الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفعيل مشروع الريفرندوم في المحافل الدولية

صباح قدوري

2004 / 10 / 13
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


تحاول اليوم ، الحركة من أجل الريفرندوم في اقليم كردستان العراق ، احياء مشروعها الهادف الى أجراء الأستفتاء الشعبي في الأقليم ، ومن خلأله تثبيت شرعية الحكم الأداري الفيدرالي ، ولكن هذه المرة من خلأل المحافل الدولية ( الأمم المتحدة ، الوحدة الأوربية وغيرها من المنظمات الدولية ) ، وذلك بعد اصابتها باليأس والأخفاق في تحقيق مشروعها في الداخل ، واسفرت نتائج نشاطاتها الى جمع مايقارب مليونين من التواقيع في الأقليم الحالى وبالأضافة ايضا كركوك وخانقين ومناطق الأخرى المتحررة بعد سقوط النظام اليكتاتوري المقبور. حفظت هذه التواقيع في الأرشيف ، واصبحت مسالة الريفردوم في خبر كان . أخذت القيادات الكردية ، والتي تعطي الشرعية لنفسها بان تتفاوض مع المركز، في تحديد صيغة الفيدرالية القائمة حاليا ومستقبلأ ، وتثبيت ذلك في الدستور العراقي الجديد ، ولكن من دون اية ضمانات الداخلية او الدولية ، عدى ماتم اثبتها في الدستور الموقت ، بخصوص الفيدرالية الجغرافية للعراق ، مع خصوصيات الحكم الفيدرالي القائم حاليا في الأقليم ، ويتضمن ( اربيل ، السليمانية والدهوك ) ، وتأجيل مسالة كركوك وخانقين ومناطق اخرى الى اجل غير مسمى . لقد حان الوقت لدراسة أبعاد القضية الكردية ، وابراز جانبها السياسي وليس فقط الأنساني ، كا هو عليه حتى الأن ، وتفعيل دور المحافل الدولية بهذا الخصوص . لأبد من ان تتولد القناعة في المحافل الدولية ، وخاصة الوحدة الأوربية ، بان مسالة تحقيق الأمن والأستقرار ومن ثم السلأم الدائم في المنطقة ، لأ يمكن ان يتحقق بمعزل عن الحل السلمي العادل لهذه القضية ، على أسس الديمقراطية والتفهم لمسألة حق تقرير المصير لهذا الشعب ، وايجاد الصيغة العملية المتمثلة حاليا بالفيدرالية ، على اساس كيان سياسي ، جغرافي اداري واقتصادي وقومي ، وتثبيت ذلك من خلأل الريفرندوم ، باعتبارها مسالة داخلية تخص الشعب الكردي في اقليم كردستان الحالي والمستقبلي ، ومن ثم ممكن تحديد العلأقة مع المركز ، على اساس الممارسة الديمقراطية وحق الأختيار. لذا من الضروري على الجماهير الكردية في أقليم كردستان العراق ، متابعة االمتغيرات السريعة التي تجري في المنطقة ، وذلك بعد أسقاط النظام الديكتاتوري المقبور في العراق ، اذ لأبد ان تكون القضية الكردية طرفا فيها . ايجاد الأليات والمستلزمات الضرورية لخلق نظرة اكثر شمولية وموضوعية تجاه هذه القضية وعلى مجمل الحركة التحررية الكردستانية . هناك وجهات نظر متفاوتة للعامل الأقليمي تجاه القضية الكردية ، والذي يتمثل بمدى تأثير البلدان التي يشكل الأكراد فيها قومية وارضهم مقسمة في داخل الحدود الجغرافية لهذه البلدان ، على القضية الكردية ، والأعتراف بها كقضية سياسية ، يجب حلها بشكل يضمن حق تقرير المصير للشعب الكردي ، بما في ذلك الأنفصال مستقبلأ . ان اصرار حكام تركيا ، ايران وسوريا ، في اتباع سياسة عدم أقرار الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي ، ناهيك تتدخلها المباشر في ايقاف سيرورة تطورصيغة الفيدرالية القائمة في كردستان العراق ، ومحاولة اجهاضها .ان الصراع الدائر بين أنظمة الحكم في هذه البلدان وحركة التحرر الكردستانية ، من أجل تثبيت بعض الحقوق القومية للشعب الكردي ، قد تأخذ في أغلب الأحيان ، شكل العنف واستخدام القوة وضرب هذه الحركة ومحاولة محو اثرها من الوجود ، وذلك تحت ذرائع ومبريرات مختلفة ، تارة باسم الدين والأرهاب ، وتارة اخرى باسم الأنفصال والأستقلأل وتشكيل الدولة الكردية ، وان هي من حقوق المشروعة للشعب الكردي . والسؤال يطرح نفسه ، هل ان تفعيل مشروع الريفرندوم في المحافل الدولية ، وخاصة الوحدة الأوربية ، سيواجه الدعم والتايد في سبيل انجاح عملية الأستفتاء في اقليم كردستان العراق ، واخذ القضية الكردية طريقها الى الحل في غضون السنوات القليلة القادمة ، في حالة حدوث التغيرات الأيجابية في العامل الذاتي لصالح العمل المشترك مع الجهات المعنية في المحافل الدولية ، لأسيما مع بلدان الوحدة الأوربية ، ام لأ يزال هناك التفكير في استخدام هذه القضية كورقة لعب في ايدي الدول الأقليمية والدولية ، كلما اقتضى الأمر ، وذلك لغرض تحقيق مصالحها الأقتصادية والسياسية في المنطقة ؟.ان توفير الأمن والأستقرار في المنطقة ، والأكراد جزء منها ، هي مسالة مهمة لدى الأطراف المعنية ، وذلك من خلأل سيرورة الحل السلمي للقضية الفلسطينية واشراك جميع الأطراف المعنية فيها ، بهدف تأمين عملية ضخ النفط الى البلدان الأوربية والولأيات المتحدة الأمريكية واليابان ، والسيطرة على أسعارها ، مع توسيع الأستثمارات الأقتصادية من قبل هذه البلدان ، ومن اجل التعجيل في انشاء الكتلة الأقتصادية في المنطقة ، بحيث تستطيع اسرائيل ان تلعب الدور المميز فيها ، وربط ذلك بالعولمة وفق النموذج الأمريكي ، والحاق المنطقة بدوعاة الفكر النيوليبرالي . ان الدعوى الأخيرة الموجهة من قبل دول الوحدة الأوربية الى تركيا ، للتعامل معها بخصوص مسالة انضمامها الى الوحدة الأوربية في المستقبل المنظور، يجب أثارة القضية الكردية عليها كاحدى مواضيع مهمة واداة ضغط ، من أجل قيامها ببعض الأصلأحات السياسة والأقتصادية والأجتماعية في بلدها ، وخاصة فيما يتعلق بحقوق الأنسان وانتقال مركز قرارات السلطة ، الذي هو فعلأ في الجيش الى المؤسسات المدنية. يجب تفاعل مع الأوضاع الأقليمية والدولية ، انطلأقا من المنظور العصري ، الذي يستند على توسيع القاعدة الديمقراطية في المنطقة . ايجاد حلول سلمية للمنازعات الداخلية والأقليمية ، ومنها القضية الكردية ، التي تنكر وجودها اصلأ ، او حتى لوجود شعب كردي قوامه اكثر من 12 مليون يعيش داخل اراضيها
ان تقوية العامل الذاتي لدى الأكراد ، هو احدى الضمانات الأساسية ، التي يعطي زخما والقدرة للشعب الكردي في اختيار الصيغة الصحيحة للتعبير عن حق تقرير المصير ، في المرحلة الراهنة والمستقبل . الأستفادة من العامل الخارجي ، كعامل اضافي او المساعد لصالح تقوية العامل الداخلي ، الذي اعتقد بانه يعطي صفة الديمومة في بلورة المسائل المستعصية والمصيرية ، وايجاد الحلول والمعالجات الصحيحة للمشاكل المتراكمة ولفترة طويلة ، وعلى راسها توحيد الأدارتين ، من دون حل . لأبد من التوجه الى ترميم البيت الكردي ، وتحقيق وحدة الخطاب والموقف السياسي، الداخلي والخارجي ، والمشاركة الفعالة في انتخابات الأقليم والجمعية الوطنية العراقية المزمع اجراءها في كانون الثاني يناير/ 2005 . توجيه الثقافة والتربية وفق مشروع تنويري حضاري . وضع ستراتيجية قومية شاملة الجوانب . كسب تعاطف الشعوب والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية ، والحصول على دعمها المادي والمعنوي . التفكير وبطريقة عصرية في معالجة الأوضاع ، من خلأل اقامة العلأقات الديمقراطية وممارستها في التعامل اليومي ، واحترام حقوق الأنسان والحريات الأساسية ، والتداول السلمي للسلطة والتعددية . تنسيق العلأقات بشكل احسن بين الأحزاب الكردية المختلفة وبين القيادات الحاكمة من جهة وبينها والجماهير الكردية ، التي هي صاحب المصلحة الحقيقية في اختيار الصيغة الملأئمة للتعبير عن حق تقرير مصيرها ، وتحديد العلأقة مع المركز من جهة اخرى . لقد حان الأوان للمنظمات والأحزاب السياسية الكردية ، في كل اجزاء كردستان وخارجه ، بان تعمل جاهدة في وضع برنامج عمل مشترك ، من اجل عقد مؤتمر وطني كردي ، وبمشاركة كافة الأطراف المعنية ، وذلك لأعطاء زخم أكبر لهذه القضية ، وتاسيس مراكز بحوث متخصصة لوضع دراسات أستراتيجية وخطط ثقافية واعلأمية ، والتفاعل مع ثقافات العالم المتقدمة ، وتاكيد الطابع الأنساني والسياسي لقضايا الشعوب ، وايجاد صيغة عمل مشترك مع المنظمات الدولية ، من اجل عقد مؤتمر دولي لحل القضية الكردية سلميا وسياسيا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تجدد دعم غزة خلال وقفة أمام البرلمان المغربي


.. أسامة حمدان: إذا تصرفت أمريكا بإيجابية فيمكن التوصل لاتفاق




.. لقطات من الحرم المكي تظهر اعتناء أحدهم بوالدته


.. على وقع التصعيد.. النيتو يبحث إمكانية تقديم دعم طويل لأوكران




.. بايدن يؤكد أنه لن يعفو عن نجله هانتر في الاتهامات الجنائية ا