنظام جديد على اسس النظام القديم , يجب أولا ازالة تلك الانقاض وكل رواسب ومخلفات وأفكار ذلك النظام الموجودة في رؤس أزلام الحكومة المخلوعة ومن ثم البدأ بتأسيس حكومة جديدة . والمطلوب من الشعب مراقبة الحكومة الجديدة باستمرار لكي لاتتحول الى دكتاتورية جديدة , ليس عن طريق البرلمان بل عن طريق الشارع ! وعلى الحكومة الجديدة أن تحترم إرادة شعبها فخير لها أن تتحول الى حكومة منتهية ولايته من أن تتحول الى حكومة مخلوعة أو أن تتحول الى .... النظام السابق!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح