الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحريض المجاهدين الأبطال على إحياء سنة الاغتيال

باتر محمد علي وردم

2004 / 10 / 12
الارهاب, الحرب والسلام


هذا العنوان المثير للذعر هو عنوان لكتاب من مجموعة الكتب التي تستند إليها الجماعات الأصولية المتطرفة التي نشرت الموت والخراب والقتل في العالم الإسلامي وخارجه، والتي جعلت من قتل النفس الإنسانية البريئة عملا يمكن من خلاله دخول الجنة.
بيانات طويل تثير القشعريرة تتناقلها مواقع الإنترنت الأصولية بتوقيع مجموعات كثيرة تسوق العديد من "الأدلة الشرعية" على صحة هذا المنهج الوحشي في القتل العشوائي، ولكن أخطر ما فيه فتوى غريبة ومخيفة هي فتوى "التترس" والتي تبيح قتل المسالمين لو تترس بهم "الكافرون" بل لو تترس الكافر بطفله فهي تتيح قتل الطفل! أما الكافر فهو بالتأكيد اي شخص لا يعجب هذه الجماعات الأصولية سواء كان مسلما أم مسيحيا، فالغالبية العظمى من ضحايا هؤلاء الإرهابين هم من العرب والمسلمين.
هذه الفتوى، وغيرها من النصوص هي من اختراع عقل مريض لا يتمتع بأدنى نوع من أخلاق الأسلام وقيمه، ويذكر عادة إسم عمر أبو عمر المعروف بأبو قتادة الفلسطيني، والمقيم حاليا في بريطانيا بهذه الفتوى. وهو شخصية غامضة منحته بريطانيا حق اللجوء السياسي عام 1993 وصرفت له معونة شهرية وكان ضيفا على فضائيات عربية عديدة لطرح "أفكاره" هذه. كما دعا إليها أيضا أبا محمد المقدسي المسجون في الأردن بتهمة التخطيط لعمليات إرهابية، والذي وجد سابقا من يدافع عنه ويصفه بأنه صاحب فكر ويجب أن يعبر عنه بحرية حسب مستلزمات الديمقراطية!
لهذا كله نقول ونؤكد بأن معركة المجتمع الإسلامي مع هذه المجموعات الضالة هي معركة فكرية لا أمنية في المقام الأول، ولكن المسؤولية فيها تقع على دعاة المسلمين وفقهاؤهم، وعلى القيادات الدينية والأحزاب السياسية الإسلامية والإعلام الإسلامي، فهذه العقول التي أنتجت هذا الفكر وتؤمن به لا تجد أي رادع يمنعها من قتل كل من يخالفها في الرأي، من رجال ونساء وأطفال أبرياء لأنها تعتقد أن هذا يمثل تقربا من الله وفرضا واجبا عليها ولا توجد لدى هؤلاء مشاعر إنسانية تجاه البشر يمكن أن تردعهم عن ارتكاب المجازر.
واجب القيادات الفكرية الإسلامية كبير جدا في المرحلة القادمة، فهذه المجموعات تشكل خطرا داهما على كل أفراد المجتمعات العربية والإسلامية، ويجب أن يتم فضحها دائما والتأكيد على براءة الإسلام والفكر الجهادي بمفهومه الإسلامي الصحيح من هذه الجرائم، ومن هؤلاء السفاحين والصمت والقبول بهذا الوضع لم يعد مقبولا من التنظيمات الإسلامية، وكل التبريرات حول الاحتلال الصهيوني لفلسطين والهجمة الأميركية على المنطقة لا يمكن أن تبرر أو تغطي عملا شائنا مثل الذي حدث في الرياض وقد يحدث في أي موقع ومكان ضد أي مواطن برئ يمكن أن يكون ضحية لهذه الأفكار المسمومة.
الأجهزة الأمنية العربية ستكون المسؤولة أمنيا عن حماية المواطنين الأبرياء من خطر التطرف الأصولي، ولكن هذا هو العلاج ضد الأعراض التي تسببها جرثومة التطرف أما العلاج ضد الأسباب فهو في النهاية علاج فكري وثقافي، يقوده علماء الدين والتنظيمات الإسلامية والذين لا يجوز أن يتثاقلوا عن هذه المسؤولية، فنحن عندما نحارب التطرف لا نفعل ذلك لخدمة الولايات المتحدة والصهيونية، بل حماية أنفسنا وأبنائنا وبلداننا لأن هذه التنظيمات المجرمة تستهدف الأبرياء من المواطنين العاديين والرجال والنساء والأطفال، ومن الممكن أن يكون اي شخص ضحية لها حتى لو كان في قمة الايمان والتقوى والورع الديني.
هذه مسألة لا مجاملة فيها، لا يمكن السماح بنشر الإرهاب والفكر المتطرف، وفتاوى مثل التترس والاغتيال وغيرها من التبريرات التي تدعو إلى القتل لا يمكن التسامح معها، ولا اعتبارها أفكارا يمكن أن يسمح لها بالانتشار، وعلى الأئمة تحمل مسؤولياتهم في مواجهتها، ويجب أن يكون المواطن سندا للأجهزة الأمنية التي تحمل عبئ حماية البيوت الأمنة من هذه الجرائم. أنها ليست معركة أنظمة ضد معارضة، بل معركة القانون ضد الخارجين عنه معركة المجتمع الإسلامي ضد القتلة ولكنها يجب أن تكون في المقام الأول معركة فكرية لأنها النجاح الأكبر بها يكون في إمكانية إنقاذ الشباب المؤمنين بفكر القتل من ضلالهم وعودتهم إلى المجتمع من جديد واستعادة مشاعرهم الإنسانية وهذه ليست مهمة مستحيلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا