الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الازمه

بولس رمزي

2011 / 3 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


سبعة عشر يوما كانت كافيه لاسقاط حقبة ممتده منذ انقلاب يوليو 52 الي يناير 2011 مايقرب من ستون عاما تتابع خلالها علي قيادة البلاد ثلاثه من الرؤساء الفاعلين في تاريخ البلاد , فلم تكن ثورة يناير 2011 ثورة ضد نظام حكم مبارك فحسب بل هي ثوره ضد انقلاب 1952 وتوابعه حتي يومنا هذا , هذه الثوره لم تسقط فقط نظام مبارك بل هي اسقطت منظومه كامله حكمت مصر علي مدي ستون عاما كان لمبارك النصيب الاكبر فيها حيث استطاع ان يستفيد من اخطاء الرؤساء السابقين له ونجح في ان يحكم مصر علي مدي ثلاثون عاما استطاع خلالها أن يعيد هيكلة الدوله بما يحقق له السيطره علي كل شبر داخل الحدود المصريه فقد نجح مبارك في ان يصنع قاعده لحزبه لايجب ان نستهين بها وان نتدارس الموقف بمنتهي الصراحه والوضوح دون مواربه وان نكاشف انفسنا بالكثير من الحقائق علي ارض الواقع من خلال النقاط التاليه :

أولا- يضم الحزب الوطني قاعده عريضه من المتلونون الذين يجيدون تغيير العباءات هناك من ركبوا موجة ثورة يوليو 52 وارتدوا عباءتها وكانوا ناصريين اكثر من ناصر نفسه وبمجرد وفاة عبد الناصر وتولي السادات وقام بثورة التصحيح تخلي هؤلاء عن عباءة عبد الناصر وارتدوا عباءة السادات , وبعد مقتل السادات في عام 1981 وتولي مبارك السلطه ابقي عليهم وهم بدورهم تخلوا عن عباءة السادات وناصر وارتدوا عباءة مبارك , وهم يعدون انفسهم لارتداء عباءة ثورة يناير 2011

ثانيا – الوجهاء القبليين في القري والنجوع من اجل الحفاظ علي نفوذهم ووجاهتهم في مناطق نفوذهم ارتدوا هم ايضا بدورهم عباءة الوطني التي ساعدتهم في تثبيت نفوذهم وقدرتهم علي استقطاب شبعي واسع في مناطق نفوذهم

ثالثا – اصحاب المناصب العليا والوسطي في دواوين الحكومه , فقد كانت عضوية الحزب الوطني شرطا اساسيا للترقي والوصول لهذه المناصب وقد كانت عضويتهم في الحزب الوطني هي رغبة في الترقي وتبوء المناصب العليا والوسطي

رابعا- طبقة رجال الاعمال الذين بانضمامهم للحزب الوطني حصلوا علي اقصي الامتيازات الكبري من تسهيلات ائتمانيه بدون ضمانات حقيقيه والحصول علي اراضي الدوله بمبالغ زهيده للغايه اضف الي ذلك الاعفاءات الضريبيه والجمركيه
جميع هؤلاء يمثلون العناصر الرئيسيه لمكونات الحزب الوطني , وجميعهم ايضا لايعنيهم الحزب الوطني بقدر ما يعتنون بانفسهم , وانا اعتبر ان هؤلاء يمثلون المنظومه الحاكمه في مصر منذ انقلاب يوليو 52 الي يومنا هذا والثوره امام خياران احلاهما مرا :

الخيار الاول : القضاء علي هذه المنظومه تماما واقصاؤهم من المعادله السياسيه وهنا سوف نكون في مواجهه حقيقيه مع منظومه تمتلك قدره هائله علي التخريب الاداري والسياسي والاقتصادي للدوله ,

الخيار الثاني : احتواء هذه المنظومه والسماح لرجالاتها بتغيير عباءاتهم وهم جاهزون لارتداء عباءة الثوره فورا وبدون شروط , وهنا ايضا ستفقد الثوره اهم اهدافها وهو تغيير النظام , فأن هذه المنظومه تمثل النظام الحقيقي الذي يحكم مصر علي مدي ستون عاما مضت

هذه المنظومه بدأت تعمل من الآن علي ارض الواقع في مواجهه حقيقيه مع ثورة يناير لتضعها بين هذين الخيارين ومن مشاهدات هذه المواجهه :

اولا – اظهار قدرتهم علي ضرب الوحده الوطنيه التي حققتها ثورة 25 يناير بمقتل احد الكهنه في محافظة اسيوط , ومن الطبيعي ان يقومون باختيار اسيوط بالتحديد لتنفيذ هذه الجريمه فان محافظة اسيوط اكثر محافظات الجمهوريه كثافة سكانيه قبطيه وارضيتها مهيئه لفتنه طائفيه طاحنه .

ثانيا – توظيف بلطجيتهم علي بث الرعب في نفوس المواطنين في الشارع المصري لخلق رأي عام بأن هذه الثوره جلبت للمصريين انعدام الامن والامان الامر الذي سوف يؤدي علي المدي القصير الي خلق مناخ عام كارها لهذه الثوره ونتائجها السلبيه.

ثالثا - في قيامهم بافتعال حريقا في احد الفنادق الصغيره في شرم الشيح رساله فحواها يفيد بقدرتهم علي عدم عودة السائحين المرتقبه في تلك المناطق وباستهداف السياحه يتم القضاء علي مورد اقتصادي هام من موارد الدوله

رابعا – الاندساس وسط المتظاهرين في ميدان التحرير والتصعيد من سقف المطالبات الي مالانهايه لجعل البلاد دائما في حالة عدم استقرار


في حقيقة الامر نحن امام ازمه حقيقيه لايمكن علاجها بين ليلة وضحاها فلايمكن باي حال من الاحوال اقصاء هذه المنظومه فورا والآن , ولكن من اجل تغيير نظام حكم مصر ستون عاما تغييرا حقيقيا نحن في حاجه الي عملية احلال وتجديد خلال فتره زمنيه لاتقل عن خمس سنوات في اقل تقدير فلايجب علينا التعجل .

ان مصر تمر في منحني دقيق في منتهي الخطوره وألأمريستوجب علينا جميعا اليقظه والعمل من اجل التغيير الصامت الهادئ

بولس رمزي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصل جديد من التوتر بين تركيا وإسرائيل.. والعنوان حرب غزة | #


.. تونس.. مساع لمنع وباء زراعي من إتلاف أشجار التين الشوكي | #م




.. رويترز: لمسات أخيرة على اتفاق أمني سعودي أمريكي| #الظهيرة


.. أوضاع كارثية في رفح.. وخوف من اجتياح إسرائيلي مرتقب




.. واشنطن والرياض.. اتفاقية أمنية قد تُستثنى منها إسرائيل |#غرف