الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على صخرة الأتحاد العربي الكردي تتحطم المؤامرات / 1

ناصر موزان

2004 / 10 / 12
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


كان ذلك الشعار يدويّ في مدينتنا الصغيرة في الجنوب العراقي، ثم سمعناه ورددناه مؤمنين به وبصدقه في العاصمة بغداد وتحملنا بسببه الأهانات والضرب والأعتقال ، بل وحملنا السلاح دفاعا عنه في كردستان العراق ذاتها.
نعم انا عربي ابا عن جد ومن اصدقاء الأكراد ومن اصدقاء كل القوميات والأعراق في العراق، لأنهم بشر مثلنا لااقل ولا اكثر . وقد تربيت انا واهلي واصدقائي على ان الدفاع عن حقوق القوميات العراقية الأخرى هو دفاع عن انسانيتنا و حقوقنا نحن في الحياة و اختيار الأنتماء . ومن الطبيعي ان نحترم كل من ضحى ويضحي في سبيل اهله وشعبه وناسه.
لقد ضحّينا كعوائل فقيرة عربية وكردية وتركمانية وغيرها، عوائل ديست باقدام الدكتاتورية وظلمها ( ومن تزلّف لها من الوصوليين والأنتهازيين من العرب والأكراد وغيرهم) وقدمنا الكثير وعانينا الفاقة وانواع الحرمان، الأمر الذي ادى الى شعوري ان عذاباتنا عربا واكرادا من الدكتاتورية كانت واحدة في قسوتها وظلمها مهما تنوّعت، وان ما يطرحه البعض بان على العرب ؟ (وليس على الطاغية وجلاوزته) ان يعتذروا للأكراد عما لحق بهم من مظالم وكأننا نحن العرب وليس الطاغية الجلاد من قام بها، ارى ان مثل تلك الطروحات التبسيطيه خاصة عندما تاتي من مثقفين معروفين هي تملّق معروف للأكراد ذاتهم ، وتتضمن دعوة ومحاولة من كتّاب كانوا يوما يمثلون الفكر الأممي ويحاولون تطويره كما يعتقدون ليقعوا في خطأ القومية الضيقة والشوفينية لأنهم يحاولون تصوير المأساة من زاوية قومية ضيقة ناسين ان دزينة كبيرة من مساعدي صدام كانوا اكراد القومية (رغم انهم لايمثلون الحركة التحررية الكردية وانما مصالحهم الأنانية والعشائرية الضيقة).
ويعلم الجميع ان سياسة صدام الأجرامية لم تفرّق بين عربي وكردي وتركماني وكلداني مثلما لم تفرّق بين السني والشيعي،رغم ادعائه العروبي والأسلامي السنيّ، وقد قاتل وحارب الجميع واشترى من تملّقه من الجميع ايضاً، لأجل كرسيه هو فقط . وان الأنصاف يدعو الجميع الى ان يذكروا عند ذكرهم جرائم حلبجة والأنفال المروّعة التي راح آلاف الأكراد ضحايا لها ، ان يذكروا مئات آلاف الضحايا من الشباب العرب من الذين ساقهم المجرم صدام الى حروبه المجنونة بالقوة وبمفارز الأعدام وبالشنق والتعليق امام منزل الأهل.
تلك الحروب التي لم يساق اليها الشباب الأكراد ، بسبب اصدار الطاغية لقانون الخدمة العسكرية الخاص (بمنطقة الحكم الذاتي) آنذاك والذي ادىّ الى تشكيل الأفواج الخفيفة بقيادة عدد من رؤساء العشائر الكردية وعدد من المرتزقة الأكراد آنذاك لمواجهة الثورة الكردية التحررية، ضمن مخطط تكريد الحرب، رغم سوق عدد محدود جدا من افواج المرتزقة الأكراد الى جبهة الحرب لحاجته الماسة، حين كان الطاغية لايستطيع الضغط على الشباب الأكراد بلا حدود والاّ هربوا الى الجبال العاصية في كردستان التي كانت تعجّ بعشرات آلاف الهاربين من الشباب الأكراد الذين استطاعوا الأحتماء بالجبال وبالثورة الكردية رغم عدم التحاقهم بها، تلك الفرصة الذهبية التي لم تسنح للشباب العربي الذين رغم ذلك رفضت اعداد كبيرة منهم الحرب واحتمت بالآلاف في الأهوار التي هاجمها الطاغية بعدئذ بالطيران والأسلحة الكيمياوية متسببا بقتل عشرات الآلاف اضافة الى مئات آلاف القتلى والمفقودين في جبهات طاحونة الحرب. في الوقت الذي اعمى اعلام الطاغية حقيقة رفض الشباب العربي وصوّرتها ابواق الدعاية العربية المدفوعة الأجر كما ارادت واصفة الحرب بانها حرب حراّس البوابة الشرقية . اضافة الى مقتل عشرات آلاف أخرى من العرب حين انتفضوا في ربيع 1991 .
لقد اتبع المجرم صدام القتل والأبادة الجماعية ليس ضد الشعب الكردي فقط وانما بذات القسوة واشد ضد الشعب العربي وكل القوميات والطوائف العراقية في سياسة ابارتايد اجرامية بانهاء كل معارض ، هو وعائلته واقاربه ومدينته كما في ناحية الدجيل العربية التي ابيدت وناحية الكصيرين في بعقوبة اضافة الى مئات قرى الأهوار والنواحي المحيطة بها . (للمقال بقية)

ناصر موزان/
العراق ، في 10 . 10 . 04








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجبهة اللبنانية تشتعل.. إسرائيل تقصف جنوب لبنان وحزب الله ي


.. بعد عداء وتنافس.. تعاون مقلق بين الحوثيين والقاعدة في اليمن




.. عائلات المحتجزين: على نتنياهو إنهاء الحرب إذا كان هذا هو الط


.. بوتين يتعهد بمواصلة العمل على عالم متعدد الأقطاب.. فما واقعي




.. ترامب قد يواجه عقوبة السجن بسبب انتهاكات قضائية | #أميركا_ال