الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديكتاتور في ميدان التحرير

الشربيني المهندس

2011 / 3 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


يعتقد البعض إن قتل الآخر يوصله للجنة ، فهل خدمة الآخر من محتاجين ومعاقين توصله للنار .. أنا علي استعداد للاعتذار إذا لم يكن المفهوم عن الإرهاب والاستبداد بشكل عام وليس السياسي فقط .. وإذا كانت الشعارات تأتي أحيانا بعكس ظواهرها تماما مثل الثورات العربية فيجب أن نتوقف خلف أول إشارة حمراء قليلا للسؤال عن الفارق بين النص الجيد والردئ .. ربما يمكن الطرح بصورة مغايرة عن طريقة القراءة للنص ..
هناك قراءة تقول أنه سيمضي وقت طويل لإمكانية تحليل الشخصيات التي تعددت اتجاهاتها في ثورة ميدان التحرير بمصر ،نظرا للغموض الذي يحيط بقادتها .. ولكن يمكن قراءة الأحداث حيث الهدف الأول المعلن للثورات هو تحقيق الحرية مع العدالة الاجتماعية ..وربما يظل الاختلاف فيمن يقود العربة كالعلم والدين مثلا ،مع مراعاة عناصر الاتزان قبل ترك حتمية التغيير للقوة الناعمة أو الغضب الشعبي المتنامي
وتأتي الديكتاتورية لتتيح لنا نوافذ الشخصية والتفكير والممارسة .. وهي لا علاقة لها بالسياسة التي تعني فن الحكم وإدارة البلاد .. الحاكم الديكتاتور له مظاهر الإلوهية بلا معارضة ، ومن ثم الاكتفاء بعقل واحد مصدر التوجيهات ، بالإضافة إلي أفعال الشياطين بلا رقابة أو مساءلة علي قمة إجماع المرفوض والمكروه ،الذي رأيناه مع ثورة الياسمين والرئيس التونسي علي بن زين العابدين وعائلته ، وثورة الشباب المصري والرئيس مبارك وعائلته ، والثورة الليبية والزعيم القذافي وعائلته .. وسابقة تخص الشرق العربي من ظهور غير دستوري لعائلة الرئيس يحول البلاد إلي مزرعة خاصة .
وبالقطع لا يولد الرئيس مستبدا ومع محاولة الإجابة عن السؤال يا فرعون من فرعنك وهو يقول لا أعرف لكم رئيسا غيري قد يبدو منطقيا ظهور ما يسمي الثورة المضادة فالدنيا مصالح ، لكننا نقرأ الآن ونتحدث عن نموذج الثورة وموديلها في مصر مثلا ، وضرورة تدريسها ، بل والمطالبة بمنحها جائزة نوبل للسلام ، دون النظر إلي السلوك الانفعالي الذي صاحب هذه الانتفاضة من الطوائف والفئات التي تسعي لفرض مطالبها الخاصة .. وتناست هذه الفئات أن تراكم الغضب كان لممارسات وإحداث سمتها الرئيسة الازدراء بالناس والتعالي علي حقهم في المشاركة في الحياة العامة .. نعم كانت عبارات دعهم ينبحون ما داموا لا يعضون وخليهم يتسلوا وأمثالها هي القشة التي قصمت ظهر البعير وكسرت حاجز الخوف والحائط خلف الظهور ليسقط نظام وتبدو الحاجة لنظام جديد أكثر إلحاحا ..
النظام أو السيستم شئ مرغوب تماما إذا استند إلي القانون والقوة .. عندما ساند الجيش المصري وقبله التونسي حق الناس في التظاهر السلمي استمرت مظاهرة ميدان التحرير بفضل تنظيم الدخول للميدان والتفتيش والمراقبة ولكن عندما سمح للبلطجة بالمشاركة كانت موقعة الجمل الشهيرة ومظاهر التخلف والانحراف عن روح العصر ..
هكذا تقول القراءة بضرورة التوافق القانوني وغالبية الناس والقوة لتحقيق الحلم .. كان الكابوس هو إلغاء حق الحلم برحيل الديكتاتور ..
لا يجادل أحد في حق الغاضبين والمهمشين، والمقهورين في مصر من التعبير السلمي عن رأيهم فيما يجري في البلاد، ومطالبتهم بالتغيير لكن الاعتصام شئ آخر .. وقديما قالوا يا فرعون من فرعنك كانت الإجابة التي يعرفها أعوان الديكتاتور ومن خانتهم الشجاعة لقولة حق لسلطان جائر .. هي الديكتاتورية نفسها للجماعة أيضا لتشعر بها مع مطالب لا منطقية حيث يطالب معتصمو ميدان التحرير بحل الحزب الوطني والمنطق يقول أنه يمكنك ببساطة إسقاطه بحجب صوتك عنه ما دمت تمتلك الشجاعة .. والشجاعة ليست هدم المعبد وإنذار الجيش والحكومة وعرقلة انتظام الحياة العامة اقتصاديا وسياسيا ..
الواقع يقول أننا ننشغل جميعا بتغيير الدستور وكان الديكتاتور لا يحترمه بل ويغيره أيضا مثله مثل المجالس النيابية وسهولة تزويرها عندما تختفي المجتمعات المدنية وسط ثياب النفاق متعددة الألوان .. الواقع غير الورق فتباشير النجاح تعني خلق فرص عمل ل 700000فرد سنويا تحتاج إلي معدل نمو حقيقي يتجاوز العشرة في المائة .. ووضع الخطوط الحمراء بين السلطة والثروة وإعادة التحكم في التضخم الذي يجعل الجنيه المصر منكسر الرأس في بلد زراعية أصبحت تستورد كل خبزها وهي أمور تحتاج للعمل ليل نهار خارج ميدان التحرير
مع بريق الكاميرات وآه من الأضواء التي حولت الأماني إلي لافتات وأغاني ، ومع طنين آلات الطباعة وأحاديث الإعلام جاءت التحولات بعد سقوط رأس النظام وعلينا الاعتراف أن فساد النظام نخر بسوسه في كل الأركان فكان سقوطه غير متخيل بهذه السهولة .. قد تكون مصر بطبيعتها صانعة للفراعين وقد استخف فرعون قومه فأطاعوه .. وهل طول بقاء الرئيس في السلطة يحوله إلي ديكتاتور وطول بقاء الثائرين بميدان التحرير أيضا .. إن دهس القانون حتي لتحقيق رغبات مشروعة هو بداية نفق الديكتاتورية المظلم ، لكن التحولات في دنيا العولمة وتوازن القوي من حولنا في الواقع الحقيقي حيث الحاجة لمهاتير محمد ومانديلا المصري وليس علي الشبكة وتسارع الأحداث وبطء التحولات وعودة الاعتصام بالميدان كشكل وحيد للقوة يضعف تأثيره مع الوقت هي تحولات غاب فيها العقل وطغي النفاق للجماهير الذي يماثل النفاق للملك أو الرئيس وتناسي الجميع أن هناك معركة حياة أو موت ليصبح القانون سيد الجميع مع ضرورة الحفاظ علي حصتنا من نهر النيل التي تتعرض للسرقة مع ديكتاتورية تنظر من زاوية تضيق وتضيق ليعم الظلام ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جرعة نحتاجها
مجدي سعد ( 2011 / 3 / 3 - 09:06 )
شكرا سيدي علي مقال ممتاز

وعلي تقديمك لنا جرعة نحن في أشد الحاجة لها

وعلي هزة لكتفينا علنا نفيق

شكرا علي هذه الجملة القصيرة التي أتمني أن تفتح بعض العيون

إن دهس القانون حتي لتحقيق رغبات مشروعة هو بداية نفق الديكتاتورية المظلم

وتحياتي

اخر الافلام

.. إيران :ماذا بعد مقتل الرئيس ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إيران تعيد ترتيب أوراقها بعد مصرع رئيسها | #التاسعة




.. إسرائيل تستقبل سوليفان بقصف مكثف لغزة وتصر على اجتياح رفح


.. تداعيات مقتل رئيسي على الداخل الإيراني |#غرفة_الأخبار




.. مدير مكتب الجزيرة يروي تفاصيل مراسم تشييع الرئيس الإيراني وم