الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تسويق الأداء الاقتصادي والاجتماعي الحكومي لايصل جيدا الى الناس

عبد الرحمن تيشوري

2011 / 3 / 2
العولمة وتطورات العالم المعاصر


في زمن القناة التلفزيونية الواحدة والإذاعة الواحدة والصحافة الحكومية الواحدة وعبر سنين طويلة ساد الاعتقاد التالي:
(القائمون على الإعلام الرسمي في سوريا يعتقدون أن المتلقي "غبي" والمتلقي يعتقد بأنهم "متخلفون") , وان كان لا يخفى على احد أهمية صناعة الرأي العام في أي بلد وقراءة هذا الرأي بشكل مستمر وبطرق مختلفة (استبيانات, إحصاءات, تحقيقات) …وذلك حتى يقوم الإعلام في هذا البلد بتقديم الجرعات المطلوبة واللازمة لتكوين هذا الانطباع لدى الجمهور بما يخدم المصلحة القومية العليا , وحتى لاتنجح وسائل الإعلام غير الوطنية بالتأثير على الرأي العام أو تحريكه باتجاه يخدم سياسات معينة فالأجدى أن تقوم الدولة بما عليها وبما لديها من وسائل لتبقي على الثقة بين مواطنيها ووسائل إعلامها.
وقد بدأت الحكومة في الجمهورية العربية السورية إجراءات إصلاحية واسعة منذ سنوات (الانتقال الى اقتصاد السوق الاجتماعي 2005) سبق ذلك خطوات وتبع ذلك خطوات وعلى الرغم من التراخيص الكثيرة لصحف سياسية وفنية واقتصادية وإذاعات خاصة فما زالت هذه الوسائل غير قادرة على كسب ود المتفرج أو المستمع أو القارئ "السوري" إلا بمساحات متفاوتة….
وبالتالي يعزز هذا الإعلام الضعيف الأفكار عند المواطن بان سياسة سحب الغطاء "الاشتراكي" عنه مستمرة ولا تقبل التراجع, حتى أن خبر زيادة الرواتب أصبح ثقيلا جدا عليه لأنه يعلم جيدا بان هذه الزيادة نتيجة لارتفاع الأسعار أو سيعقبها ارتفاع الأسعار…

أما بخصوص القرارالاخير " رفع أسعار المشتقات النفطية" والقرارات الحكومية الأخرى فإننا نرى مايلي:
1- إن هذه القرارات تأتي اعتباطية "كون الحكومة لم تقدم برنامجا متكاملا للإصلاح من حيث الأهداف والأساليب والمدد الزمنية, وبالتالي صعوبة قراءة أفكار الحكومة على المدى الطويل.
2- التناقض المستمر لتصريحات أعضاء الحكومة فيما بينهم لا سيما (النائب الاقتصادي ووزير المال) ومع تقارير الهيئات والمنظمات الدولية حول الواقع الاجتماعي والاقتصادي في سوريا.
3- افتقار الحكومة الى فن اختيار الأولويات وبالتالي عدم الوصول الى القرار الوطني.فكيف تقوم الحكومة بتدابير حاسمة لتسهيل استيراد السيارات " سلعة رفاهية, ازدياد الطلب على الوقود" ولا تتخذ مثل هذه التدابير الفعالة بخصوص العقارات" سلعة أساسية, التأخير في إصدار المخططات التنظيمية"....
4- فالسؤال الذي يطرح نفسه.. لو اتخذت الحكومة إجراءات فعالة "قامت بواجبها" ومنذ سنوات لمعالجة ( التهرب الضريبي, تهريب المشتقات النفطية, الهدر, الفساد... وضع اسس للإدارة الناجحة واحداث سلك مديرين ......) فهل كانت أمام هذا السيناريو الوحيد والحتمي "كما صرح النائب الاقتصادي"

إن التسويق الناجح لأي سياسة حكومية أو قرارات حكومية هو أمر بالغ الأهمية والتعقيد وخصوصا في بلد متخلف او نامي مثل بلدنا "تخلف مركب"... لكننا نعتقد من الأمور التي يستلزمها نجاح تسويق السياسات والقرارات الحكومية ...... مايلي:
(إن الثابت الوحيد في العالم هو التغيير فلا توجد أي ثوابت في أي سياسة وبالتالي إن إعادة النظر في أي سياسة أو قرار هو أمر حتمي وضروري).
1- الأداة الأساسية للتسويق هي الإعلام " مرئي ومسموع ومقروء.." وبالتالي كان على الحكومة إحداث ثورة حقيقية في هذا القطاع "من حيث الشكل والمضمون" وذلك منذ عدة سنوات خصوصا في ظل التطور التقني الهائل حول العالم ( رصد موازنات, فسح المجال أمام القطاع الخاص, التشريعات والقوانين..)
2- ضرورة منح الإعلام الاستقلالية الكاملة...فربما شكلت قناة تلفزيونية متميزة ضغطا باتجاه عدم صدور قرار ما يضر بشريحة واسعة من المواطنين وذلك بإبراز الجانب السلبي للموضوع وبالتالي تحقيق " مصلحة وطنية"
3- عدم تسويق التردد الحكومي في اتخاذ القرارات ...
4- التركيز الإعلامي " الحكومي على الأقل...." على الجانب الايجابي لأي قرار قبل صدوره وذلك بإظهار تأثيره المفيد على حياة المواطنين, والابتعاد عن التهويل والتضخيم وشخصنه القرارات...وخصوصا أن الدولة يجب أن تتمتع بعقل شمولي يرى الأمور بشقيها السلبي والايجابي.
5- عدم إعطاء المسوؤولين لأي تصريح غير صحيح " فلم تعد الحقائق تخفى على احد " في ظل عالم منفتح رقميا وإعلاميا....
6- المباشرة بوضع الآليات الايجابية موضع التنفيذ قبل صدور القرارات التي تمس الوضع المعيشي للمواطن وخصوصا بان المواطن لايثق كثيرا "بالوعود"
7- عدم الحديث نهائيا عن رفع متوقع للأسعار وخصوصا في بيئة تلعب وتنتشر فيها الإشاعة والأخبار السلبية انتشار النار في الهشيم.

إن القرار الحاسم لايحتاج الى شفافية بل الى التوقيت المناسب.... كما أن متابعة المواطن السوري لوسائل إعلامه وثقته بها وإعجابه ببرامجها.... سيسهل على الحكومة التسويق لسياساتها وقراراتها المستقبلية...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتفاق التهدئة.. حكومة نتنياهو تواجه خيارات حاسمة


.. انتخابات إيران الرئاسية: خامنئي يحث الناخبين على التصويت في




.. القسام تعلن إيقاع قوة إسرائيلية بكمين وتستهدف آليات إسرائيلي


.. إخلاء منازل في القدس بعد اندلاع حريق كبير بحي هار غيلوه




.. الشرطة تعتقل مؤيدين لفلسطين من فوق مبنى البرلمان الأسترالي