الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خسارة لقوى الاستقلال والسيادة

مسعود محمد

2011 / 3 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


باستقالة البطريرك صفير، خسرت القوى السيادية اللبنانية نصيرا من الطرز الأول،نصرالله بطرس صفير (15 مايو 1920 - )، ولد في بلدة ريفون بقضاء كسروان في لبنان. والده مارون صفير ووالدته حنه فهد من غوسطا، هو البطريرك الماروني السادس والسبعون في سلسلة البطاركة الموارنة. وشغل منصب رئيس لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان منذ عام 1986. لا يهاب قول كلمة الحق، وقد تجلى ذلك عشية انتخابات العام 2009.
الانتخابات النيابية 2009 ونتائجها، كانت محطة تقييم للسيد حسن نصرالله اذ هاجم حينها البطريرك صفير فهاجم الامين العام لحزب الله حسن نصر الله موقف البطريرك الماروني نصر الله صفير عشية الانتخابات، واعتبر كلامه عن "تهديد الكيان اللبناني" في حال فوز قوى 8 اذار اخطر من التكليف الشرعي الذي يلزم ابناء الطائفة الشيعية.
وقال نصر الله في كلمة وجهها مساء الاربعاء 17 حزيران 2009 عبر شاشة محطة تلفزيون المنار في مناسبة تكريم الماكينة الانتخابية: "ما قاله البطريرك صفير عن ان فوز المعارضة في الانتخابات يهدد الكيان اللبناني ويهدد الوجه العربي للبنان هو اخطر من التكليف الشرعي .... واعتبر نصر الله ان كلام البطريرك صفير عن تهديد الوجه العربي للبنان يعني بطريقة غير مباشرة ايران لا سوريا "العربية" اللتين تدعمان قوى 8 اذار". وقال "قد تكون ايران المقصودة واقول ايران ليس فيها حضارة فارسية وانما حضارة اسلامية".
ورد البطريرك لدى استقباله بعض الوفود على نصرالله وقال: "نأسف لأن تكون الأمور وصلت الى هذا الحد، ولكن هي الانتخابات وتعرفون انها هي من أفرزت الناس ومنهم من كان رابحا ومنهم من كان خاسرا، وطبعا الخاسر ينتحل لنفسه أعذارا ليبرر خسارته. نحن قلنا ما قلناه عن يقين منا أن لبنان له ماض وتاريخ ومستقبل. ولبنان باق كما هو بهمة أبنائه، نحن لا نريد أن يكون لبنان خارج لبنان. عندما قلنا أن لبنان لا يجب أن يذهب الى الشرق ولا الى الغرب، بل أن يكون هو ذاته وأن يتعاطى شؤونه بذاته وأن يكون ملتقى للغرب والشرق، ولكن من أرادوه أن يكون مع الشرق فقط، قلنا لهم ان لبنان هو لبنان لا يكون لا مع الشرق ولا مع الغرب. ان كلامنا لم يعجب بعضهم ولكن أعجب البعض الآخر وهذه أمور سياسية، ونحن لا نريد أن ندخل فيها ولكن الأمر كان على ما رأيناه نحن واجباً علينا أن نقول الأبيض أبيض والأسود أسود، والله هو ولي التوفيق".
هجوم السيد حسن نصرالله لم يكن الوحيد باتجاه سيد بكركي، بل كان خلاصة الحملة على سيّد بكركي حينها، وكانت الحملة افتتحت منذ سنوات بكلام طاول البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير ترافق مع إطلاق النار السياسي عليه ومهاجمته بعنف، ثم جددت الحملة من خلال إستهداف خطابه الوطني. رغم ذلك بقي سيد بكركي صامدا ولم يخرج الى اي ولاء غير لبنان وكانت مواقفه محط اعجاب من قبل مسلمي ابنان فبل مسيحييه. توصف كلمات البطريرك، دائما بالتاريخية والمهمة لأنها شكلت إمتدادا طبيعيا لخط الكنيسة المارونية التي شكلت على الدوام نقطة الارتكاز في الدفاع عن لبنان الوطن والكيان والدولة بكل ابنائها على إختلاف طوائفهم وإنتماءاتهم. فالبطريرك صفير تحول الى نقطة ارتكاز في الدفاع عن وكرس بكركي للعب الدور الرئيسي في حماية لبنان وقراره السياسي من أي تأثير خارجي. لا احد بمقدوره ان يمحو التاريخ لا سيما ما قيل بأن مجد لبنان قد اعطي لبكركي، مع التأكيد والاصرار على الخط الوطني للبطريرك صفير الذي لم يسبق ان خرج عنه ولو لمرة واحدة، وهو اول من قاد مسيرة الاستقلال، وقد عودنا غبطته على رسائل التنبيه والتصويب وعلى رفع الصوت عاليا كلما عصفت بلبنان وأهله عاصفة خارجية أو داخلية، وهو لم يغرق في لعبة المصالح الذاتية الرخيصة وفي الحقد والكراهية.
العلاقة مع حزب الله وسوريا
أصر البطريرك صفير، على العلاقة الجيدة حتى مع سوريا وحزب الله رغم الخلاف معهما وحول تلك العلاقة يقول: "من مصلحتنا ان نكون على علاقة جيدة مع كل الناس ومنهم حزب الله، ولكن من يريد لن يأخذ موقفا من بكركي فهذا رأيه، وموقفهم منا اليوم يشبه المثل القائل "من يريد التخلي عن كلبه يقول عنه جربانا". وفي ما يتعلق بعلاقة البطريركية المارونية بسوريا، يعتبر صفير ان "سوريا كغيرها من البلدان التي لم أزورها ولا أنوي حتى زيارتها في المستقبل، فهذا الزيارة ليست واجبا علي وبالتالي لا أعتبر نفسي ملزما بها". عمل البطريرك جاهدا على حفظ السلم الأهلي للبنان فلولاه لما كان اتفاق الطائف الذي اوقف الحرب وارسى دعائم الوفاق الوطني وحفظ الصيغة اللبنانية . فلولاه لما انجزت المصالحة التاريخية في الجبل وعاد المسيحيون إلى ارضهم وقراهم وعاد الجبل إلى ذاته . البطريرك صفير أدرك صعوبة المهمة والمسؤولية الملقاة على عاتقه وكان في مستوى التحدي والمرحلة الاصعب في تاريخ لبنان. عرف كيف يصمد في وجه كل الضغوط ويظل قويا ومتماسكا صلب الارادة مصرا على الحق ...

تدرجه الكنسي
موسوعة بيكيديا كتبت عن تدرج البطريرك صفير ما يلي
في 7 مايو 1950 رقي إلى درجة الكهنوت، وعين خادما لرعية ريفون وأمين سر أبرشية دمشق (صربا اليوم) من 1950 إلى 1956.
درس الأدب العربي وتاريخ الفلسفة العربية والترجمة في مدرسة الأخوة المريميين في جونيه من 1951 إلى 1961.
عين أمين سر البطريركية المارونية، وقام بأعمالها من 1956 إلى 1961.
رقي إلى الدرجة الاسقفية وعين نائبا بطريركيا في 16 يوليو 1961. وفي الفترة ما بين 1974 إلى 1975 عين مدبرا بطريركيا هو والمطران أنطونيوس خريش رئيس أساقفة صيدا في ذلك الوقت. ومن عام 1975 عين رئيسا للجنة التنفيذية لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان وذلك لغايه عام 1986. كما إنه كان ممثلا لرئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان لدى كاريتاس لبنان بالفترة ما بين 1977 - 1986. كما كان مستشارا للجنة الخاصة بإعادة النظر في الحق القانوني الشرقي بالفترة بين 1980 - 1990. وكان أيضا مرشدا روحيا لمنظمة فرسان مالطة ذات السيادة بالفترة بين 1980 - 1986.
بتاريخ 19 أبريل 1986 انتخبه مجلس المطارنة بطريركا ونصب على كرسي أنطاكية وسائر المشرق في 27 أبريل 1986. وشارك في 3 مجامع عامة لسينودس الأساقفة بالفترة ما بين 1986 – 1994. كما إنه عضو مؤسس لمجلس بطاركة الشرق الكاثوليك منذ 1991.
في 26 نوفمبر 1994 رقي إلى رتبة كردينال. وشغل أيضا منصب عضو في المجلس الحبري لتفسير النصوص التشريعية منذ 1994، وعضوا في المجلس الحبري لرعوية الخدمات الصحية منذ 1994.
ستفتقد القوى السيادية حليفا قويا، الا انه من الغير متوقع أن تتغير سياسة بكركي التي أعطي مجد لبنان لها، من ناحية الدفاع عن سيادة وحرية واستقلال لبنان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح