الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيها النائمون من سنين مريرة طويلة

أحمد بسمار

2011 / 3 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


المشكلة الرئيسية في بلداننا التي هي من عجائب البلدان, أن الشعوب, كل الشعوب ملك للسلطان, وحتى في بعض الأحيان, ملك لخصيان السلطان. هذه حالتنا التعيسة المريرة اليوم, وهكذا كان من أقدم الأزمان.
هل سمعتم خطابات العقيد اليوم والبارحة؟ هل سمعتم خطاب ملك الملوك وفارس الفرسان, هذا الذي سوف يبحث عن كل من لا يحبه في كل زنقة زنقة, ويرغمه أن يحب القذافي. لأن الشعب الذي لا يحب القذافي, لا يستحق الحياة.
تصوروا يا بشر أن هذا الإنسان يحكم بلده من 42 سنة, واستقبل في عواصم الأرض كلها. شاهده واستمع إليه سياسيون وعلماء وأطباء من العالم كله. شاهدوا عروض أزيائه العجيبة وخطاباته وهلوساته الغريبة. ولا واحد منهم لفت انتباه المسؤولين الذين ينتمي إليهم قائلا حذرا حذرا.. هذا الرجل (ينقص مخه برغي). وشعبه.. وعسكره.. ووزراؤه يمجدونه كـإلـه متحرك فوق الغيوم.. إله يحمل نظارات رايبان مصنوعة خصيصا لعينيه المحروستين...
هل كان الوحيد في عالمنا العربي؟؟؟ أتذكرون صدام.. وهل يمكن أن ننسى صدام؟؟؟
وهذا الإنسان كم إنسان قتل وشرد من شعبه؟؟؟
وكم من الحكام العرب البارحة واليوم وغدا سوف نبتلى بهم نحن وأولادنا.. ولماذا لا نعيش مثل شعوب الأرض كلها بأمان وكرامة وحرية وسلام؟؟؟ من أجل فلسطين؟ من أجل البترول؟
صمتنا وتحملنا وجعنا من أجل فلسطين من بداية القرن الماضي حتى اليوم.. والبترول؟ هذه المصيبة القدرية التي ابتلينا بوجودها تحت أرجلنا... ماذا استفدنا من البترول غير لشراء أسلحة استعملت لكبت أصواتنا وحرياتنا وخنق أنفاس أنفاسنا من سنين مريرة طويلة حتى اليوم.. ولتكديس مليارات الدولارات لعائلات حكامنا وخصيانهم في البنوك العالمية, ولم نستفد منها نحن الشعب الصابر الفقير ولا بمليم واحد, بدلا من بناء جامعات علمية حقيقية, بدلا من مستشفيات وعناية صحية, بدلا من توزيع عادل ومحاربة الفقر والجهل والمرض.
كدسوا الأسلحة, كما كدسوا المليارات.. لأنهم لم يحبوننا أبدا, بل يكرهوننا بعمق وعناد. وبعد هذا يتساءل العقيد الطاغي لماذا لا يحبه شعبه.. ولا يصدق.. ويزداد شد البرغي على مخه متسائلا لماذا لا يحبه شعبه.. ويقرر أن شعبه لا يستحق الحياة...
أتساءل.. وأتساءل.. وأتساءل لماذا شعوبنا العربية فقط تبتلى بهذا النوع من السلاطين والملوك والحكام. من سنوات عديدة وبيننا آلاف وآلاف من المثقفين والمفكرين. ولكننا كنا دائما تحت سيطرة البارودة والكرباج ورجل الدين. كل هذه العوامل المرعبة التي جمدت أفكارنا وطأطأت رؤوسنا ومزقت كرامتنا وعزتنا وزرعت الخنوع في أبسط تخيلاتنا, واعتقدنا أن هذا حكم الله علينا, وعلينا إطاعته وإطاعة أولي الأمر منا, مهما كانوا ظالمين, مهما كانوا فاسدين ومفسدين...
واليوم يتفجر كل شيء. تتفجر الأنظمة.. يسقط الرؤساء.. يهرب الرؤساء.. يتمسك بعض الرؤساء بالعصا والسيف والبارودة, مهددين متوعدين أنهم سيبحثون عنا في كل زنقة زنقة, حتى يستعيدوا هيبتهم ويسيطروا على بترولهم وملياراتهم..
ولكننا اليوم لم نعد ملكا لهم, ولا ملكا لأحد.. نحن ملك لأنفسنا.. لأرضنا.. لكرامتنا المفقودة من مئات السنين.. وهم ليسوا منا.. إنهم غرباء.. غرباء.. سوف نبصقهم.. سوف نبصقهم.. لأن الخوف خرج من صدورنا واحتل هلوساتهم وجنونهم...
أيها النائمون من سنين مريرة طويلة.. استيقظوا واستعيدوا كرامتكم.. لأنها فرصة العمر الوحيدة...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أخ أحمد بسمار
نارت اسماعيل ( 2011 / 3 / 3 - 04:52 )
هل سمعت بالحديث النبوي التالي؟

« لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين » ( أخرجه البخاري[32] ومسلم[33] ).
فهذه النغمة قديمة وليست من اختراع القذافي، كل الطغاة متشابهون
تحياتي لك


2 - تعليق
سيمون خوري ( 2011 / 3 / 3 - 07:08 )
أخي أحمد المحترم تحية لك ، يوم أمس في إتصال هاتفي من صديق قال لي معلقاً يبدو أن على العالم عرض أجيالنا الأربعة وهي زمن حكم هذه المهازل ، على أطباء النفس وتحليل الشخصية والسلوك. لمعرفة كيف إستطعنا تحمل كل هذا العفن طيلة هذه السنوات ، ترى أليس محقاً هذا الصديق ... ونحن نرى الأن كيف يستجدى بعضهم تعاطف العالم معه تحت أية حجة واهية مثل العقيد صالح بالأمس إتهم امريكا وإسرائيل وفي اليوم التالي إتصل معتذراً .. أليس سخيفاً جداً ومقرفاً أن يحكم شعب هكذا شخصية إنفصامية ..؟


3 - رد بـسـيـط
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 3 / 3 - 15:06 )
إلى السيدة أو السيد نارت اسماعيل.
لا لم أسمع بالحديث. وأنا لا أعود ولا أستشهد بما قيل أو لم يقال من خمسة عشر قرنا. أسمع ما يقال اليوم, وما يفيد حياتنا ورفاهنا وحرياتنا اليوم. وخاصية ما يبني مجتمعا مشتركا حرا لجميع أبناء ولكافة الأسرة الإنسانية اليوم...
إلى الأخ سيمون خوري.. كل ما تكتب وما تعلق درر مسجلة في قلبي وأفكاري وآمالي.. وتشاؤمي الإيجابي...
مع أطيب تحياتي المهذبة...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة


4 - تشاؤم +تفاؤل =...؟
مصطفى حقي ( 2011 / 3 / 3 - 15:13 )
العزيز أحمد قلت أيها النائمون من سنين مريرة طويلة.. استيقظوا واستعيدوا كرامتكم الوحيدة.. لأنها فرصة العمر ولكن يا عزيزي لا حياة لمن تنادي ...؟


5 - رد إلى : مصطفى حقي
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 3 / 3 - 16:42 )
أعرف ألا حياة لمن تنادي, وأعرف أننا أشباح ميتة غارقة في الهلوسات الدينية من قرون معتمة طويلة... ولكن أفقر الشعوب الميتة في العالم استيقظت وهبت وانتفضت على حكامها وظالميها طلبا للحياة والكرامة.. ومن صلب تشاؤمي الإيجابي قلت : لـعـل وعـسـى!!!... وأنا ما زلت جالسا على حافة الطريق انتظر مرور القافلة الثائرة من أبناء شعبي... من يدري؟.. يا صديقي الغالي من يدري؟؟؟...
ولك مني أطيب التحيات المهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الثائرة

اخر الافلام

.. -السيد- حسن نصر الله.. رجل عاش في الخفاء وحوّل حزب الله إلى


.. عاجل | حزب الله يؤكد مقتل حسن نصر الله في الضربات الإسرائيلي




.. عاجل | الجيش الإسرائيلي: نحن في حالة تأهب قصوى وهذا ما سنفعل


.. القبة الحديدية تعترض صواريخ في سماء رام الله أطلقت من جنوب ل




.. ‏عاجل | حزب الله: استشهاد حسن نصر الله