الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق الى اين....؟؟ مع التظاهرات والتنافس الحزبي والسياسي !

مولود جقسي

2011 / 3 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


هناك قلق واضح لدى مختلف الاوساط السياسية والاجتماعية والثقافية لما يجري من تظاهرات سادت العراق من اقصاه الى اقصاه وفي اغلب مدنها, وتختلف في اشكالها من تظاهرات سلمية هادئة متمدنة و حضارية ذات مطالب محددة واقعية وعملية الى ( تظاهرات ) اخرى اقل ما يمكن وصفها بغير المتزنة او الملتزمة بابسط قواعد التجمعات وهي في ظل حكومة اردنا الاقرار ام لا, فانها قد جاءت بطريقة شرعية وعن انتخابات حرة ونزيهة لا لبس فيها وبمراقبة العشرات من منظمات المجتمع المدني المحلية والاجنبية والمنظمات الدولية كالامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية والمئات من الصحفيين العراقيين والاقليميين والغربيين , لقد اشاد جميعهم دون استثناء بهذه الانتخابات الى درجة ان السيد عمرو موسى عبر عن امنياته بمثلها لجميع الدول العربية ...فهل يجوز الطعن بالشرعية القانونية والدستورية !؟

لاشك ان التظاهرات والتجمعات بشكل عام ظاهرة صحية للتعبير عما يجيش في اذهان المجتمع وطبقاته وفئاته المختلفة واحتياجاتها ومطالبها واظهار النواقص في اداء مؤسسات الدولة والحكومة ذاتها واعادة النظر في كثير من الامور التي غابت عنها او استغفلتها المؤسسات او السلطات الحكومية...اي يجب ان تكون التظاهرات عونا وسندا للاصلاح لمؤسسات الدولة وليس القصد منها الطعن والاعاقة والهدم

لا ينكر وجود ثغرات عديدة في اداء الحكومة السابقة و وجود فساد اداري ومالي كبير في اجهزة الدولة ومؤسساتها الحكومية والحزبية , الى درجة انه اصبح فاضحا لايمكن التغاضي عنه وكان ذلك من احد الاسباب الرئيسية في انطلاق التظاهرات , وهنا اود الاشارة والتاكيد على انني اعني بذلك الحكومة السابقة ,اما الحالية فلا يمكن لاحد الحكم عليها لانها لازالت غير مكتملة , اضافة الى مرور وقت قصير جدا على اعلانها ...لذلك فان الحكومة الحالية امامها مهام جسام و تبقى في مقدمتها القضاء على الفساد المالي والاداري في الاجهزة الحكومية والحزبية والكشف عن المفسدين حتى لو كان هؤلاء من حزب ( رئيس الحكومة ) او من المقربين اليه وتفعيل المؤسسات الرقابية وهيئة النزاهة بل وحتى المؤسسات الامنية والمخابراتية للقضاء على افة الفساد الذي قد لايقل شانه وعواقبه من الارهاب

ومن الاسباب الاخرى التي انطلقت من جرائها المظاهرات هي سوء الخدمات المقدمة من كهرباء وماء والصرف الصحي ( على وجه الخصوص )..الخ , علما ان المحافظات الوسطى والجنوبية تتمتع بقدر كبير من الاستقرار الذي يساعد على تنفيذ المشاريع المختلفة اضافة الى وجود ارصدة مناسبة في ميزانية الحكومة لهذا العام لتلبية احتياجات هذه المناطق من الخدمات

والسبب الاخر للمظاهرات هو تفشي الفقر و البطالة في صفوف العراقيين و بالاخص الشباب منهم والخريجين على وجه التحديد , الا انه وبعد التصديق على ميزانية الحكومة لهذا العام من قبل البرلمان فان الكثير من هذه العقدة سيتم حلها حيث نتطلق مع الميزانية اكثر من ربع مليون وظيفة , لكن الاهم من ذلك هوكيفية توزيع هذه الوظائف ومراقبتها كي يكون التوزيع بشكل عادل و لمستحقيها تحديدا وليس في ايادي تجار الوظائف او مزوري الشهادات الذين شملوا بالعفو من لدن رئيس الوزراء

في هذا الاثناء وفي خضم هذه الاحداث تتعالى الاصوات وتختلط الحسنة النية منها المطالبة بتوفير الخدمات وايجاد فرص عمل والقضاء على الفساد والاصلاح بالاصوات المنتهزة للفرصة المناسبة لخلق الفوضى والاجهاض على العملية السياسية وارجاع البلاد نحو المربع الاول ليتسنى لهم الظرف المناسب للانقضاض على النظام وفرض او ارجاع ما يحلو لهم وما يحنون اليه من النظام السابق , لذا ترى الاعلام المناوئ المسموع منه والمرئي والمقروء قد نشط بشكل كبير في تركيزهم على مجريات احداث المظاهرات و الحث عليها بل وابراز اللقطات و الشعارات المثيرة التي تطعن بالنظام كله وتسيئ اليه بقصد التاثير على الجمهور والنفور منه

وما يثير القلق والاستغراب هو عدم الانسجام بين معظم الكتل السياسية المؤتلفة في الحكومة والعملية السياسية و فقدان الثقة بينها وخرق الدستور عموما وعدم وجود فهم مشترك في تفسير بنوده او ايجاد مرجع متفق عليه لهذا الغرض , كل هذا يؤدي الى صعوبة تفعيل بعض الاتفاقات المبرمة بينها مما تبرز الاتهامات بالتلكؤ والتسويف او التهديد بالانسحاب من العملية السياسية والحكومة, وترى بعض منها تتارجح بين المعارضة والسلطة او حتى في كلتيهما وحسب الظروف , والانكى من ذلك هو التناقضات الموجودة في الكتلة الواحدة وبين تنظيماتها المختلفة والتي تتحول اختلافاتها كثيرا ما الى خلافات غير بسيطة جريا خلف المكاسب السياسية او الحزبية وهذا بالذات يحدث وللاسف في الكتلة الكبرى القائدة للحكومة والعملية السياسية لدرجة ان بعض من عناصر احد تنظيمات الائتلاف الوطني قد اصبحت وجوههم هي السائدة على بعض الفضائيات المناوئة ان لم نقل المعادية للعملية السياسية والحكومة والنظام الجديد التي تبث من خارج الحدود والرافعة عادة للعلم الصدامي , وبدلا من ابداء النصح والارشاد لرئيس الوزراء اوحكومته تراهم يكيلون الاتهمات لهم وكانهم ليسوا بجزئ من هذه الحكومة او مكونا مهما من هذا الائتلاف الذي يقود العملية السياسية برمته

لابد من الاشارة الى ان الحكومة السابقة وبالرغم من اخفاقاتها في العديد من الملفات التي كانت مطروحة امامها الا انه من باب الحق والوجدان ان نذكر لها بالثناء والاحترام و للسيد المالكي شخصيا كونهما استطاعا من انقاذ العراق من اكبر بلية ومحنة يصاب بها البلاد الا وهي الحرب الطائفية والتي كنا في واقع الامر قد دخلناها حيث كان العشرات من ابناء شعبنا يقتلون يوميا على الهوية عندما استلم المالكي رئاسة الحكومة اضافة الى العديد من المساجد والحسينيات التي كانت تحرق او تنسف حينها لذا يمكن اعذار الحكومة والمالكي على تلك العثرات التي رافقتهما نتيجة لتلك الظروف ...الا ان الظروف قد تغيرت فالارهاب يحتضر وهو في اسوئ احواله وعلاقات العراق الاقليمية والدولية على احسنها والظروف الاقليمية قد تغيرت كثيرا لصالحه ...غير ان القوى المناوئة للنظام وبالرغم من فقدانها للكثير من مقوماتها الا انها لازالت موجودة وتحاول الاستفادة من الظروف المستجدة السلبية منها اوالايجابية وتحاول التسلل لايجاد مواقع اقدام تنفث منها سمومها ,ولا يمكن احتواءها او تحيدها الا عن طريق اعمال الحكومة ونجاحاتها

واخيرا وبعد ان ذاق شعبنا الحرية وعرف لاول مرة كيف يعبر عن ارادته ومطالبه في الخبز والعمل والخدمات المختلفة لذا فان المهمة امام الحكومة لن تكون يسيرة , وللايفاء والتجاوب مع تطلعات و احتياجات ومتطلبات الناس عليها وبجميع اعضائها العمل ليل نهار وبشكل تضامني حتى تستطيع ان تكون عند حسن ظنهم و كسب رضاهم ولا يمكن انجاز ذلك الا بتكاتف جميع الكتل المؤتلفة في الحكومة وفي مقدمتها القوى الداخلة في كتلة الائتلاف الوطني التي تقود الحكومة و العملية السياسية و ضرورة نبذ التنافس بينها و الجري والتراكض وراء المكاسب الحزبية الضيقة ....وعندها فقط يمكن للحكومة ان تنجح وتنجز ما هو مؤمل منها وبعكسها فالعواقب ستكون وخيمة على العملية السياسية و النظام السياسي بل وحتي على امن وسلامة العراق ووحدته ...فيا ترى الى اين ستهدينا حكومتنا المنتخبة ..؟؟ ..نامل ونتفاءل حتى تلك الساعة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو