الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ثمة تشابه بين ما جرى في العراق وتونس

فادي يوسف الجبلي

2011 / 3 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


اطلاقا ليست هناك ايّ وجه تشابه بين ما جرى في العراق في 2003 وبين ما يجري في تونس .
ما جرى في العراق كان حدثا فريدا قلّ نظيره في التاريخ فيه تم استأصال نظام دموي من قبل قوة خارجية والاستأصال كان من الجذور اذ لم يبقيّ التغير على لمسة للنظام السابق في العراق الجديد .
بينما ما يجري في تونس لا يعدو كونه احتجاجات لجياع لم يغير من الواقع شيئأ سوى هروب رأس النظام بينما بقيت مؤسسات النظام وادواته قائمة والمتتابع للأعلام التونسي يجد انه يتعاطي مع الامر وكأن الرئيس السابق في نزهة وسيعود قريبا الى الوطن .
التغير في العراق كان بيد اجنبية مما اتاح لجميع العراقيين المشاركة في الحكم بينما في تونس لم يكن الوضع كذلك أذ أظهر محمد الغنوشي (وهو احد ادوات النظام السابق) نفسه وكأنه بطل الثورة المزعومة وقام بتشكيل الحكومة في غضون ساعات ، بينما خوميني تونس(راشد الغنوشي) والذي اشكلت صورته التي رفعها التوانسة على احد كتاب الحوار المتمدن فظّن الكاتب انما هي صورة الثائر جيفارا ينتظر قدومه الى تونس على طائرة خاصة بفارق الصبر .
وتونس امام خيران لا ثالث لهما اولهما هو تكريس النظام السابق بوجوه جديدة او عودة الاسلاميين والتحكم بتونس بقبضة من حديد(كما حدث في ايران) او(وهذا الاحتمال هو جزء من الاحتمال الثاني) ادخال البلد في حرب اهلية لا احد يمكنه التنبوء بنتائجها كما حصل في الصومال .
احد الكتاب شبّه ما يجري في تونس بالثورة الفرنسية وقد نسي الكاتب ان الثورة الفرنسية انما كانت في بدايتها ثورة على القيم البالية السائدة في البلد جراء سطوة الكنيسة على الحياة اليومية لدرجة وصلت الى تغير اسماء الشوارع وحذف كلمة (قديس) من بعضها ، بينما في تونس لم نرى ثورة على اي شيء بل كل ما شهدناه انما كانت مظاهرات تطالب بالخبز والتعين في الدوائر الحكومية لأنهاء مشكلة البطالة ولو لم الرئيس زين العابدين جبانناَ الى تلك الدرجة التي يفر فيها من البلد عند سماعه صوت اول طلقة نارية لكان هدأ من روع المحتجيين والاستفادة من 300 الف فرصة عمل التي وعد بها الرئيس ولفاز الرئيس بخمس دورات انتخابية قادمة بنسبة 99،99% وطبعا المصوتون له كانوا سيكونون هم انفسهم من نزلوا الى الشوارع لأن من صوّت لزين العابدين في الدورات السابقة انما هم كانو توانسة ولم يكونوا برتغاليين ولا كمبوديين .
احدى الكاتبات ترى بكل ثقة ان ما يجري في تونس يختلف تماما عن ما جرى في العراق لأن ما جرى في العراق هو ان البلد قد سقط في أيدِ اجنبية وهذه الايدِ الاجنبية قامت بتسليم العراق (عن طيب خاطر...فادي) لأيران والتي قامت بدورها بتسليم مفاتيح العراق للأحزاب الاسلامية العميلة لها ، بينما في تونس هناك ثورة شعبية لم يكن للأجانب اي دور فيه
وانا احترم احلام السيدة الكاتبة الوردية اليسارية ولكنني ارى ان ما جرى في العراق انما كان هو الصحيح ولم يكن هناك خيار اصح منه ومن اعظم محاسنه ان التغير لم يكن بأيدِ اي فريق او حزب او طائفة الامر الذي فوّت الفرصة على اي فريق ان ينال شرف تغير النظام ومن ثم التفرد بالحكم . بينما في تونس ظلَت الوجوه السابقة في الحكم
بأختصار شديد في العراق تم تغير كل شيء بينما في تونس لم يتغير شيء.
ولم يلفت انتباهي في تونس شيء سوى احترامي الشديد للدماء التي سالت والتي ذهبت هباءَ وفرحتي بفرار زين العابدين بن علي ذليلا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بفضل وسائل الاتصال المختلف انتصر شعب تونس
ابوموده خضر العراقي ( 2011 / 3 / 4 - 08:32 )
عمت صباحا صديقي العزيز
مشكلتنا نحن اهل العراق ان من استلم السلطه وبطريقة ديمقراطيه وعبر صناديق الاقتراع احزاب دينيه تكونت لها قواعد بدون انتماء حقيقي خلال فترة حكم البعث الفاشي بقيادة المقبور ابن اصبيحه الذي افرغ الساحة العراقيه السياسي من جميع الاحزاب اليساريه بالذات ..وبعد هزيمة البعث الفاشي تمكنت احزاب الاسلام الغبيه التي تعمل بأجندة ذكيه لمخابرات دول الجوار تمكنت من الوصول بطرق ملتويه معلنهوغير معلنه للسلطه .وها هم هؤلاء يتظاهرون على من انتخبوهم ومعهم انجاس البعث الذين مهتمهم تدمير ما تبقى من بناء ليعم الخراب العراق الجديد
التغير في العراق كان بفضل الرئيس طيب الذكر بوش ورئيس حكومة بريطانيا الشريف توني بلير فلهم فضل كبير في اعناقنا نحن اهل العراق
اما انتفاضة شعبي تونس ومصر كان نجاحهما بسبب فضل وسائل الاتصال التي عمت العالم لتفضح كل صغيره وكبيره مباشرة على الهواء اي بسبب من جعل العالم قريه صغيره (((له اجر وثواب فقراء تلك الشعوب )لااعتقد يا صديقي ان انتفاضه تحدث او حدثت مثل انتفاضة شعبنا عام 1991 والتي استشهد فيها اكثر من 360 الف مواطن
لك دوما حبي ومودتي





2 - كيفما تكونا يولى عليكم
فادي يوسف الجبلي ( 2011 / 3 / 4 - 11:00 )
اخي العزيز ابو مودة
اتفق تماما معك بأن الاحزاب الحاكمة في العراق الان هي احزاب دينية وجدت كردة فعل على ظلم نظام صدام حسين .
ولكن السؤال هنا هو
هل هذه الاحزاب وصلت الى الحكم بطريقة صحيحة ام لا
تحياتي لك


3 - وصلت بطريقه صحيحه عبر صناديق الاقتراع
ابوموده خضر العراقي ( 2011 / 3 / 4 - 17:03 )
عمت مساء صديقي العزيز
سبق وان ذكرت انهم اي الاحزاب الدينيه جاءت وخدعت الناس البسطاء بطرق ملتويه معلنه وغبر معلنه واغتنمت فرصة بساطتهم وقلة ادراكهم لظروف موضوعيه سابقة والتي يمرون بها بعد الخلاص من البعث وزبانيته والاهم نتيجة تركة البعث الفاشي الثقيله ووثها العهد الجديد
بعد كل هذا مررنا بمراحل ولانستطيع حرق هذه المراحل
تحباتي لك ايها الرائع وخالص مودتي


4 - نحن متفقان
فادي يوسف الجبلي ( 2011 / 3 / 4 - 17:22 )
اخي ابو مودة
نحن متفقان تماما
والكرة الان في ملعب المتنورين كي يبذلوا جهودهم من اجل اقناع الرأي العام العراقي على ضرورة تغيير قناعاتهم بأتجاه الاحزاب والشخصيات العلمانية بصناديق الاقتراع في الانتخابات القادمة وليس بطريقة البعثيين من خلال تقويض اركان الدولة العراقية والوصول الى السلطة .
في الانتخابات الاخيرة لم يفز حزب مثال الالوسي بمقعد واحد في البرلمان وبالرغم من ذلك فليس امامنا سوى احترام ارادة العراقيين في الاختيارات
عزيزي
امريكا عبرت القارت وضحت بالعديد من ابنائها في سبيل حرية العراقيين وكان رد العراقيين على هذا الجميل هو انتخاب احزاب دينية ومع ذلك احترمت امريكا ارادة العراقيين
تحياتي القلبية لك

اخر الافلام

.. الجبهة اللبنانية تشتعل.. إسرائيل تقصف جنوب لبنان وحزب الله ي


.. بعد عداء وتنافس.. تعاون مقلق بين الحوثيين والقاعدة في اليمن




.. عائلات المحتجزين: على نتنياهو إنهاء الحرب إذا كان هذا هو الط


.. بوتين يتعهد بمواصلة العمل على عالم متعدد الأقطاب.. فما واقعي




.. ترامب قد يواجه عقوبة السجن بسبب انتهاكات قضائية | #أميركا_ال