الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صحيح الدولة

علي شايع

2011 / 3 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


مقدماً، أفترض الاتفاق والقارئ اللبيب على تعريف عاجل للدولة؛ لغة واصطلاحاً. لغوياً كعاقبة حميدة،أي كونها تملك غلبة المال والحرب، واصطلاحا كشعب يستقرّ بمكان معلوم تحت سلطة سياسية معينة. تعريف يبدو موحشاً حين تصاحبه كلمة الحرب، ولكنه (يتداول)، لأن معيار الحيازة والكمال في الحرب هو غلبة المنتصر فيها، وسنرى إن مكونات الدولة، وأثافيها الثلاث (الشعب، والوطن، والسلطة) يكمل بعضهم الآخر، طريقا للانتصار/ الخلاص، ويصلح كلّ منهم معطوب الشريك وخلله، وحراكهم وتآلفهم مجتمعين سيصنع تكاملاً وفرادة لصورة الدولة المرتجاة.
وعليه يتوجّب السؤال؛ أين الدولة في المشكل الوطني، أينها لحلّ مشكلة تصيب الشعب، أو السلطة، أو الوطن؟. أينها لإصلاح أي خلل بجزء من مكونات هويتها؟.
أين الدولة في نصرة الشعب؟..وأينها في نصرة الوطن؟..وأينها في نصرة السلطة بترسيخ قانون وشرعية لهذه السلطة يدوم ولا يصبح مكمن خطيئة تستوجب الإصلاح.
الدولة تبدأ بالشعب، لأنه أصل لها، ولأنه مصدر سلطتها، وعليه فهو الأول دائماً، باستحقاق قدرته على التغيير وبالشرعيات المعروفة، وحقّه هنا مضمون، مثل حق السلطة بنيل استحقاقها الشرعي تاماً.
هذه هي شرعية الدولة وشروط أهلية عناصرها، ولهذه الشرعية وحدها في حدود الوطن، نحتكم كفرقاء ليعرف بعضنا حق الآخر.. فالشعب يحتكم ضد السلطة، وتحكتم السلطة ضدّ الشعب؛ كلّ بحسب آلية حركته، فاحتكام المواطن ضدّ السلطة مبني على التعاقد الاجتماعي الديموقراطي. واحتكام السلطة ضد الشعب هو نتاج قانون مُجمع عليه، ومنصوص على تفاصيله، ومتفق على سريانه.
كلّ هذا يستحق تسمية صحيح الدولة.
ولو وضعنا، الآن، صحيح الدولة كمقياس ومعيار، ستنبثق لدينا أسئلة عدّة، منها: هل لدينا دولة صحيحة؟!.. ومن المسؤول عن بناء تلك الدولة؟. وهل يحق للمواطن أن يقاضي السلطة، بمسؤوليتها عن تأسيس الدولة، أو هدمها؟.. هل ثمة حَكم آخر غير صندوق الاقتراع؟.. وهل ثمة محكمة شرعية تقضي في مثل هذه القضايا؟. إن ترك هذه الأسئلة بلا إجابات يعني الفوضى. سيقال: ثمة ما تخلقٌه الفوضى أيضاً، فمضادها يعني التغيير، والتغيير يخلق جديده، والجديد المُنتِج لا يواجه بفكرة قديمة، فهي لا تمثله في الغالب. ولأن الدولة متجدّدة ومتحركة باتجاه التطور، فعلى السلطة كمتغيّر متواصل، أن تسارع إلى (فهم الفكرة!).
"أنا فهمتكم!" قالها الرئيس التونسي (بن علي)، كأول رئيس عربي في التاريخ، لشعب خلعه، ليسجل (رئيس الدولة) ريادة الفهم أيضاً.. فهمٌ لم يصل إلى مسامع (مبارك) إلا بعد حين، ولكنه فهمها في النهاية، بينما صعب هذا الفهم على (القذافي) ليعلن نموذجه العنفي السيء.. سوء لا نريد رؤية أشرّ منه، في القادم من نماذج سكّة الدمينو.. فلعبة التساقط التتابعي ليست هي اللعبة، ولعبة الدمينو الأصلية بناء رقمي آخر، ربما يشبه بناء الدولة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة