الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دموع شلقم وصفاقة الدوري

ضياء الاسدي

2011 / 3 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


ربما سيظل خطاب رئيس الدبلوماسية الليبية في الامم المتحدة عبد الرحمن شلقم، الذي ألقاه في الجمعية العمومية للأمم المتحدة قبل ايام عدة، عالقا في أذهان الكثير من الحضور، لممثلي دول المعمورة في هذه المنظمة الدولية.
حيث ناشد العالم بالوقوف الى جانب الشعب الليبي، وهو يقاتل بصبر وجلد، للحصول على حريته المغتصبة، وقد لاأغالي إذا ماقلت، ان الجميع قد شارك شلقم مشاعره الحميمة تجاه ما يتعرض له ابناء جلدته من قتل وتدمير، أثناء الاحتجاجات الواسعة التي تشهدها ليبيا اليوم، تحت حكم الطاغية القذافي، الذي مازال يتوعد الثوار المطالبين بالتغيير وتنحيه عن سدة الحكم، بالمزيد من البطش والعنف، باستخدام أسلحته الفتاكة، فضلا عن مرتزقته المتعطشة للقتل والترهيب، فالكلمات الملفعة بالوطنية الخالصة التي جاءت في خطاب شلقم، وحشرجته المؤلمة، حينما استنجد بالمجتمع الدولي، بالهرع لإنقاذ بلده المغمس بالدم، كان مشهدا مأساويا، أجبر الملايين من الاحرار الذين شاهدوه على شاشات التلفزة، على مشاركة شلقم دموعه السخينة، التي ماانفكت تهطل على وجهه المترقب لحمامات الدم النازفة، في ربوع بلده الثائر .
السفير شلقم، لم يستطع أن يتأسى على منصبه، ومكاسبه التي تقتضي منه الخضوع والانضواء تحت الطاغية القذافي، بقدر ما تقطعت أوصاله لإغاثة شعبه الذي تقطعت به السبل، أمام جلاد لايرحم، فأعلن الانحياز للثورة الهادرة، ونذر كل هيبته الاقليمية، قربانا لانقاذ مايمكن، من الحشود التي تواجه أعتى طواغيت الأرض .
تراكضت كلمات شلقم الحانية، نحو قلوب الحضور، حتى استعرت مفرداته في ذواتهم، وتهافتوا على تقبيله وتعظيم إيثاره المدهش لشعبه الشجاع، حتى بدا المشهد التراجيدي أكثر ايلاما عندما أجهش شلقم بالبكاء المتواصل، بعد كل تحية إكبار وحب، يتلقاها من زملائه في المجتمع الدولي الكبير .
لقد برهن شلقم، على ان الشعب هو الأبقى من كل طغاة الكون، وأعطى أبلغ رسالة الى الانظمة الدكتاتورية في العالم، أن الوطنية تصرف واخلاق، وأن الضمير هو الوطن الذي لايمكن المساومة عليه بكل ماهو نفيس، انه درس لايضاهى بالشعور والحرص على خارطة وطن، قد يتهاوى بعد حين، وقد لايرحمه التأريخ يوما، اذا ما ركب موجة الترف والجاه والسلطة، على أنات الملايين من شعبه الذي يتضور جوعا وبؤساً .
وأنا أتضامن كلية مع هذا المشهد الدرس، تذكرت حينها المدعو محمد الدوري، سفير العراق في الأمم المتحدة في عهد الدكتاتور صدام، الذي لم يهتز ضميره المتحجر قيد أنملة، لما آل اليه الشعب العراقي من قتل وتدمير، وهو الأعلم بكل طلاسم النظام البائد، الذي جثم فوق صدر العراق لثلاثة عقود خلت، وظل لسان الدوري، في محافل الجلسات الاممية، يلفظ آخر حروف الدفاع عن ولي نعمته، دون أن يعمّد خديّه بحمرة الخجل، وأن يرفّ لقلبه جناح ضمير، بل تمادى بتسويف الحقائق والبراهين لكي يجمّل وجه الطاغية المقبور أمام الأسرة الدولية، ويجعل من أنيابه المغروسة في خاصرة الوطن الذبيح، ديدنه للتظلم واستمالة الآخرين زلفى لنظامه القمعي، وبسبب هذا التضليل الفاحش، دفع الملايين من الشعب العراقي المظلوم، الى ان يسوقوا نحو الزنازين والمقابر الجماعية المبهمة، التي لم تتكشف كل شاهداتها بعد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
سيمون خوري ( 2011 / 3 / 1 - 08:23 )
أخي ضياء المحترم تحية لك ولمشاعرك الصادقة التي أثق بها. لكن إسمح لي بهذا التعبير وهو أنه حتى التماسيح كما يقال تذرف دموعها . كما يعتبر البعض المطر بكاء للسماء من ظلم إله المطر وضربه للريح بسياطه القوية . مع التحية لك


2 - الله الغفور
ابرهيم مسلم محمد الكعبي ( 2011 / 3 / 1 - 10:34 )
كاءن شلغم لا يعرف سابفا شيئا عن دكتانورية القذافي ولا عن جرائمه السابقه تجاه الشعب الليبي .وقتله الاف من الابرياء وقتله للسيد الشهيد موسى الصدرو رفقاقه انه ه يقول انه الان عرف سيده و اته يريد ان يتبراء منه لينجو بجلده ويقول انا بريء منه و من جرائمه.اما الدوري فقد ادرك اته انتهى ولا عودة له بعد.


3 - رد على تعليق
ضياء الاسدي ( 2011 / 3 / 5 - 13:39 )
الأعزاء سيمون وابراهيم
الحكمة ان لايسدر المخطئ في غيه، وباعتقادي ان شلقم قد ازاح عنه الحجة بوقوفه بجانب الشعب الليبي، وإعلانه الإنضمام للمحتجين فأضاف لهم موقف شلقم الشئ الكثير من المعنويات .. شكرا لمروركما

اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح