الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وحدات سكنية لرجال الاعلام.. لماذا؟!

جمال الخرسان

2011 / 3 / 3
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


حينما يصل الحديث الى دولة المؤسسات وممارسة دور النقد وتشكيل جماعات الضغط فان الاعلاميين يمثلون الشريحة الاكثر ظهورا عبر وسائل الاعلام المختلفة من اجل الادلاء بوجهات نظرهم في هذا الموضوع او ذاك. وفي كثير من الاحيان فان الصحافة والاعلام توجه نقدا لاذعا لمسؤولي الدولة الذين يستغلون مواردها بحق وبغير حق، ودائما ما يبحث الاعلام عن دولة المؤسسات وارساء اسس دولة مدنية تتنفس برئة ديمقراطية في اطار تبادل سلمي للسلطة وتوزيع عادل للثروات.
لكن معظم الاعلاميين قد انقلبوا على اعقابهم وتناسوا ذلك السيل الجارف من النقد الموجه من قبلهم الى ساستنا الجشعين جدا حينما وعدت الحكومة تلك الشريحة بشقق سكنية او تمليكهم قطع اراضي! ولا اعلم ماهو المبرر المنطقي في دولة يتمناها الاعلاميون ان تكون دولة مدنية ديمقراطية تقوم على اسس المساواة بين جميع المواطنيين ماهو المبرر المشروع لكي يمنح الاعلامي شقة سكنية فيما تعيش الشرائح الاخرى على هامش الحياة تحت خط الفقر؟! الصحفي العراقي مواطن حاله كحال بقية الشرائح وهكذا الموظف وعضو مجلس النواب ورئيس الحكومة لايستحق احد منهم هذا التفضيل الا في سياق سياسة اسكانية شاملة تمنح جميع المستحقين حقهم في مسكن لائق، حينذاك يكون الصحفي قد منح تلك الهبة ليس كونه صحفيا بل باعتباره مواطن عراقي تنطبق عليه المواصفات المطلوبة. اما ان يمنح الموظف وحدة سكنية لانه موظف او يمنح الصحفي ذلك لانه صحفي وهكذا دواليك فان ذلك تمييز واضح غظ عنه الاعلاميون الطرف لا لشيء الا لانه صب في صالحهم. الملفت ان بعض الجهات الاعلامية انتقدت قرارات الحكومة لا لانها تؤسس للتمييز بين شرائح المجتمع العراقي الذي يتساوى فيه الجميع وفقا للدستور، بل لان الحكومة سوف تستغل ذلك لدعاية سياسية تصب في صالحها وهذا ما يهم فقط! دون التطرق للمحاذير الاخرى الاكثر خطورة على المدى القريب والبعيد!

ان ذلك التمييز تتحمله الجهات الرسمية ومنها الحكومة المسؤولة بشكل مباشر عن تلك القرارات بما في ذلك قرارات اتخذت بضغط من قبل المتنفذين فيما يتعلق بتمليك الوزراء واعضاء مجلس النواب قطع اراضي ووحدات سكنية، ويتحملها ايضا المستفيدون بشكل مباشر من تلك المنح غير المستحقة والهبات العشوائية المبنية على التفرقة والانتقائية.
ان تكون صحفيا لا يعني انك تمن على الاخرين بشيء فهذه مهنتك وتأخذ اجرأ عليها حالك كحال الشرائح الاخرى ولا تستحق عليها من الدولة مميزات من قبيل الوحدات السكنية. الاعلاميون في العراق اظهروا شجاعة كبيرة في العمل تحت ازيز الرصاص وقريبا من كواتم الصوت لكنهم للاسف الشديد صمتوا بشكل ملفت تجاه قرارات مغلوطة من قبيل تمليك الوحدات السكنية وهذا يضر كثيرا بمصداقية الاعلام والاعلاميين!

جمال الخرسان
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - درس
حسن سلام ( 2011 / 3 / 3 - 21:32 )
شراء الذمم نصيحة ربع المالكي للتعتيم على نهب المال العام.زين غدا ياتي رئيس وزراء جديد ماذا يعطي للاعلاميين.ثم هل يمتلكرئيس الوزراء ان يشتري ذمم العراقيين الشرفاء بقوانيين تميزية.ان هولالء ابدا لم يستفادوا من درس الدكتاتورية


2 - لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم
طارق عيسى طه ( 2011 / 3 / 3 - 21:49 )
ان الموضوع يفضح بعض الجوانب السلبية وما اكثرها في البلاد التي يجب ان توضع لها حدا وهذا هو احد الاسباب للخوف من التظاهرات السلمية شكرا للاستاذ الفاضل لعرض هذه النقطة المهمة التي تهم الكثير من ابناء الشعب

اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي يقر إصلاح سياسات الهجرة واللجوء.. أي تداعيا


.. تونس: الاتحاد الأوروبي يطلب إيضاحات بعد موجة التوقيفات الأخي




.. ردا على افتحام مقر هيئة المحامين في تونس.. عميد المحامين يلو


.. حرب غزة والتطورات في المنطقة تخيم على أعمال القمة العربية في




.. الجزيرة ترصد معاناة سكان رفح بعد أسبوع من إغلاق المعابر