الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إما مع المالكي أو ضده!

مكارم ابراهيم

2011 / 3 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


وهكذا انقسم العراقيين الى فريقين .الفريق المؤيد للتظاهرات والفريق المناهض لها.
فاذا خرجت للتظاهر يوم 25 شباط فانت اذا من البعثيين والقاعدة والارهابيين والمشاغبيين وضد حكومة المالكي وضد العملية السياسية واذا لم تؤيد التظاهرات فانت إذا لست من البعثيين وانت مع حكومة المالكي وترغب بالاصلاح فقط والخير للعراق. فاما شعار اسقاط النظام واما شعار اصلاح النظام.

ولكن الواقع ان هذين الشعارين كانا معا في المظاهرة الواحدة فهناك من كان يهتف باسقاط النظام وهناك من كان يهتف باصلاح النظام . هناك من يرى ان وضع العراق جيد ولايعيبه اي شئ ويقول بان رواتب الموظفين عالية والخير يعم الجميع ولايحق لاي موطن ان ينتقد حكومة المالكي لان المالكي ليس له ذنب بالفساد والمحاصصة والفقر والبطالة والنهب فهو استلم حكومة كانت أصلا غارقة في الفساد بفضل حكومة علاوي وكذلك علاوي استلم حكومة كانت غارقة بالفساد من حكومة صدام وصدام استلم حكومة كانت غارقة في الفساد من البكر والبكر استلم حكومة كانت غارقة في الفساد من قبل عبد الكريم قاسم وعبد الكريم استلم حكومة غارقة في الفساد من قبل الملك فيصل والملك فيصل استلم حكومة كانت غارقة في الفساد من الانكليز والانكليز سبب الفساد في العراق وبيس المالكي ولهذا فالمالكي لاذنب له في تردي الاوضاع في العراق .

لماذا علينا ان نرمي باخطائنا على الذين من قبلنا حتى لو كانوا فعلا مذنبين اليس علينا اذا اصلاح اخطائهم واذا فشلنا فاذا علينا الاستقالة والتنحي بكل بساطة .ليس هناك اي عيب عندما يستقيل المسؤول ويعترف امام شعبه بانه لم يستطيع ان يقضي على الفساد ويوفر لهم الحماية من الارهاب ولم يستطيع ان يوفر لهم الماء والكهرباء والوظائف .ولا يقتلهم لانهم خرجوا الى الشوارع يحتجون على فشله في حمايتهم وفي توفير الخدمات لهم .

لقد شبه الكاتب العراقي الاستاذ علي الاسدي الاعتداءات التي حدثت على المتظاهرين العزل في بغداد ومدن اخرى من قبل قوات الجيش والشرطة والقوى الامن في يوم جمعة الغضب 25 شباط بالاعتداءات التي حدثت على الامام حسين بن علي واسرته يوم الطف من قبل يزيد بن معاوية وذلك لان الاعتداءات من الحكومة العراقية على المتظاهرين العزل كانت بتاييد من المراجع الدينية في العراق. حيث منعت سيارت الاسعاف من نقل الجرحى والمصابين ومحاصرة المتظاهرين في ساحة التحرير ومنع عنهم الماء والطعام بينما كان المسؤولين العراقيين يرون كل شئ وهم جالسون في شرفة تطل على المكان.

وهناك من شبه انتفاضة العراقيين يوم جمعة الغضب بالأنتفاضة الشعبانية ولكن الانتفاضة الشعبانية 1991 في جنوب العراق كان المنتفضون مسلحون وقد ابيدوا على يد صدام وبمساندة امريكا في حين ان انتفاضة يوم الغضب كانت انتفاضة سلمية لشعب يطالب بابسط الحقوق التي هي أصلا من واجبات الحكومة ان تقدمها للشعب فلم يطالب الشعب العراقي بانهاء الاحتلال الامريكي ولم يطالب بالحرب على اسرائيل ولم يطالب بالوحدة العربية القومية ولم يطالب باعادة بناء وسائل الانتاج ولم يطالب بحل الدستور ولم يندد بمواقف الحكومات الغربية الامبريالية كي تقوم الحكومة بقمعه وقتل العشرات من المحتجين.

ومع هذا واجهت الحكومة العراقية هذه المظاهرات السلمية للعراقيين بكل وحشية ورعونة واعطت اوامرها بقمع المتظاهرين والاعتداء عليهم بكل الوسائل حتى باستخدام الذخيرة الحية كالمجرم بن علي ومبارك والقذافي وعلي عبد الله صالح وبقية المجرمين الذين يستعدون لحزم حقائبهم .

في الواقع هذه ليست اول مرة يخرج فيها الشعب العراقي بمظاهرات يطالب فيها حكومته الموقرة بالاهتمام بتوفير الكهرباء والماء ففي الصيف الماضي في شهر حزيران انتفض الشعب العراقي بمظاهرات عارمة ضد الحكومة. وقد كتبت حينها مقال حول ذلك واشٌدت بهذه الخطوة الايجابية للتظاهر وقلت حينها بانها بداية الثورة وبانها مؤشر على ان الشعب العراقي لم ييأس من التغيير بل مازالت في عروقه دماء تصرخ وتطالب بحقوقها المشروعة ومحاربة الفساد والمحاصصة والقمع ومع هذا لم يتغييرأي شئ ولم تصلح الحكومة ماطالب به الشعب فاذا كم فرصة ستعطى لهذه الحكومة ؟

يكفي خذلانكم لشعوبكم يكفي نهبكم لثرواتهم واموالهم يكفي أنكم فتحتم بلادكم للاحتلال والقواعد العسكرية الغربية والحصار يكفي كمٌمتم افواه الكتٌاب والصحفٌيين والشرفاء يكفي إعتقال وتعذيب المعارضين يكفي تهميش افراد وتفضيل اخرين يكفي إختطافات وإغتيالات وقتل نساء غير محجبات في البصرة يكفي تدخل المرجعيات ورجال الدين بكل صغيرة وكبيرة في شؤون لاتعنيهم فلينشغلوا بفتاويهم داخل مضاجعهم لقد انتهى زمانهم وسلطانهم وعليهم ان يدركوا هذا ويتركوا شباب اليوم يحددون مسيرة البناء والتقدم .

وبعد كل ماحدث من اعتداءات على المتظاهرين الابرياء فهل على الشعب العراقي ان يهتف ببقاء الحكومة العراقية هذه واصلاحها وبقاء المرتشون والفاسدون في مناصبهم وعفا الله عما سلف . ام يجب على العراقيون أن يطالبوا باسقاط هذه الحكومة الفاشلة كل مؤيديها .واذا كان هذا هو الشعار الذي هتف به نصف الشعب العراقي الجمعة الماضية الا ترون بانه يجب ان يكون هذا الشعار هو الذي يهتف به كل العراقيون الجمعة القادمة؟

مكارم ابراهيم


هوامش

مقالة الكاتب علي الاسدي "المرجعيات الدينية العراقية .. خيبت آمال الشعب.."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مرشحون لخلافة نصرالله | الأخبار


.. -مقتل حسن نصر الله لن يوقف مشروع الحزب وسيستمرفي المواجهة -




.. الشارع الإيراني يعيش صدمة اغتيال حسن نصر الله


.. لبنان: مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلي




.. المنطقة لن تذهب إلى تصعيد شامل بعد مقتل حسن نصر الله