الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رأي في الثورات العربية  الحالية

نارت اسماعيل

2011 / 3 / 2
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


أثبتت الثورات الأخيرة في الوطن العربي أن الوطن لم يمت وأن الناس ما زالوا يعتبرون الوطن فوق الجميع وحتى فوق الدين، لقد أزاحت شعارات الوطن والحرية ومحاربة الفساد شعارات الاسلام هو الحل، لم يكن لرجال الدين أي دور إيجابي في هذه الثورات بل على العكس كان لهم دور سلبي واضح وحاولوا في وقت لاحق ركوب الموجة .
تبين أن انتشار مظاهر التدين الذي كان سائدآ لم يكن إلا مجرد انتشار أفقي سطحي لا يصمد أمام الهزات الكبيرة.
كان تأثير الشباب من أمثال وائل غنيم ورفاقه أكبر بكثير من تأثير الشيوخ أمثال القرضاوي ومحمد حسان وعمرو خالد، وكان تأثير الشهيدة الرائعة سالي زهران والتي لم تكن حتى محجبة أكبر بكثير من تأثير كل رجال الدين الذين انكفؤوا على أنفسهم .
هل لاحظتم  كيف اختفت أصوات المتشنجين من كلا المعسكرين؟ معسكر المتدينين ومعسكر العلمانيين وبروز أصوات الاعتدال التي تنادي باللحمة الوطنية لكل فئات الشعب، حتى خطاب القرضاوي وجماعة الاخوان المسلمين كان خطابآ مختلفآ عن لهجتهم السابقة.
هل كان مهدي عاكف المرشد العام السابق للاخوان المسلمين في مصر يستطيع أن يقول وسط جموع هؤلاء الثوارجملته الشهيرة (طزّ في مصر وأبو مصر ويللي في مصر) و ( إني أفضّل مسلمآ اندونيسيآ على مسيحي مصري) ؟ هل كان سينجو بفعلته القبيحة أمام هؤلاء الوطنيين كما نجا بفعلته أيام الحكم الفاسد غير المبالي؟
بدأت الأمور تعود إلى المسار الطبيعي، الدين لله والوطن للجميع، وأعتقد أن أقصى ما يستطيع أن يحلم به شيوخ الدين الآن هو نظام حكم على غرار النموذج التركي، نموذج أقرب إلى العلمانية لا يتصادم مع الحداثة ولا مع الغرب ولا مع مبادئ الديموقراطية وتداول السلطة.
لاحظنا جميعآ مدى ابتعاد السلفيين في السعودية عن مشاعر وتطلعات الشباب الثائر، هؤلاء السلفيون اعتبروا تلك الثورات فتنة وخروجآ على طاعة ولي الأمر، لم يعد هؤلاء الجهلة يستطيعون تسويق بضاعتهم الفاسدة حتى في بلدهم والتي خرجت منها أصوات قوية تنادي بالملكية الدستورية وباصلاحات جذرية حقيقية في ذلك البلد ولاحظنا أيضآ كيف هرول ملكهم عائدآ إلى بلده من رحلة علاجية كان من المقرر لها أن تستغرق سنوات أسوة بولي العهد الذي قضى سنتين في المغرب ( لإجراء فحوص طبية)؟!! وكيف صار هذا الملك يغدق على الناس مليارات الدولارات  والتي كان يحتفظ بها لغايات أخرى?!
أنا أرى أن هذه الثورات هي ثورات ضد كل ما هو فاسد، حاكمآ مهرجآ كان أم شيخآ مشعوذآ.
لقد أثبتت هذه الثورات أن هؤلاء الحكام والشيوخ كانوا حلفاء بالظاهر أم بالباطن، وكانوا يتقاسمون الوطن وخيراته ومقدراته على حساب الشعب المغلوب على أمره
شاهدوا هذا الفيديو للشيخ المشهور محمد حسان وكيف يتلون مثل الحرباء ويغير أقواله في بداية الثورة وبعد نجاحها
http://www.alsahanet.com/showthread.php?t=2535

في عصر الفيس بوك والويكيليكس لا مكان بعد اليوم لحكام مهرجين ولا مكان بعد اليوم لحلم الخلافة الاسلامية.
إذا كانت كل هذه التطورات قد حدثت خلال شهرين فتخيلوا كيف سيكون مشهد الوطن العربي بعد عشرة سنوات، حتى في العراق الغارق في أوساخ الطائفية والمذهبية وفساد الحكام تحرك الشرفاء هناك ولن تكون إلا مسألة وقت حتى ينفضوا عنهم كل تلك الأوساخ ويعود وجه العراق المشرق والحضاري.
هل ستجدون بعد عشر سنين من الآن رئيس دولة عربية يجرؤ على التفكير بتوريث حكمه؟
هل ستجدون حاكمآ عربيآ فاسدآ يصرف ملايين الدولارات على مطربة سخيفة؟














التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما هو الاعتدال
طلال عبدالله الخوري ( 2011 / 3 / 2 - 02:57 )
أشكر الكاتب على جهوده بهذا المقال وبعد....... نستنتج من مقالك بانك ضد معسكر العلمانية المتشنجة؟؟ بصراحة لاول مرة نسمع بهذا المعسكر..... !! اذا لم يكن هذا المعسكر موجود بمخيلتك فقط, فهل هناك مراجع لنتعرف على مبادئ العلمانية المتشنجة؟؟ من هم الكتاب او المفكرين او الشخصيات التي تمثل العلمانية المتشنجة؟؟؟
انت تقول بانك تتبنى الاعتدال ؟؟؟ هل هناك مراجع عن الاعتدال لكي نتعرف على افكارك؟؟
انت صنفت الشباب الثائر على انهم ينتمون الى منهجك الفكري وكذلك فعل الاسلاميون واليساريون !!!!
ولكن الحقيقة هي ان الشباب الثائر يطالب بالعلمانية ومبادئها وقوانينها المدنية؟؟
انت تقول واقتبس من مقالك-وأعتقد أن أقصى ما يستطيع أن يحلم به شيوخ الدين الآن هو نظام حكم على غرار النموذج التركي، نموذج أقرب إلى العلمانية لا يتصادم مع الحداثة ولا مع الغرب ولا مع مبادئ الديموقراطية وتداول السلطة.-
سؤالي كيف وصلت الى اعتقادك هذا؟؟ فالذي اعرفه بان مرشد الاخوان بمصر قال بان المادة الثانية بالدستور هي مادة فوق دستورية اي مادة الهية؟؟؟

تحياتي


2 - السيد طلال خوري
نارت اسماعيل ( 2011 / 3 / 2 - 04:19 )

أعتقد أن مقالي واضح وتوجهاتي معروفة ومقالاتي السابقة موجودة وهي ترد على
 معظم أسئلتك وأنت تعرفني جيدآ منذ بداياتي في هذا الموقع
أما بالنسبة لما قاله مرشد الاخوان المسلمين في مصر فهذا رأيه وليس رأي شباب 
الثورة
لا أحد يستطيع إنكار المنجزات التي حققتها هذه الثورات وهي قد لا تحقق كل تطلعاتنا
 وأحلامنا بفترة وجيزة ولكنها على الأقل خطت بنا إلى الأمام والطريق طويل
ليس من المعقول أن تتحول مصر إلى سويسرا بشهرين ولكن مصر اليوم غير مصر
 مبارك
شكرآ لك


3 - مبالغة
محمد بن عبد الله ( 2011 / 3 / 2 - 11:53 )
أستاذي العزيز...

أحسست بنفس ما وصف الأستاذ طلال الخوري عندما اصطدم نظري بتلك العبارة (العلمانية المتشنجة) في مقالك اليوم

أنا متابع لكتاباتك الرائعة على الحوار وأعلم تماما مواقفك الشجاعة لذلك أرى أن قلمك الذي خط تلك العبارة المفزعة قد يكون خان مكنوناتك وأفكارك الحرة

كنت أتمنى أن يكون في ردك على الأستاذ طلال ردا صريحا على تساؤلاته التي طرحها لكن مواقفك السابقة ومناصرتك غير المشروطة لقيم العقلانية والحرية تؤكد اصطفافك الصريح مع العلمانية كقيمة مطلقة........ متشنجة كانت أم مستترة
فلكما كل شكر وتقدير


4 - سيد محمد
نارت اسماعيل ( 2011 / 3 / 2 - 13:49 )
أنا لم أذكر في مقالي جملة ( العلمانيون المتشنجون) كما وضعتها أنت بين قوسين بل
 ذكرت ( المتشنجين من كلا المعسكرين، معسكر المتدينين ومعسكر العلمانيين) ، لا 
يوجد شيء اسمه علمانية متشنجة وأنا علماني صميمي منذ وعيت على الحياة 
ولكني  صرت أتضايق من بعض الأقلام المحسوبة على العلمانية ولكن بأسلوبهم 
التشنجي أصبحوا يسيؤون للعلمانية 
أكثر مما ينفعونها وأنا لا أريد ذكر أسماء معينة لأنني لا أريد الخوض بمهاترات كلامية معهم
تحياتي لك

اخر الافلام

.. بلينكن في الرياض.. إلى أين وصل مسار التطبيع بين إسرائيل والس


.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين يرفضون إخلاء خيمهم في جامعة كولومبيا




.. واشنطن تحذر من -مذبحة- وشيكة في مدينة الفاشر السودانية


.. مصر: -خليها تعفن-.. حملة لمقاطعة شراء الأسماك في بور سعيد




.. مصر متفائلة وتنتظر الرد على النسخة المعدلة لاقتراح الهدنة في