الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إختلاط الرؤى .. المفهومية الفلسطينية ... الجزء الأول

باسم الخندقجي

2011 / 3 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


بعيدا عن الجدل العقائدي والتشبت بالرؤى الثابتة والانحباس المعرفي الذي ينمو في اجوائه مفترسو الافكار الذين قادوا الشعب الفلسطينيى الى المزيد من التخبط والدهاليز المظلمة .. فإن التناقض بشموليته يفضي دوماً الى التقدم ضمن اي مرحلة او ظاهرة تدرك جيداً تناقضاتها الداخلية في مسألتها الوجودية .. ولكن واقع الحال في المسألة الفلسطينية لا يدل على ذلك .. إذ ان حالة الاختلاف الداخلي الفلسطيني لا تنمُّ عن تناقض واعِ يهدف الى التقدم والثورة على حالة سائدة .. وما يجري الآن على الارض من إنقسام وتشرذم ما هو الاّ تعبير حاد عن فهم مشوّه للتناقض سواء أكان ثانوياً أم رئيسياً .
وفي واقع مسألتنا يعوزنا الفهم الواضح والعملي لطبيعة ومحددات علاقتنا الداخلية والعوامل الذاتية المرتبطة جدلياً بالعوامل الموضوعية أو الخارجية فما الذي يحكم الداخلي ولماذا تفهم هذه الفوضى على انها تناقض داخلي ينتج عنه بالضرورة والتقدم ..؟
ان التباين مطلوب في سياق أية قضية يمثلها أكثر من اطار يحمل في رؤيته افكاراً وآليات عمل تختلف عن الإطار الآخر ولكن الخلل في بناء الاختلاف وفهمه يؤدي الى الفوضى العنف واختلاط الرؤى .. وفي المسألة الفلسطينية التي تحمل في طياتها الف مسألة أخرى معقدة فإنه من الجليّ ان التناقض الرئيس مع الاحتلال يأخذ شكلاً مُخلخلاً يأبى التطور في أشكال جديدة تؤدي الى حلّه .. والذين يختلفون الآن حول الرؤى والبرامج ومناهج العمل أضعفوا الفوضى بالفوضى الإطارية التي أحدثوها شكل التصدي والمواجهه مع التناقض الرئيس ..
فالأحتلال عبر وحشيته وآثاره المريعة يعكس دون وعي منه الحاجة الى مواجهته بشتى الوسائل والأشكال والنضالية وهذه الانعكاسات لا تجد نلبية لها تكفل إنهائها وتحولها الى استقلال وحرية .. لأن العوامل والمحددات الذاتية للمسألة الفلسطينية لم تنضج بعد في فهم إختلافاتها الداخلية بصورة تقدمية .. واشكال الاحتلال المتجددة بصورة مستمرة لم تؤثر عليها بانعكاساتها لأن هذه العوامل الداخلية لم تُقم سياقاً مفهومياً لأختلافاها الداخلي مما أدى الى نشوء غلاف عازل سميك أحدثته الأطر والتنظيمات والاحزاب دون وعي منها عبر ممارساتها الخاطئة في ضبط الاختلاف الداخلي فيما بينها .. ومن هنا يأتي دور التفاهم حول كيفية الولوج في عمق هذه الأُطر .. بمعنى هل هو تفاهم يؤدي الى انهاء حالة الفوضى بكافة تجلياتها أم هو تفاهم على إيجاد إطار جديد يدرك جيداً كيفية إدارته لتناقضه الداخلي ؟
فإذا كان هناك ثمة غلاف ذاتي يعزلنا عن إنعكاسات الإحتلال يصبح من الضرورة العمل على إزالته من خلال تمرير وزراعة مناهج تقدمية – نقدية داخل المسألة بُرمّها .. مناهج تكفل تفكيك مباني الفوضى والعنف و تعمل على إيجاد رؤيا جديدة تكون بمثابة سبطة مرجعية لإدارة الاختلاف الذي يصبح عملياً تناقض داخلي تقدمي يؤدي الى تماسك وشمولية الرؤية في الصراع الرئيسي مع الاحتلال ..
هنا بالتحديد نحن نبحث عن مفهومية فلسطينية جامعة وإطار معرفي نقدي .. مفهومية تتضمن منحنا القدرة على التغيير نحو الأفضل وحمايتنا من نزعاتنا الفئوية الضيقة وفي نفس الوقت تكون بمثابة البوصلة وصاحبة السطوة في حل كافة خلافاتنا والعمل على ايجاد صيغة تنسجم بها إختلافاتنا .
إن المفهومية هنا هي الإطار الرؤيوي المعرفي الذي يحتوي في خطابه وبنيته على هواجس دافعة الى الأمام مثل هاجس التاريخ ومكانتنا فيه وهاجس تفردنا ووحدتنا في درب الآلام مّما يُحتّم علينا إكتساب المعرفة ولكن بمناهج فلسفية خالصة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكات| فيديو يظهر شجاعة مقاومين فلسطينيين في مواجهة جيش الاح


.. شبكات| مغاربة يدعون لمقاطعة مهرجان موازين بسبب غزة




.. عمليات البحث عن الرئيس الإيراني والوفد المرافق له


.. خبيرة بالشأن الإيراني: الدستور الإيراني وضع حلولا لاحتواء أي




.. كتائب القسام: استهداف قوات الاحتلال المتموضعة في محور -نتسار