الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يقتل المكون المسيحي في بلدان الأكثرية الإسلامية... ؟!!

سلمان بارودو

2011 / 3 / 3
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


إن المكون المسيحي هو أحد المكونات الدينية والقومية وهو ذو تاريخ وحضارة عريقة لا يمكن لأي جهة إلغائه وتهميشه أو تغيير واقعه المشهود.
إن مشكلة هذا المكون كان قديما مع بلدانها أي بلدان الشرق الأوسط في ظل الأكثرية الإسلامية والأنظمة القومية العربية العنصرية التي تحرم أبناء كافة القوميات الأخرى من حقوقها الطبيعية كانت مشكلة حقوق أما اليوم فهي أصبحت مشكلة بقاء ووجود، لأن هذه الدول عاجزة عن تأمين حقوقهم الطبيعية، وتوفير الحماية الكافية لهم لما يتعرض له هذا الطيف الجميل والعاشق للسلام والمحبة والوئام من اعتداءات ومخططات جماعة القاعدة والمتطرفين الحاقدين ضد أمكانية فتح وتوسيع الحوار وقبول الآخر على اختلافه.
لأن هذه الجماعة تربت على الحقد والكراهية التي اختزنتها ثقافتهم المعادية لكل عمل إنساني خير بفعل منابر دينية متطرفة دأبت على الدعاء على الديانات الأخرى، وكان أئمة بعض المساجد الإسلامية يبتهلون الدعاء الانتقامي "اللهم عليك بهم، اللهم أحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تبق منهم أحدا، اللهم يتم أطفالهم ورمل نساءهم وزلزل الأرض من تحت أقدامهم".
إن هذه المواقف الدينية المتطرفة والمتشددة والتي تسود البيئة المجتمعية، وذلك عبر صنع فتاوى واستيراد أقوال فقهية متطرفة من أزمان غابرة عفا عليها الزمن، واستنطاق نصوص دينية جاهزة في غير معناها الصحيح، نوع من عوامل التشدد والشحن ضد الأقليات الدينية الأخرى، صحيح أن هناك اجتهادات فقهية مستنيرة لا ترى بأساً في تهنئة النصارى ومشاركتهم الاحتفالات استدلالاً بقوله تعالى: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوا من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم، إن الله يحب المقسطين".
إذا كان فعلا هؤلاء المتطرفين يؤمنون بنبيهم محمد عليه السلام ألم يصم محمد عاشوراء عندما قدم المدينة ورأى اليهود تصوم في يوم عاشوراء فسأل ما هذا؟ قالوا هذا يوم صالح نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، فقال الرسول: فأنا أحق بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه.
إن هذه الاعتداءات والاستهدافات للإخوة المسيحيين إضافة إلى محاولات تأجيج وإثارة الصراعات والنعرات الطائفية والاثنية بين أبناء الشعب الواحد في الوطن الواحد، واستغلال بعض المشاكل الأخرى التي تعاني منها هذه الشعوب والمجتمعات، كما حدث من محاولات لإثارة الفتنة والفرقة في العراق بين المسلمين السنة وإخوتهم المسلمين الشيعة وبين العرب وإخوتهم الكرد فان هذا العمل يصب في الإطار نفسه وهو إثارة الفتنة، وتحطيم الأسس الثقافية التي يقوم عليها المجتمع المعني.
إن هدف هؤلاء الإرهابيين والقتلة هو القضاء ليس على الأخوة المسيحيين فقط ، إنما على كل أشكال التنوع القومي والديني والثقافي، وأن هذه الاعتداءات التي تطالهم لا تأتي عن عبث ولكن نتيجة حتمية لفراغ سياسي مخيف في أوطانهم، وعجز كامل لحكوماتهم وأجهزتها الأمنية في فرض الأمن والاستقرار، وتوفير الحماية الكافية لهم من أعمال القتل والإبادة التي يتعرضون لها.
لذلك، ينبغي على المجتمع الدولي الضغط على تلك الحكومات، ودفعها للقيام بمسؤولياتها السياسية والقانونية لاتخاذ جميع التدابير والإجراءات اللازمة لتوفير الحماية للإخوة المسيحيين وذلك على قاعدة التفاهم والعيش المشترك مع كافة شركائهم في الوطن الواحد من أجل إتاحة المجال لمساحة واسعة من التعددية السياسية والفكرية والاجتماعية الكفيلة جميعها بنقل البلاد إلى مصاف الدول المتقدمة والمتطورة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شـــريعة حقوق الانســـان
كنعـــان شماس ( 2011 / 3 / 4 - 11:35 )
شكرا للاستاذ سلمان على مشاعره النبيلة كما اظن ان اي شريعة تتناشـز مع شريعة حقوق الانسان سيكون مصيرها مثل مصير القــذافي فقد اقتربت الســــاعة ولياخذوا العبرة من المطارق والطامــــات التي تتهـاوى عليه والذين معه لقد ضاقت به الصحــراء الكبرى ان جريمته ليست مخالفة شرائع سماوية واحاديث نبوية ابـــدا وانما انتهاك وتدنيس شريعة حقوق الانســـان فويــل لمن لايضعها فوق كل الشرائع ويعلمها لاطفاله

اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -