الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المالكي يستعير أدوات وأساليب حزب البعث المقبور

عبدالحسين الساعدي

2011 / 3 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


طلب السيد المالكي مهملة 100 يوماً لتحسين أداء الحكومة ، على أن يجري تقييمها لاحقاً ، ونحن هنا وقبل الخوض في الحديث مع السيد رئيس الوزراء نود أن نؤكد له إننا لسنا ضد حزبه ، ولا ضد قائمته ، ولا ضد شخصه ، إنما نحن ضد الفساد أنى كان مصدره ، وأزعم إنه يشاركنا الرأي بأن الفساد قد بلغ مبلغاً كبيراً حتى باتت رائحته تزكم الأنوف .
هنا أريد أن أقول للسيد المالكي ( مع جُلَّ احترامي وتقديري لشخصه ) إن طلبك هذا يذكرني بقصة وقعت في زمن النظام المقبور ، وبالذات مع المجرم ( حسين كامل ) عندما كان مشرفاً على التصنيع العسكري حينما زار إحدى معامل التصنيع المختصة في صنع مقذوفات الهاون ، وفي أثناء تجواله على الأقسام أخبره مدير المعمل إن أحد العمال وصل إلى رقم قياسي في صناعة المقذوفات من حيث العدد ، فطلب ( حسين كامل ) من مدير المعمل أن يريه هذا الشخص ، وبالفعل وقف أمام ماكينة هذا العامل وهو يعمل ، فبادره ( حسين كامل ) بالسؤال بعد إن أثنى عليه كثيراً ، وقال له ابني هل بمقدورك أن تعمل المزيد من هذه المقذوفات ، فرد عليه العامل على الفور نعم سيدي بمقدوري ذلك ، نظر ( حسين كامل ) بغضب شديد إلى هذا العامل والتفت إلى مدير المعمل وأومأ إلى حرسه الشخصي بإشارة فهمها الحرس وأمر بسجن العامل لشهرين فوراً ، واخذ يعربد عليه ويقول له أمام الجميع إذا كان بمقدورك العمل أكثر من هذا ، فعلام تأخرت عن فعله ؟ إذا أنت لست مخلصاً في أداء عملك ، وقد كنت تدخر جهدا كان المفروض منك أن تبذله للوطن وهو في محنته هذه دون أن نسألك ذلك ، لكنك توانيت لا بل تعمدت أن لا تبذل وسعك ، إذاً أنت كنت مقصراً مع سبق الإصرار والترصد .
وزبدة المخض من هذه القصة ليس لتمجيد الطواغيت بل هو للعبرة من حادثة مرت ، وهنا لا بد لي من أن أتوجه بالسؤال للسيد المالكي مع تقديري واحترامي له كونه موظفاً في الدولة العراقية يضع نفسه في خدمة الشعب ، إذا كانت لديك القدرة على تحسين أداء الحكومة ومكافحة الفساد ومحاربة العابثين بالمال العام خلال 100 يوماً ، ونحن سوف نصدقك بما تقوله ونصدق حسن نواياك ، ولكننا هنا من حقنا أن نسألك أين كنت خلال الثمان سنوات المنصرمة ؟؟، فثلاث سنوات منها كنت شريكا في إدارة الحكومة ، وخمس سنوات أخرى رئيساً للحكومة ولم تفعل شيئاً ، فأنى لك هذه القدرة السحرية على تحسين أداء الحكومة الآن ؟ ، فإن قلت نعم لدي القدرة على ذلك ، قلنا لك إذا أنت كنت مقصراً مع سبق الإصرار والترصد عن الفترة الماضية ، حيث كنت تدخر جهداً كافياً لتحسين أداء الأجهزة الحكومية ، ولكنك كنت تراقب الخراب دون أن تعمل شيئاً ، لأنك كنت تعمل ضمن أجندة خاصة لا يعنيها ما يحدث من خراب وفساد ، وإن قلت لم استطع العمل والإصلاح بسبب التجاذبات والمصالح والتقاطعات والإرهاب وغيرها من المبررات ، قلنا لك أن طلبك اليوم بفترة 100 يوماً للإصلاح في غير محله الآن ، حيث ما زالت الأسباب الآنفة الذكر قائمة حتى هذه اللحظة ، وإن قلت دعوني أجرب ، نقول لك إن آلام وهموم وتاريخ ومصير الشعب ليست في محل تجريب .
سيدي الكريم نحن نرى من باب الحرص على المسيرة الديمقراطية والعملية السياسية في العراق الجديد أن تعترف بوجود منهج خاطئ أدى إلى خراب البلد وخراب العملية التنموية برمتها ، وهو منهج المحاصصة الطائفية والأثنية والحزبية ، وهذا السبب هو من يقف وراء هذا الخراب والفساد ولا بد من مراجعة التجربة من جديد والعمل على إصلاحها ، وما عليك سوى أن تمد يدك إلى جماهير الشعب وقواه الخيرة والشريفة من أجل الإصلاح والبناء ومحاربة الفساد والمفسدين ، فهذا لعمري خير لك من أن تقف بوجه أبناء الشعب ، وهم يخرجون في تظاهرات ( جمعة الغضب ) يطالبون في الإصلاح ومحاربة الفساد وليكونوا ظهيراً لك في عملية الإصلاح ، خير لك من أن تعلن حالة منع التجوال لمنعهم من ممارسة حقهم المكفول دستورياً ، وخير لك من أن تأمر الجيش وقوى الأمن في أن تطلق الرصاص الحي باتجاه صدور أبناء الشعب العزل ، وبدل أن ترهبهم بطائرات الهليكوبتر وهي تحلق بارتفاع منخفض فوق رؤوسهم ما أثارت عاصفة من الأتربة التي أدت إلى حالات إغماء لدى البعض منهم ، وتوجيه خراطيم المياه لترشهم وهم في عز شهر شباط البارد ، وضربهم بالهراوات ، واعتقال البعض منهم وخاصة المثقفين والصحفيين ، ومداهمة القنوات الفضائية التي كانت تغطي الحدث والاعتداء على موظفيها وتهشيم أدواتهم ، وهذه كلها من أدوات قانون الطوارئ السيئ الصيت المستخدم في النظم الشمولية والدكتاتورية ، وتوجيه التهم الجاهزة له ونعتهم بـ ( أيتام حزب البعث المقبور ) والقاعدة وغيرها من الاتهامات ( وطبعاً هذه الاتهامات ستبقى جاهزة برسم الخدمة ، لكل من يتجرأ أن يطالب مستقبلاً برغيف خبز أو تحسين خدمات أو تعيين أو بإصلاح النظام التعليمي والتربوي والصحي حتى ظهور الإمام المهدي عج ) ، وهذا يعني فيما يعنيه إنك تعمل على أثبات صحة مقولة المقبور صدام ( العراقيون بعثيون وإن لم ينتموا ) . وهذا يستلزم أن نضعك أنت وحزبك وقائمتك وحكومتك بموضع المقدس الذي لا يجوز نقده ولا الإشارة إليه حتى يأذن الله بذلك .
سيدي الكريم ما زال الوضع تحت السيطرة ، وبإمكانك الإصلاح ، ويمكنك أن تستعين بالشعب وقواه الخيرة والمخلصة والشريفة لتواصل عملية الإصلاح الحقيقي لا الإصلاح الترقيعي ، فاليوم حكومتك وحزبك وقائمتك كلها على المحك ، ولتكن على ثقة إن من يركب موجة العناد ويصر على نهج العنف والعزة بالإثم لن ينال غير الخسران المبين ، ولكم في تجارب من سبقكم من الحكام المستبدين تجربة وعبرة ، وتذكر إن التاريخ لن يرحم من يقف في الصف المقابل للشعب ، وحينها لن تنفعك مشورة المستشارين من حولك ، سيما الأخيرة منها حيث جعلوك تستعير أدوات حزب البعث المقبور وأساليبه القمعية في مواجهة الشعب وهو يطالب بحقوقه وتطلعاته المشروعة ، وأخيرا أتمنى الإصلاح لبلدنا ، وأودعك على أمل أن التقيك في ( جمعة الكرامة ) ، لنرى ما أنت فاعل وكيف استلمت الرسالة .
الفساد = باطل
تبرير الفساد = باطل
السكوت على الفساد = باطل
تأجيل محاربة الفساد = باطل
منع الشعب من محاربة الفساد = باطل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اقتلعها من جذورها.. لحظة تساقط شجرة تلو الأخرى بفناء منزل في


.. مشاهد للتجنيد القسري في أوكرانيا تثير الجدل | #منصات




.. نتنياهو: الإسرائيليون سيقاتلون لوحدهم وبأظافرهم إذا اضطروا ل


.. موسكو تلوّح مجددا بالسلاح النووي وتحذر الغرب من -صراع عالمي-




.. تهديدات إسرائيلية وتحذيرات أميركية.. إلى أين تتجه الأمور في