الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هيَ قََطْرةٌ ... ليسَ إِلاّ !

يحيى علوان

2011 / 3 / 3
الادب والفن


لابُد لي إبتدءاً أن أُفَوَّتَ الفرصةَ على مَنْ سيبعثُ لي بعتابٍ "محتشم" يقرص فيه أذني على أنني لم أكن موضوعياً
وربما متحاملاً أو مُنفعلاً في أحسن الأحوال !... كذا إلى آخر ما هو معروف من الأساليب المخملية في تقريع من يحاول
أن يغرِّد خارجَ السرب ... أو قول ما هو "غير مُستَحَبٍ!" في نظرِ المتربصين بفرصة " الفوز " بوزارةٍ " حتى بوزارةٍ لتلميع الأحذية "
على ما سماها ، بتهكُّمٍ مَمرورٍ ، الصديق الفقيد سعود الناصري ، قبل سنوات.

وَغْدَاً سأكونُ ، بل نذلاً إنْ إدعيتُ الموضوعية والحياد !
نعم ! لستُ موضوعياً ! لأني لا أشتغلُ في مختبرٍ كيمياوي أوفيزياوي ... بل أنا مُنحازٌ للجياع والمُهمّشين والأيتام والمحرومين
وعامّة الناس ، ضد كل الرؤساء ( رئيس دولة أو حكومة أو حزبٍ أو مؤسسة ، بل حتى نادٍ رياضي ..إلخ) .

اليومَ حفّزني للكتابة ، خبرٌ ،يكاد يكون إعتيادياً في ما تسمى بأنظمة الديمقراطية المُتعارف عليها في عالم اليوم ،
مفاده أن وزير دفاع ألمانيا المسمى د. ثيودور تسو غوتنبيرغ قدَّم إستقالته من منصبه وزيراً للدفاع بعد إفتضاح
سرقته ، ليس مليارات ولا ملايين ولا حتى بيزوس واحد ! تبين أن الوزير المذكور سرقَ إقتباساتٍ من مصادر
مختلفة ، إنتحلها لنفسه في رسالة الدكتوراه ، التي حصل بموجبها على لقب دكتوراه من جامعة بايرويت بجنوب
ألمانيا . لم يُشِر الدكتور المزيَّف إلى المصادر ، مما خلقَ إنطباعاً كاذباً بأنها من بناتِ أفكاره أو مما تفَتّقَتْ بها عبقرية باحثٍ أَلمعي !
قامت دنيا الأعلام الألماني وماجت الدنيا تحت قبة البرلمان تقريعاً للحكومة ، التي تحوي وزيراً كهذا ... ، لم يستطع الوزير
التملُّص من التهمة .. إعتذرَ طالباً الصفح .. لم ينفع معه !
أعلن أنه سيرجع لقب الدكتوراه إلى الجامعة وسيتخلى عنه .. لم ينفعه كل ذلك .. حتى وجد أنْ لابد له أن يتوارى مُلفَّعاً بعار الفضيحة ...
فضيحة تشي بعمق قيم الديمقراطية ... وأنَّ الأخلاقَ ، التي جاءت بها لن تقف مرتجفةً عند بابِ مسؤولٍ ، أياً كانت منزلته في الدولة أو المجتمع ..

حسرةٌ خرّبت مزاجي مساء ، وانا أتابع بقية الخبر وردود الأفعال عليه ... تمنيتُ أن يسمع ويتابع ذلك ،
الرهط الكريه من الطبقة الحاكمة في بغداد ، وأولئك ، الذين لايجرأون على تسمية الأشياء بأسمائها ، ولا يقدرون على أن يقولوا للأعور ،
أنت أعوَر! وليس كما يقول لك الطبّالون والبزّاخون والردّاحون " تره إنته
مو أعور ..، بس عندك دُورَة حِسِنْ !!" كما يسمونها اليوم "ديمقراطية فتية!" أو "عملية سياسية!"
ولست أدري حتى الساعة من أين جاءوا بهذا المصطلح الغريب عن علم السياسة ؟! أيكون جهلاً منّي ؟

كم من الدكاترة ، الذين جاؤوا بوثائقهم من "سوق مريدي" أو إشتروها وزوروها باسماء جامعات لاتضمُّ حتى سجلاً يحوي أسماءهم ،
ناهيكم عن تخرجهم فيها ... وغير ذلك مما تقشعر له الأبدان في " عراق الحرية والديمقراطية ...إلخ" ناهيكم عن الفساد والسرقة ،
كأنَّ المال العام أسلاب حروب القبائل الجاهلية !
وأن قالت الناس ، سلمياً "لن نرضى بذلك" يأتيهم الجواب رصاصاً " ديمقراطياً !" حياً مُغلفاً بأدعية دينية وتفسيراتٍ تحاصصية أوبراغماتية قوّادة ...
وضع غير عقلاني ، بمعنى أنه لا يستقيم والعقل السوي ... خطر لي خاطرٌ " غيرُ عقلاني " أنْ لا صَلاحَ إلا بكنس الإحتلال وزبالته
من كل القيادات ، التي جاءت وتعاونت معه ، وما خلقته من قيمٍ شوهاء ، جعلتنا أضحوكة للأقربين والأبعدين ، وزيَّفت لأمدٍ وعي الناس البسطاء ..

لكنني سرعان ما عُدتُ من "شطط" أفكاري ، فتذكرت أهلنا وما يقولونه فيختزلون به الإطالة في الشرح والتسبيب :

"الحياء قطرة .. وليس جرّة !"









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صابر الرباعي يكشف كواليس ألبومه الجديد ورؤيته لسوق الغناء ال


.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة الخميس




.. مغني الراب الأمريكي ماكليمور يساند غزة بأغنية -قاعة هند-


.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت




.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً