الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألتحولات ألديموقراطية في ألدول ألعربية هل تصب في مصلحة إسرائيل أم لا ؟

ماجد جمال الدين

2011 / 3 / 4
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


ألتحولات ألديموقراطية في ألدول ألعربية هل تصب في مصلحة إسرائيل أم لا ؟
أتمنى أن يحظى ألسؤال ألمطروح بنقاش جاد يعتمد ألواقعية وألعلمية ويبتعد عن ألمواقف ألعاطفية وألأحكام ألمسبقة . فأنا بألتأكيد أرى أن ألكثيرين ومن أليساريين ألماركسيين أيضا يعتبرون أن ألدولة ألصهيونية من أهم أو أهم أسباب ألتخلف وألإستبداد في أوطاننا ، هكذا بجرة قلم ومعتمدين تعليق كل ألأخطاء و ألعوامل ألموضوعية وألذاتية على شماعة نظريات ألمؤامرة ألخارجية ألإمبريالية ألصهيونية ألخ . ومتناسين بألطبع ألأحداث ألتاريخية ألتي تبين أن ألنظم ألإستبدادية ألمتخلفة بعقليتها ألمستندة للقيم ألإجتماعية ألقبلية وألتعصب ألديني في منطقتنا سبقا قيام دولة إسرائيل وكانا ضمن أبرز ألعوامل ألتي أدت إلى إلى قيامها بهذا ألشكل خاصة من خلال تهجير مئات ألإلوف من يهود ألعراق وسوريا ومصر وحتى بلدان ألمغرب ألعربي .
ولكن لنرجع إلى ألسؤال لنناقشه من خلال منظور واقعنا ألحالي .
بغض ألنظر عن تخوفات أليمين ألإسرائيلي ألحاكم حاليا وألتي تجلت من خلال تصريحات بعض قادته ألمفزوعين من ألأخطار ألمستقبلية ألمحتملة للثورة ألديموقراطية ألمصرية ، أو من جهة أخرى ، تصريحات ألقوى ألإسلامية وألعروبية ألراديكالية ألتي تحاول جر أهداف ألثورة ضد الإستبداد ألدكتاتوري وتجويع ألشعب وألفساد ألمستشري إلى محور وبؤرة واحدة تلخصها في ألصراع ألعربي ألإسرائيلي (أو ألإسلامي ـ أليهودي )، أو من جهة ثالثة بعض قوى أليسار ألتي تحاول رؤية ألأمور فقط من منظار ألثورات ألشعبية ضد ألنظام ألإقتصادي للعولمة ( ألذي يمثل برأيهم ألمصالح ألمتشابكة ألإمبريالية ألصهيونية أيضا) متجاهلين ألوقائع ألفعلية على ألأرض وخاصة مواقف دول ألديموقراطيات ألأوربية وألولايات ألمتحدة ، وأن ألثورة ما كان لها أن تقوم وأن يصيبها ألنجاح لولا وسائل ألإتصال ألحديثة ألتي هي نتاج ألعولمة .
بغض ألنظر عن هذا كله وبعيدا عن ألمماحكات ألكلامية وألشعارات ألتفاؤلية أو ألتشاؤمية لكلا ألطرفين ( أو بألأصح ،ألأطراف ألمتناقضة مصالحها ورؤاها ) وألمنطلقة بشاكلة Hopeful thinking ، فإن ألإجابة على ألسؤال هي على درجة كبيرة من ألتعقيد إذا إعتمدنا نظرة موضوعية لواقع تناسب ألقوى ألسياسية ألأجتماعية ألحالية وأهدافها وتشابكها بشكل غير موجه وإعتباطي أحيانا مع ألمصالح ألإقتصادية ألحقيقية لشعوب ألمنطقة ولضمان مستقبل تطورها ألآمن .

لذا مبدئيا أنا أريد أن أجيب على ألسؤال بهذا ألشكل : نعم ، التحولات ألديموقراطية في ألدول ألعربية ستصب بالتـأكيد في مصلحة إسرائيل دولة وشعبا ، كما هي بألطبع ستصب في مصلحة شعوب ألبلدان ألعربية حيث ستنقلها بشكل سريع إلى مصاف ألمجتمعات ألحضارية ألمتقدمة أخذا بنظر ألإعتبار ألإستغلال ألأمثل وبشكل مستقر بعيدا عن مآسي ألحروب وتضييع ألفرص لإمكانيتها ألإقتصادية من ألموارد ألطبيعية وألطاقات ألبشرية ألكامنة ، وذلك للأسباب ألتالية :

1. لا حروب .
ألتحولات ألديموقراطية في ألدول العربية ستوجه ضربات قاصمة ومتوالية لكل ألقوى ألمتطرفة وأهدافها ألراديكالية ألطوبوية (يمينا ويسارا ) وعلى كلا ألطرفين ، وسيختفي تدريجيا ألـتاثير ألفعلي لدعاة وتجار ألحروب ، سواء ألفعلية منها أو ألحروب بألكلمات . لهذا عدة عوامل من أهمها أولا ـ أن ألنظم ألديموقراطية في دولها ألمؤسساتية تتميز بألبراغماتية ألمحافظة ( بألمعنى ألجيد ألصحيح للكلمة ) ، اي أنها بعيدة عن ألأهوائية وألمصالح ألذاتية للأفراد والجماعات ألمختلفة وتتخذ مواقفها ألآنية وقراراتها ألإستراتيجية بألعادة بشكل مدروس أكثر ليتوائم مع ألمصالح وألمنافع ألعليا لمجموع ألأمة أو ألشعب . ألدول ألديموقراطية لا تحارب بعضها ، لأن بحسابات ألواقع ألهزيمة والخسران تكون مضمونة للجميع ، بينما يمكن إستغلال قدرات ألجماهير وألشعوب بأشكال أخرى سلمية لتحقيق ألمنافع وضمان مصالحها . وثانيا ـ في ظل ألديموقراطية وإطلاق ألحريات يتشكل وعي إجتماعي وفردي وثقافة جماهيرية (إنسانية أخلاقية وفكرية تاريخية وسياسية وإقتصادية ـ إجتماعية ) جديدين . كل هذا سيقضي على ثقافات ألتعصب وألإنغلاق وألجهل ألظلامي وألتشتت ألمجتمعي ، ألتي تكون عادة مرتعا لظهور ألأفكار وألزعامات ألمتطرفة ألتي تستغلها لنشر حُزَم أكاذيبها ألملتوية والترويعية لتمرير سياساتها ألمنافقة ، مثلا على شاكلة ألأخوان ألمسلمين وغيرهم من ألجماعات ألدينية وكذا دعاة ألإنغلاق وألتعصب ألقومي أو أيضا على مثال بعض ألأصوليين ألشيوعيين ألذين يتجملون بمفاهيم وشعارات جوفاء لا أساس لها في ألواقع ألموضوعي ألحي بعد أن عفا عليها ألزمن وأثبتت مسيرة ألتاريخ وألفكر ألإنساني خطلها وعدم صدقيتها . وبنفس ألوقت سينطلق بشكل أوسع وفي فضاء أرحب ألفكر ألإنساني ألعولمي ألجديد ألذي يعتمد ألتعايش ألمشترك وفهم ألآخر ألمختلف وحاجاته وإمكانيات ألتفاعل ألمثمر معه بدون حروب وصراعات عنفية .

( ربما بعيدا جدا عن صلب ألموضوع أود بشدة أن أذكر ألآتي : أروع وأجمل وأبدع مافي الثورة المصرية ألتي هزمت نظام مبارك ألإستبدادي ولو أنها بألطبع لم تسقطه فعليا ولا يمكنها ذلك عمليا في المدى ألمنظور ، هو أن هذه ألثورة ألشابة ونفحاتها ألعاصفة ولدت وعيا حرا جديدا وأظهرت لدى كل فئات ألشعب قيما إنسانية أخلاقية ومواطنية كبحها دوما وغيبها نظام ألطغيان وألتجهيل ألظلامي . وإن إستمرارية هذه ألثورة لتحقيق كل أهدافها مرهونة بمسؤولية مفكري مصر وأحزابها ألسياسية الصاعدة والقيادات ألشابة خاصة بألحفاظ على ألزخم و ألروح ألإبداعية وقدراتهم في تغيير وإعادة صقل ألوعي ألإجتماعي وتثقيف ألمواطنين بحقوقهم بما يتلائم مع ألمجتمع ألديموقراطي ألحر . فبدون العمل ألحثيث وألدائم على إعادة بناء هيكلية ألوعي ألجمعي وبألأخص نبذ ألأوهام وألغيبيات والإتكالية وغيرها من أمراض ومفاسد ومخلفات ألنظم ألإستبدادية وألتجهيل ألظلامي وإستبدالها بترسيخ مفاهيم وقيم الفكر الإنساني ألحر ستنطفئ جذوة ألثورة بدون أن تتحقق أحلام من قاموا بها وتتآكل منجزاتها وقد يعيد ألتاريخ نفسه بنظام حكم جديد لا يختلف إلا مظهرا عن ألنظام ألفائت فلا يبقى من ألثورة إلا بريق في ألأفق ألذاهب )

2. سلام عادل وأمن دائم .
بألتأكيد التحولات الديموقراطية في ألدول العربية ستُبرِز بشكل ساطع كل عظمة وقدرات شعوبها ، وليس فقط بإمكانياتها ألإقتصادية والبشرية ألهائلة بل وبإرثها ألإنساني ألحضاري ألغائر في ألقدم وألذي دفنته عميقا نظم ألإستبداد وألتخلف ومرجعياتها ألفكرية ألدينية وألقبلية ما قبل ألمدنية . فإذا إستطاعت شعوب دول مثل سوريا والعراق وألجزيرة ألعربية أن تملك ناصية أمرها بحرية وتكنس أنظمتها ألقمعية والمتخلفة الشائنة لتقيم أنظمة تقدمية رشيدة تحقق مصالحها ألحقة وتعبر عن طموحاتها ألمستقبلية ، ( وأنا هنا لا أتحدث عن ألأمور ألطوبوية وألمستبعدة تماما برأيي كمشاريع ألوحدة ألعربية وفق مفاهيم وطروحات وأحلام ألقوميين ألعروبيين ) ، فإن هذا سيغير بشكل جذري كل موازين ألقوى في ألشرق ألأوسط وألتي فرزتها تطورات ألأحداث في ألمنطقة وألعالم في ألقرن ألعشرين ، بحيث تضطر إسرائيل كدولة ومجتمع أن تعيد كل حساباتها وتراجع صياغة كل سياساتها وألأمنية منها خصوصا . وأنا هنا حين اذكر كلمة موازين ألقوى لا اقصرها بألطبع على ألقدرات ألعسكرية وألحربية ألصرفة ألتي برأيي هي بألذات ألأقل تأثيرا ويتناقص تأثيرها وقيمتها يوما بعد يوم منذ إنتهاء الحرب ألباردة وخاصة ألان في عصر ألعولمة وتشابك ألمصالح ألإقتصادية ـ السياسية ومن خلال حرية ألمعلومات وتفاعل ألهويات ألثقافية ألمختلفة . ولذا لا أقصد بألسياسة ألأمنية مجرد ألأمن ألعسكري وإمكانيات ألتحرك ضد ألأعداء ألخارجيين ألمحتملين وألداخليين كتغلغل ألعناصر الإرهابية مثلا ، بل كل عناصر منظومة ألأمن ألتي تتعامل مع كل ألمعطيات مما قد تهدد أو تخل بضمان وجود وإستقرار وتطور ألمجتمع وألدولة .
ألسؤال هنا : هل أن مثل هذه ألتحولات في موازين ألقوى نتيجة ألتغييرات ألديموقراطية ألقادمة إفتراضا أو واقعا سيهدد إسرائيل ويدمر كيانها كدولة ( كما في أحلام وكوابيس القوى ألمتطرفة على ألجانبين ) ، أم أنه فقط سيدفعها إلى تغيير نهجها ألسياسي ألخارجي وتفاعلها وإتساقها مع بيئتها ألمحيطة بشكل اكثر معقولية ؟
بصراحة أنا أعتقد أن سياسة ألعناد والتعنت والغطرسة ألإسرائيلية في محاولاتها ألدائمة لكسب ألوقت لفرض ألامر الواقع على ألأرض بدون الإلتزام حتى بتعهداتها ألمعلنة ناهيك عن مقررات ألشرعية ألدولية ، كل هذا ناجم بألأساس عن عقدة ألشعور بألضعف وعدم ألأمان على مستقبلها في محيط يعاديها بشكل وجودي ودوغمائي . فلا أعتقد بوجود شخص عاقل في إسرائيل بما فيهم أكثرهم تطرفا وجحودا بألواقع يمكنه أن يتخيل فعلا ليس فقط أوهام قيام دولة إسرائيل من ألنيل إلى ألفرات كما يردد ألفزاعون على ألجانبين ، بل حتى أن يصدق ألتخرصات الشعاراتية لليمين ألديني والمتطرف عن مجرد إمكانية قيام دولة إسرائيل على كل أرض فلسطين ألتاريخية . لذا في ظل ألظروف ألموضوعية ألجديدة ألتي يفرزها تحول ألدول ألعربية إلى أنظمة ديموقراطية قوية ومثير أكثر للتعاطف وألتضامن من دول ألعالم ألحر ستتغير ألكثير من معتقدات ألشارع ألإسرائيلي ومعادلات ألقوى ألسياسية مما سيجبر إسرائيل من خلال هذه ألضغوط داخليا ومن خلال ألضغوظ ألخارجية ألمتنامية على ألرضوخ سريعا لمطالب ألسلام ألعادل وتنفيذ أولوياته . ( أعتقد أن تأثير ألثورة ألمصرية ألحالية لوحده كفيل ألان بأن تستعجل إسرائيا محاولة ألإتفاق مع ألقيادة ألفلسطينية وبدون ألوسيط وألكفيل ألمصري ألمعهود ووفق شروط ألإخيرة بوقف عمليات ألإستيطان بداية و ألعودة إلى ألمفاوضات من حيث إنتهت في ألحكومة ألسابقة لأولمرت ـ ليفني مثلا ) .
من ألجهة ألأخرى فإن شعوب ألبلدان العربية في حال تمتعها بألسيادة ألحقة بظل أنظمة ديموقراطية ستكون ليست فقط في غنى عن ألقيام بمغامرات حربية غير مضمونة ألنتائج وبكل ألاحوال تخسر من خلالها ألكثير من ألطاقات ألتي تحتاجها في إستنهاض عملية ألتنمية ألبشرية وألإقتصادية للحاق بألعالم ألمتحضر بل وأيضا في غنى عن سماع نداءات ألبغضاء ألديني وألقومجي ألمتزمت ألتي روجتها ألأنظمة ألإستبدادية ألمنافقة بسياسة أللاسلم واللاحرب وألتهويل بنظريات ألمؤامرة ، ولكنها بألتأكيد ستعزز قدراتها وثقتها بنفسها لمعاملة إسرائيل بذكاء كخصم أو ند قوي في مختلف ألميادين وإجبارها على تنفيذ شروط ألمبادرات ألسلمية ألسابقة ووفق قرارات ألشرعية ألدولية .. مقابل ضمان أمن دائم للجميع .

3. تطبيع فعلي وشامل بلا هيمنة إقتصادية وثقافية .
لا أريد أن أدخل مفصلا في معنى وتاريخ ظهور كلمة ألتطبيع في ألصراع ألعربي ألإسرائيلي وكما أذكر كانت إحدى مطالب دولة إسرائيل ومن ثم جاءت في ألمبادرة ألعربية ألسلمية بعد قمة بيروت بشاكلة ألكعكة ألتي ستقدم لإسرائيل إذا ما إرتضت ألسلام ألعادل بإعادة كل ألإراضي ألمحتلة عام 1967 .. فمسألة ألتطبيع يشوبها ألكثير من ألغموض والإزدواجية وألنفاق ، ( على شاكلة ما قاله وزير ألخارجية ألسعودي حول إيران : هم يكذبون علينا ونحن نكذب عليهم وكلنا نعرف ذلك وراضون به ) . فنواحي عديدة من أشكال ألتواصل و ألتطبيع ألسياسي ألأمني وحتى ألإقتصادي برغم قرارات مجلس ألمقاطعة تقوم به حكومات ألتسلط ألإستبدادي وألتجهيل ألظلامي في ألدول ألعربية بطرق ملتوية وخفية عن شعوبها بدون أن تفصح عن ذلك وتبرر ضروراته للجماهير لأن ذلك يتناقض تماما مع إعلامها ألرسمي ألموجه لترسيخ كراهية كل ما هو إسرائيلي وبخاصة في مجال ألثقافة وعن أمثلة ومضامين ألديموقراطية وألحريات وألرفاه ألإجتماعي وألتقدم ألإقتصادي في ألمجتمع ألإسرائيلي .. لأن ألتقارب ألثقافي وتنوير ألشعوب بألواقع ألفعلي على ألجانب ألآخر بشكل محايد يعطي ألجماهير فرصة ألمقارنة ألموضوعية سيفضح كل أكاذيبها ألغوغائية وسيهدم كل أسس أنظمتها ألديكتاتورية .
بألتأكيد تطبيع ألعلاقات مع دول وشعوب ألجوار ضرورة حيوية وملحة لإسرائيل لإنها مهما بلغت من الرقي وألتقدم ألإقتصادي ألعلمي ألتكنولوجي لاتستطيع أن تكون جزيرة ثكنة معزولة عن واقعها ألجيوستراتيجي وبيئته ألبشرية ، والمسألة هنا ليست لأنها بحاجة إلى أسواق ونفوذ هيمنة أو فضاء حيوي وفق مقولات ألإستعمار ألكلاسيكي بل لآن أي جدار عازل مهما علا لا يمكن ان يكون فاصلا واقيا في عصر ألعولمة ألإقتصادية ألثقافية بمتطلباتها وتقنياتها .. ولكن هل ألشعوب وألدول ألعربية لا تحتاج هذا ألتطبيع وتستطيع أن تغمض عينها لتتجاهل وجود هذه ألدولة والمجتمع وتعاملها على شاكلة سأظل أعاديك دوما لآن جد جدك قتل جد جدي ألذي إغتصب جدة جدتك ؟
بتصوري أن منظومة ألدول ألعربية ألديموقراطية وشعوبها ستتخلص لاحقا وبسرعة من عقد ألماضي وبدون تخوفات ورهبة تصب إهتمامها على ألتكامل ألإقتصادي والثقافي بما يحقق ألمنافع ألمشتركة مع إسرائيل ، فهنالك ألكثير من ألمشاريع ألحيوية والضخمة ألتي تربط وبشكل متوازن ألإقتصادات ألعربية ألنامية بإمكانياتها ألهائلة مع دولة متقدمة صناعيا وعلميا وتمثل جسرا لكل ألتطور ألعلمي ألتكنولوجي في ألعالم . وأن ألحوار ألمنفتح ألذي يؤمنه ألجو ألديموقراطي سيكشف من جديد ألكثير جدا من نقاط أللقاء وألتقارب ألثقافي بشتى وأوسع صوره وحتى القيمي ألأخلاقي وألروحاني ألذي هو إرث ألحضارة ألمشتركة للقرون ألخاليات وألذي تم تغييبه في فتراتنا ألظلامية .. وهنا بألطبع مهام كبرى لكل ألمثقفين وألمفكرين ألتقدميين على ألجانبين وخصوصا ألقوى ألشابة ألصاعدة ألتي لم يتلوث روحها ألإنساني بسموم وجهالات ألتعصب ألديني .
4. حول قضية أللاجئين وألمهجرين وما يسمى ( ألأخطار ألديموغرافية ) .
بدايةً ، أعتقد أنني أول شخص أعلن عن نفسه بهذا ألشكل : أنا إنسان عربي ـ صهيوني . وقد كتبت عن هذا مرات عديدة وعللته بوضوح في منتدى ألملحدين وأللادينيين ألعرب ونادي ألفكر ألعربي منذ حوالي خمس سنوات وأكثر . وكنت أكتبها عادة : أنا إنسان عربي ـ صهيوني و كوردي ـ آشوري ، وأتمنى لوطني ألأول أن يعود له كل أليهود ألعراقييين وكل ألآشوريين وغيرهم ألكثير من ألقوميات ألأصيلة في بلاد ألنهرين وألذين هجروا من أرضهم هذه في عقود وقرون طويلة من ألإضطهاد وألعسف ألديني ، وأرى في رجوعهم إلى أرض ألأجداد ألتي يعتزون بها وتسهيل حصولهم على ألجنسية ألعراقية بسرعة سيحمل معه ثروة ثقافية وحضارية هائلة لبلادي من خلال تلاقحهم مع ألثقافات وألحضارات ألأخرى وما توصلوا إليه من إمكانات فكرية وعلمية ومهارات مختلفة ستكون في خدمة كل مكونات أمة ألعراقين ألعريقة وتكون رافعة لبناء حضارة جديدة في أرض حمورابي وآشور وكل ألهلال ألخصيب ، حضارة تليق بألإنسانية في عصر ألعولمة و يكون ألعرب جزءا منها . هذا لتبيين منطلقاتي ألفكرية حول حق عودة أللاجئين وألمهجرين ، ( وألغريب أن أحدا لم يسألني لِمَ أضع فاصلة شارحة بين كلمتي عربي ـ صهيوني وكوردي ـ آشوري ، بدل أن أجمعها بفارزة على شاكلة : عربي ، صهيوني ، كوردي ، آشوري ، آيزيدي ، شبكي ، مندائي ألخ ألخ من ألأعراق وألقوميات وألأطياف ) .
حكومة أليمين الإسرائيلي ألحالية حال مجيئها وضعت للمفاوضات شرطا يبدو لوهلة انه تحصيل حاصل : ألإعتراف بيهودية دولة إسرائيل ، وكأن ألأمر لم يكن محسوما وواضحا للجميع منذ قرار ألتقسيم قبل 63 عاما . ألنكته أن أليمين ألرجعي ألمتطرف على الجانب ألآخر هلل للموضوع بإعتباره دليلا جديدا ( أها ) على عنصرية دولة إسرائيل ، كمن لا يرى ألشوك في عينيه . .. فما ألفائدة ألتي جنتها ألحكومة ألإسرائيلية من هذا ألشرط وما فكرته حقا ؟ ألمسألة واضحة : للمماطلة في أمد ألمفاوضات لفرض مزيد من ألوقائع على ألأرض كما أشرنا سابقا ، وايضا لتثبيت مواقفها ألمتعنته حول موضوعة عودة أللاجئين الفلسطينين . فلندرس هذه ألمخاوف : هل تتخوف إسرئيل من حق ألعودة لأنه سيخلق طابورا خامسا في أي صراع مستقبلي ؟ ألدول ألعربية ألديموقراطية ، وضمنا دولة فلسطين ألديموقراطية ألناشئة لن تكون بحاجة لأي طابور خامس في حال إنهاء ألصراع وألتفاعل ألثقافي وألحواري المنفتح .
هل تخاف ألتغيير ألديموغرافي وآثاره ألثقافية ألإجتماعية ، في حين أن شعب إسرائيل نفسه يضم 20 % من ألعرب عدا أن أليهود أنفسهم من أصول وثقافات مختلفة ؟ أعتقد أن ألدول ألديموقراطية ألتي تعترف بحقوق ألمواطنة وألحريات ألثقافية ألمتساوية على ألطرفين سوف لن يشغلها كثيرا أو يعيقها تعدد ألهويات ألثقافية وخاصة في جو ألعولمة وألإحتكاك وألتفاعل ألسلمي بين تلك ألهويات . وأيضا هنا أود أن أذكر أن ألزيادة ألمفرطة في ألنمو ألسكاني في ألجانب ألعربي وألتي هي نتيجة ملازمة للتخلف وألجهل وألشعور بعدم ألأمان وألإستقرار ألإجتماعي ستتقلص وتختفي تدريجيا ، لأن ألإنسان ألحر في مجتمع ديموقراطي في خضم تحقيق طموحاته وتأمين مستقبله سيجد ألكثير مما يلهيه عن ألتكاثر ألعشوائي .
من هذا كله أتصور أن طرفي ألنزاع ألعربي والفلسطيني من جهة وألإسرائيلي من ألجهة ألثانية سيتوصلان بشكل أسرع إلى إتفاق مبدئي على ألإعتراف رسميا بحق ألعودة لكل أللاجئين ألراغبين في ألتوطن في أي من ألبلاد ألتي توافق رغباتهم مع تعويض ألممتلكات وألأموال ألمنهوبه والمصادرة بألشكل ألذي تقتضيه ألقوانين وألمواثيق ألدولية ، ومن ثم تطبيق هذا ألحق تدريجيا بشكل يحفظ ألإستقرار ألمجتمعي وألسياسي . أعتقد أن هذا في مصلحة ألجميع وبخاصة للإقتصاد ألإسرائيلي ألذي يعاني عادة نقصا في ألموارد ألبشرية وألعمالة .


ختاما أقول :قد يبدو مقالي هذا متفائلا بشكل معجز في ألظروف ألحالية ، ولكني واثق اننا بدأنا عصر ألمعجزات ألذي دشنته ألثورتين ألمصرية وألتونسية . وسأكون شاكرا للجميع ممن يناقش ألسؤال بموضوعية أكثر و أتمنى خاصة مشاركة ألأستاذ ألفاضل يعقوب إبراهامي وكل ألأخوة ألفلسطينين وألمصريين وألسوريين والعراقيين طبعا لتبيان وجهات ألنظر وألآراء ألمختلفة مما قد يصحح ما جئت به أو يفصح عما غاب عني .
P.S. وأنا أنهي هذا ألمقال طرا في ذهني سؤال إفتراضي آخر : فلنفترض جدلا أنه في غيبوبة من ألتاريخ تحقق دمار دولة إسرائيل وفنائها كأن لم تكن ، أي كما في أسعد أحلام احمدي نجاد وفرقته من غلاة ألإسلاميين وألقومجيين ألعروبيين ، هل سيكون هذا فعلا في مصلحة شعوب ألبلدان ألعربية أم لا ؟ ... أنا لست كاتب للقصص ألخيالية ولو أني أحب قرائتها ، ولذا أترك ألإجابة على هذا ألسؤال لمن يتشوق له .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* ألإنسان أبدع كل ألأديان وخلق كل ألآلهة ومفهوم كلمة ألإلـه*








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الديموقراطية لن تكون لمصلحة إسرائيل
فرحات خليل ( 2011 / 3 / 4 - 12:22 )
غياب الديموقراطية في بلادنا العربية أساسي لمصلحة إسرائيل وليس العكس . أما اعتبار الديموقراطية عامل سلم وأمن بين الشعوب فهذا ليس صحيحا والدول الغربية الديموقراطية تثيرها حروبا إما بين دول وإما حروبا أهلية داخلية . وإسرائيل أسسها الغرب الديموقراطي لتكون عاملا لتغييب الديموقراطية ودافعا لحروب أهلية داخلية وليس لتكون عامل أمن وسلام في بلادنا العربية . وبالتالي ما ورد في الموضوع يمهد لجس نبض عروبية الثورات العربية من أجل الديموقراطية التي لن تكون أبدا لمصلحة إسرائيل . لأن الشباب العربي الثائر من أجل الديموقراطية حتى وإن لم يكن من القومجيين فهو بالتأكيد ليس من التطبيعيجيين . وبالتالي ليس في الموضوع ما يبدو جديرا بالمناقشة ، لأن الصراع العربي الإسرائيلي يبقى قائما حتى تحرير فلسطين ولو حققت الديموقراطية لنا دولة المدينة الفاضلة أو دولة جمهورية أفلاطون . لأن الأرض من كرامة الشعوب الواجب تحريرها وليست صفقة تجارية يجوز إلغاؤها


2 - الأستاذ ماجد جمال الدين المحترم
ليندا كبرييل ( 2011 / 3 / 4 - 14:14 )
كل سؤال تفضلتَ به واخترتُ جوابا لنفسي وجدته مطابقا لطرحك وأنا أتابع قراءتك،لا بد أن نغتسل من قذارات الزمن الصوتي الممتلئ بالبطولات الوهمية وبالادعاءات عن القدرات الخارقة للبعبع الاسرائيلي،ومهما تحدثوا عن الظلم التاريخي للفلسطينيين فإن مزاعم العروبيين والعداء الديني لليهود الذي يستجرّونه دون كلل ساهم في ضرب مصالحنا في مقتل وأضر العرب بشريا وفكريا ومصالح أكثر بكثير من قيام اسرائيل وحروبها علينا. لم تكن فلسطين وإسرائيل موجودتين عندما تأسس التطرف على يد المودودي ومن بعده قطب وقدمت الأصولية المتطرفة نفسها بديلا عن المشاريع القومية المنهزمة، فتبنوا الجهاد ضد اسرائيل وأميركا وأصبح الحال أننا نعادي كفارا ومحتلين بوقت واحد. كفاية لعب بورقة فلسطين كلنا نريد السلام لأنه سيوفر المناخ الداعم للتقدم عندها ستذوي الأسقام ويبدأ تنافس شريف للرقي بالانسان، ومع الإقرار بهمجية الصهيونية وعنصريتها ونحن لسنا أقل بالتأكيد فإني أرى أن العالم كله يريد السلام . لقد دخلنا عصرا جديدا لا بد أن نقتنع بالسلام كمدخل لحياة كريمة وشكراً


3 - ألأخت ألكريمة ليندا كبرييل
ماجد جمال الدين ( 2011 / 3 / 5 - 08:56 )
ألأخت ألكريمة ليندا كبرييل
شكرا على كلماتك ألجميلة بتطابق أفكارنا ، وقد أعجبتني كلماتك : - ومع الإقرار بهمجية الصهيونية وعنصريتها ونحن لسنا أقل بالتأكيد فإني أرى أن العالم كله يريد السلام .- وقد وددت ألتعليق عليها بأن ألفكر ألأيديولوجي ألقومي بمحتواه ألذي نشأ قبل بضعة قرون إثر سقوط ألمنظومات ألإيديولوجية ألدينية ألأكثر همجية وتعصبا ، أبان وبعد ألثورات ألبرجوازية ألديموقراطية ألأوربية وإنتقل إلينا لاحقا ـ ليس إلا مرحلة من مراحل ألتطور ألإنساني في عصور تشتت ألبشرية وطفولتها . وقد حاولت أن أوضح ذلك بعمق وتوسع في موضوع لم أكمله للأسف عنوانه - ألعولمة ومعانيها - http://173.212.222.115/smf/index.php?topic=4163.0 . ألفكرة أن إلتقاء ألحضارات وألتفاهم وألتقارب ألإنساني من خلال ألعولمة هو ألذي جعل ألشعوب تريد ألسلام وتشعر أنه يحقق مصالحها هي بالذات أكثر من نزعاتها ألسابقة للحروب وألإنغلاق وألتعصب ألذي ينتج ألهمجية .
تحياتي لكِ .


4 - السلام ليس أكثر من اعتبار له قوة تحميه
خليل فرحات ( 2011 / 3 / 5 - 09:48 )
الذي لا يقرأ تاريخ الصراعات بين الأمم لا يعرف كيف تم بناء الحضارات . وعليه فتاريخ التأسيس لأسرائيل بدأ قبل التأسيس للقومجية والأسلمجية بحيث دخل تنفيذه منذ عام 1907 وليس منذ عام 2007 أيها الناس . والعالم الذي يريد السلام هو الذي يحاربنا بمبدأ لا يفرط في عنصر تفوق حضارته بالقوة التي يعتمد على إسرائيل كأداة فيها ضدنا شئنا أم أبينا . والسلام المنشود لن يتحقق إلا إذا توفرت قوة تفرضه ثم تحميه . ولن تتوفر للعرب قوة إلا إذا تحررت الشعوب والأرض معا من أنظمة فاسدة عميلة تدعمها نخبة تحسن تسويق الكتابة والخطاب ، وبالتالي لن يتحقق الخلاص من هذه الأنظمة إلا بكفاح مرير يستوجب تضحيات جسام وقد بدأ من أجل الخلاص منها من على يد الشباب ، فلماذا يراد وأده في مهده بأقلام تطعنه في ظهره بحجة الرغبة في سلام يقر بشرعية إسرائيل التي سوف ترفضه حتى ولو استسلم لها كل العرب . لأن العالم الذي أوجدها أسس لها من أجل أن لا يكون مع العرب سلام . وهذا ما سوف يكشفه الزمن للذين لا يحسنون القراءة لكيفية الصراع من أجل التقدم في بناء الحضارات


5 - أرض من هي ؟
ماجد جمال الدين ( 2011 / 3 / 5 - 11:31 )
ألسيد فرحات خليل
بودي أولا أن تجيب على ألسؤال ألذي وضعته في نهاية ألمقال : ( فلنفترض جدلا أنه في غيبوبة من ألتاريخ تحقق دمار دولة إسرائيل وفنائها كأن لم تكن ، هل سيكون هذا فعلا في مصلحة شعوب ألبلدان ألعربية أم لا ؟ ) ما هي برأيك ألمصالح ألفعلية ألتي ستتحقق عمليا لشعوب ألبلدان ألعربية مع زوال دولة إسرائيل ؟
بصراحة أنا لا يعجبني ألرد على من يدعي بأن :( أما اعتبار الديموقراطية عامل سلم وأمن بين الشعوب فهذا ليس صحيحا ) .. ولكن كلماتك ألأخرى : (لأن الأرض من كرامة الشعوب الواجب تحريرها وليست صفقة تجارية يجوز إلغاؤها - ) آنستني لأنها تتفق تماما مع ما يقوله غلاة ألمتطرفين ألإسرائييلين أليهود .. فهذه أرض ألكنعانيين وبشهادة نبيكم محمد في قرآنه وهبها الله لليهود ، ولم يتحدث سكانها ألعربية إطلاقا قبل ألإحتلال ألبدوي ألعربي ألإسلامي بل كانوا في بلدهم عريق ألحضارة يتحدثون ألعبرية وألسوريانية واللاتينية .. فتاريخ إسرائيل لم يبدأ في 1907 أو أو 1948 بل قبل آلاف ألسنين وقضية ألإحتلال لم تبدا في 1967 بل قبل 14 قرنا ولذا قضية تحرير ألأرض ألمغتصبة هي من كرامة ألشعب أليهودي وليست صفقة تجارية .


6 - الأرض من كرامة الشعوب
خليل فرحات ( 2011 / 3 / 6 - 11:16 )
قوله تعالى : لولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض . يؤكد بأن الأرض واحدة اقتسمها البشر بمبدأ الحرب وليس بمبدأ الإيمان . والقول بأن لغة اليهود لم تكن عربية وإنما كانت عبرية سريانية لاتينية ، أصبت في أثنتين واخطأت في واحدة وهي اللاتينية التي كانت لغة الرومان المحتلين للأرض . أما العبرية والسريانية من اللغتات الأرامية القديمة ومنها العربية أيضا . ثم أن اليهود ليسوا من قبائل كنعانية تاريخية سامية بل من قبائل حامية رعوية انتقلت من غرب وجنوب الصحراء الكبرى إلى مصر . وعليه أنا ضد الكذبة التاريخية السامية الصيونية وليس ضد اليهودية الدينية . وقولك بالأرض وهبها الله لليهود ليس بحجة لأن الله وهب لهم أرضا دخلوها في عهد النبي موسى حيث كانت ملجأ لأمنهم بسب جبنهم الذي عبروا عنه بقولهم لنبيهم : اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون . أما قولي بتحرير الأرض يعني أرض بلاد العرب بما فيها فلسطين من نظامين عربي وصهيوني لن يلتقيا في سلام أبدا لأنهما يعتبران الأرض بينهما صفقة تجارية لا كرامة فيها للشعوب

اخر الافلام

.. لماذا استبعدت روسيا ولم تستبعد إسرائيل من مسابقة الأغنية -يو


.. تعليق دعم بايدن لإسرائيل: أب يقرص أذن ابنه أم مرشح يريد الحف




.. أبل تعتذر عن إعلانها -سحق- لجهاز iPad Pro ??الجديد


.. مراسلنا: غارة إسرائيلية على بلدة كفركلا جنوبي لبنان | #الظهي




.. نتنياهو: دمرنا 20 من 24 كتيبة لحماس حتى الآن