الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تداعيات ال 99%

جمال الخرسان

2011 / 3 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


تداعيات الـ 99%

لفترات طويلة كان الزعماء العرب يتربعون على العرش بشكل طالما قيل عنه انه دستوري .. وحينما يخوضون الانتخابات فانهم لايخرجون منها الا بنسبة فوز تتعدى 99%. وعلى هذه العادة القديمة عزفت معزوفة البطش السياسي والقائد الضرورة والرمز الذي لولاه لضاع الاول والتالي!
الـ 99% بدل ان تنتج التنمية انتجت جيلا من المعتقلين السياسيين، وافواج من البطالة والحرمان لبلدان نفطية وغير نفطية! ان الـ 99% بدل ان ترسخ التبادل السلمي للسلطة انتجت توريثا وانسدادا في الافق السياسي جعل الشعوب تفكر فقط في اسلوب الثورات مهما كلف الثمن فالاغلبية المقموعة لاتفكر في شيء تخسره فهي لا تملك ايّ شيء! وان ما حذر منه المعنيون بالاقتصاد من ارقام فلكية على صعيد الخسائر الاقتصادية جراء النشاطات الشعبية ان ذلك لايعني الاغبية الساحقة بشيء بل يستهدف الطبقة البرجوازية المحدودة والتي غالبا ما تكون مقربة من السلطة ان لم تكن السلطة ذاتها!
القيادات العربية الحكيمة والتي طالما كانت تلوح لوطن عربي وامة عربية واحدة ذات رسالة خالدة دخلت الالفية الثالثة ببلدان مقسمة عمليا نتيجة تفكك النسيج الاجتماعي والمكوناتي فيها حدّ التنافر، واول البشائر هي دولة جنوب السودان التي اصبحت واقعا عمليا بعد ان عبّر الجنوبيون عن تطلاعاتهم بنسبة 99 % في استفتاء تقرير المصير، لصالح انفصال جنوب السودان عن شماله واقامة دولة جنوب السودان التي تعلن رسميا بداية تموز المقبل.
جاءت تلك النتيجة بعد عناء طويل من الحرب الاهلية والتضحيات البشرية التي قدمها السودانيون جنوبا وشمالا خلال 23 عاما ابتداءا من العام 1983، ولم تنفع السنوات الستة الماضية التي تلت اتفاق السلام الموقع عام 2005 لم تنفع في تغيير قناعات الجنوبيين بعد تراكمات طويلة من المعاناة والحرمان.

نسبة الـ 99% التي تشير فيما سبق الى فوز الحكام العرب بالانتخابات اكثر من ان تشير الى اي شيء آخر.. لم تنتج في نهاية المطاف الا سلسلة طويلة عريضة من الثورات الجماهيرية الجارفة وانفصال العديد من اجزاء الوطن العربي! وهي نهاية بكل تاكيد لا يحسد عليها العرب ولاتسر عدوا او صديق! ولذلك على الزعماء الجدد ان يتعظوا كثيرا مما حصل فالسلطة لم تدم حتى لاولئك الضباط من جيل الانقلابات الذين حكموا وبطشوا في زمن لم يكن فيه يوتيوب ولا فيسبوك ولا هواتف نقالة، فما بالك بمن يريد ان يتمسك في السلطة بعد الثورة التكنلوجية على صعيد الاتصالات!

جمال الخرسان
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انبطاح مستوطنين بسديروت خوفا من صواريخ غزة


.. ضابط استخبارات أمريكي يستقيل بسبب ما يجري من أحداث في غزة




.. ملك بريطانيا تشارلز الثالث يكشف عن فقدانه لإحدى حواسه بسبب ت


.. أخبار الساعة | صحيفة أميركية: مصر تدرس سحب السفير وقطع العلا




.. المتحدث باسم الخارجية الأميركية يقول لـ-العربية- إن واشنطن ض