الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في انتظار خطاب منتصف الليل

رياض سبتي

2011 / 3 / 2
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ادمن الطغاة ممارسة طقوس الترهيب العبثي التي كانوا يزاولونها ضد شعوبهم بوحشية تتساوى فيها لحظة الحياة مع الموت ,لحظة الملل مع النشوة ,او الكلام مع اللاّ كلام ,طقوس تتشابه فيما بينهم وكانهم حفظوها عن ظهر قلب منذ زمن نيرون وحتى الان .
فهؤلاء يتفننون في تأدية هذه الطقوس وتطبيقها لانهم يعتقدون ممكن ان يكونوا اي شيء – روائيون ( صدام حسين وروايته زبيبة والملك ) ، رياضيون (الملك الحسين بن طلال ) (حمد آل ثاني القطري ومحاولة شرائه نادي مانشيستر يونايتد )، و فلاسفة (معمر ليبيا وكتابه الاخضر ) او ناسكون روحيون (خميني ايران ) ، وبين اعتقاداتهم هذه وممارسة طقوسهم المرعبة ، نكون نحن الشعوب المغلوبة تحت رحمة مزاج هذا الطاغية او ذاك , نبتسم (خيفة ) حين يبتسم ، ونُقْتَل حين يغضب , او يصفنا تارة باننا غوغاء وهنود اوحفنة من عملاء الخارج , اواننا جرذان (مقمّلين ) .
لا احد من هؤلاء الطغاة يمكن ان يفهم ان شعبه قد طلّقه طلاقاً بائناً حين يحتج ويثور عليه فهم يعتقدون انهم يخدمون شعوبهم فعلاً وان من يحتج هم عادة من غير ابناء البلاد الاصليين, حينها تجد آلة القتل العملاقة تحصد ارواحنا لاننا تجرأنا وقلنا لا كبيرة للطاغية ، تزداد مساحة دماؤنا انتشاراً ويزداد عنادنا عناداً وبالمقابل تضمحل سلطة الطاغية شيئا فشيئا فنراه بعد قليل يضعف ويعلن في خطابه ( يحزّ في نفسي ما فعله بعض من ابناء وطني ضدي رغم خدمتي الجليلة للوطن على مدار عقود من السنين ) ,او ان يعلن الاخر بعد ان وصلته نارنا الحامية ، ليقول انه كان يحبنا ولم يتوقع ان كلابه كانت تعيش احسن من عيشتنا لكن حاشيته كانت تنقل له اخبارا منافية لواقعنا المزري ويقول (فهمتمكم ) لكن ارجوكم لا تقتلوني , اما الزعيم المجنون فما زال يصر على اننا مهلوسون ومخدرون ومكبسلون ولايمكن لشعبه البطل المجاهد ان يخرج عن طاعة قائد الثورة الابدي .
في السابق كان هؤلاء يرسلون حرسهم ومخبريهم في ساعات الصبح الاولى ليخطفوا معارضيهم من بين اطفالهم وعوائلهم وكنا نحس بذاك الفعل ونخافه , زوار الفجرهؤلاء يشبهون الغربان السوداء ، سحنتهم اجرامية , اصواتهم سوداء قميئة , اعتقد الطغاة انهم اقوياء باؤلائك المجرمين، وهذا كان لفترة حسبوها طويلة لكنها في عمر الشعوب قصيرة .
, بعد ان لم ينفع القتل والتنكيل بملايين المتظاهرين الذين اصبحوا قوة جبارة ضد القهر والاستعباد , كانت خطابات منتصف الليل في تونس ومن ثم في مصر , هي العلامة الوحيدة لرحيل ابشع نظامين دكتاتورين في الغرب العربي, وكانت ايضا قد كشفت مدى ضعفهما الامني الذي لم يستطع ان يواجه قوة الشعب ,فاختيار منتصف الليل لالقاء خطاباتهم البائسة ما هو الا هروب من ردود الفعل المتوقعة وتفادياً من مواجهة الشعب وجها لوجه.
الجمعة الغاضبة الماضية ودماء ابناءنا التي سالت سوف تقرّب منتصف الليل هذا , لنسمع خطاباتهم الهزيلة وهم يقولون لقد (فهمناكم ) و (وَعَينا ) لمطالبكم , بعد ان كنا في نظرهم مندسون وقاعديون وبعثون وحرامية وخارجون عن القانون واصحاب اجندات خارجية .
منتصف الليل في بغداد قريب جداً ، ندركه نحن الثائرون على الفساد والقمع والطغيان , ولا تدركه الحكومة خصوصاً بعد ان استخدمت الرصاص الحي ضد العزّل من شبابنا العزيز .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -