الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيت الأرواح

مجيد القيسي

2011 / 3 / 3
الادب والفن


بيت الأرواح

عرض نادي الرافدين الثقافي العراقي الفلم الشهير" بيت الأشباح". وهو عمل سينمائي كبير يترجم قصة الكاتبة الشيلية المعروفة ايزابيل الينده وهي ابنة المناضل الشيلي سلفادور الينده الذي اطاح به الأنقلاب العسكري برئاسة بينوشيت. ومن المعروف أن هذا الانقلاب الفاشي يتشابه في قسوته وإرهابه مع" انقلاب 8 شباط" في العراق عام 1963
تدور أحداث هذا الفلم على مساحة زمنية تمتدّ من 1920-1970. في مركز الأحداث عائلة شيلية بسيطة استيبان تروبه العامل الذي كان يعمل بجد في إحدى مناجم الذهب ثم يمتلك فيما بعد مزرعة كبيرة تمكنه من الحيازة والنفوذ الواسع على العمال والفلاحين إلى حد استخدام الشدة والعنف ضد العمال الذين تظاهروا من أجل تنفيذ بعض مطالبهم.
إن استيبان الذي ينحدر من عائلة بسيطة كان قد وقع في حب روزا دل فيلا وهي من عائلة برجوازية. فكان يعمل بجد لكي يوفر لحبيبته وزوجته المنتظرة حياةً ذات مستوى راق. وعندما عاد استيبان لكي يتزوج فوجئ بموت حبيبته بسب سمّ كان قد وضع لأبيها الذي كان سياسياً. وكان لروزا أخت صغيرة تدعى كلارا. وكانت تمتلك طاقات خارقة وغير طبيعية, بحيث توقعت موت أختها, ثمّ تبكّمت نتيجة شعورها بالذنب حيث سكت الكلام لديها فترة. وبعد سنواتٍ جاء استيبان الملاك والإقطاعي يطلب يدها. فتوافق كلارا الخرساء بالزواج من استيبان, وينكسر حاجز الصمت لديها. وفي نفس الوقت تلح على استبان أن يضمّ أخته فيرولا التي نذرت حياتها لخدمة أمّها فظلت عازبة, إلى صفوف عائلته, حيث كانت ثمة علاقة حميمة بين فيرولا وكلارا.
لقد كانت الزيجة في بداياتها سعيدة, خاصة بعد أن أصبحت لديهما طفلة تدعى بلانكا. وخلال طفولتها أقامت بلانكا علاقة حب مع بيدرو تريسيرو الذي كان ابناً لأحد العاملين. فقد نمت العلاقة و تطوّرت مع الطفولة مما أغاض استيبان بحيث أرسل بلانكا إلى إحدى المدارس الداخلية. لكن بلانكا كانت تلتقي حبيبها سرّا في أيام العطل أو بعد دوام المدرسة. وفي غضون ذلك كان بدرو قد أصبح عاملاً طبقياً واعياً يحرض العمال على الانتفاضة والإضراب ضدّ الملاكين مما دفع استيبان إلى طرده من حقله. وفيما بعد وجد استيبان نفسه معزولاً عن عائلته وكثير من الناس في الحقل. فعندما وجد مرة أخته فيرولا نائمة جنب زوجته كلارا على نفس الفراش راوده الشك بوجود علاقة عشق بينهما, فطرد أخته من بيته. وعندما تطورت العلاقة بين ابنته كلارا حبيبها بدرو ازداد غضبه, حيث ضرب ابنته وزوجته معاً. كلارا التي كسرت صمتها من أجله أقسمت بأن لا تكلمه بعد اليوم وقررت الرحيل مع ابنتها بلانكا والسكن في دار أهلها.
أما بدرو فقد هرب من استيفان الذي ظل يلاحقه ليقتله. وفيما بعد ترك والد بدرو الذي كان عاملاً مهمّا في الحقل
لقد ساد الغضب على استيبان وقرر ملاحقة بدرو ووعد بدفع مكافأة لمن يخبره بملجئه. فجاءت الإشارة من ابنه غير الشرعي, لكن بدرو تمكن من الهرب رغم إطلاق النار عليه.
لقد كانت بلانكا حاملاّ من بدرو وأنجبت طفلة سمتها ألبا. أستيبان الذي استطاع الوصول الى منصب عضو برلماني محافظ وذو نزعة رجعية حادة لم يرتض أن تكون لدى العائلة طفلة غير شرعية فقرر أن يزوج ابنته من أحد الأغنياء الفرنسيين لإضفاء الشرعية على الوليد, لكن هذا رفض العرض وكذلك عائلته. فقد ابلغته زوجته بأن له أيضاً طفلاً غير شرعي يدعى استيبان غارسيا, وهو طفل امرأة عاملة اغتصبها استيبان في حقله, ثم تنكر أبوته رغم تردد الأخير عليه كثيرا.
وفي عام 1970 خسر المحافظون سلطتهم التي دامت عشرين عاما أمام "البونداد بوبيولر" تحالف حزب اليسار. لقد كانت تلك الهزيمة صدمة كبيرة إلى استيبان الذي أصبح رجلاً مسناً حينذاك, لذلك أعرب عن تضامنه مع الانقلاب العسكري في شيلي عام 1973. ولكن بعد فترة وجيزة تبين له بأن الانقلاب لم يسقط السلطة اليسارية المنتخبة بزعامة سلفادور اليندي فحسب, بل امتد إليه كذلك. فقد اعتقلت ابنته بلانكا ولم يعد لسلطته "كسناتور" أي تأثير على الانقلابيين الذين أغرقوا البلاد بالدماء. فوجد استيبان نفسه في حيرة ويأس. تعذب ابنته من قبل أخيها غير الشرعي الذي التحق بالجيش, ولم يعد بإمكانه أن يفعل شيئاً لها, لأن أخيها كان يضمر حقداً وثأراً لأبيه. إن فقدان استبان لزوجته وتعقد الوضع الاجتماعي أثر بشكل حاد على استيبان لذلك رضخ إلى طلب ابنته بلانكا وتهريب صديقها بدرو الذي كان مختفياً في قبو الدار إلى كندا. وعندما أطلق سراح بلانكا بمساعدة إحدى البغاة, اصطحبت أبيها إلى حقله وبيته. وما أن وصل هناك حتى استلقى على فراشه فلم يفق.
إن عرض هذا الفلم في نادي الرافدين الثقافي العراقي هو محاولة للتذكير بالانقلاب الفاشي في العراق عام 1963 .لقد حظي الفلم بمشاهدة واهتمام أعضاء وأصدقاء النادي الذين تحدثوا فيما بعد عن ماضي العراق وحاضره.
د مجيد القيسي برلين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هناك شبه بحركة الردة الفاشية في 63 في العراق
طارق عيسى طه ( 2011 / 3 / 3 - 21:44 )
د مجيد القيسي المحترم ان الفلم الذي تتكلم عنه هو مشابه تماما لحركة الردة التي قام بها حزب البعث في العراق والذي جاء بقطار امريكي كما قال علي صالح السعدي والكتابة عنه هو منح الكثير من الناس الفرصة للتعرف عليه الذين لم يتوفقوا او تسمح لهم الظروف للتمتع بمشاهدته شكر لمبادراتك الجميلة والى المزيد من الكتابات المفيدة

اخر الافلام

.. نور خالد النبوي يساند والده في العرض الخاص لفيلم ا?هل الكهف


.. خالد النبوي وصبري فواز وهاجر أحمد وأبطال فيلم أهل الكهف يحتف




.. بالقمامة والموسيقى.. حرب نفسية تشتعل بين الكوريتين!| #منصات


.. رئاسة شؤون الحرمين: ترجمة خطبة عرفة إلى 20 لغة لاستهداف الوص




.. عبد الرحمن الشمري.. استدعاء الشاعر السعودي بعد تصريحات اعتبر