الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قيادة العراق التعليمية امام تحدي الاهانة

دياري صالح مجيد

2011 / 3 / 4
حقوق الانسان


لم اشا ان اعنون المقال بغير هذا العنوان رغم ان المقصود به يستحق ان يوصف بابشع الاوصاف طالما انه لم يتوانى عن استخدام الوصف المشين بحق النخبة التعليمية في العراق , لكن احترامي لذاتي و لقراء وقارئات هذا المقال يدعوني الى الالتزام بشيء من الحرفية والترفع عن استخدام الكلمات السوقية , ايمانا من الجميع بان هذا الالفاظ انما تدلل على حجم الانحطاط الفكري لقائلها من جهة , ولعدم قدرته على التلفظ بغيرها لعدم معرفته بالثقافة وبحورها وميادينها المتنوعة من جهة اخرى , وهي بالتاكيد ليست بالصفات الملازمة لمثقفي العراق , وانما صفة ملازمة للجهلة واشباه المتعلمين ومزوري الشهادات ممن تبوؤا العديد من المناصب المهمة في عراق اليوم .

الكل يعرف بان الثقافة لا مكان لها في عوالم الجهل والانحطاط , والكل يعرف بان الجهل اذا ما تربع على القمة في مؤسسات صناعة القرار وبالذات منها ذات العلاقة بصناعة الفكر والمعرفة , فلن يترك مجالا لنسائم المعرفة تلك كي تهب الى عالم اغلقت ابوابه باحكام على هذا الجهل والخرافة , ليعيش من هو داخل هذا العالم في ظل الماضي السحيق لا غير , كي يمكن اقتياده بسهولة في ظل تسلط الجاهل على مجمل حياة هذا العالم . وكي يتحقق هذا الامر لا بد هنا للجاهل من ان يستمر بين الحين والاخر في ذات التوجه الرامي الى تجويع وتفقير وتركيع من لا زال يتنفس الثقافة والابداع ليولد لنا في كل يوم امل جديد بقادم افضل . مثل هذا التوجه يراد له ابقاء المعلم المثقف في انكساره المعنوي .

بالامس القريب سلط النظام السابق جام غضبه وبطشه وسياساته التعسفية ضد من عمل في مؤسسات التربية والتعليم , فالكل هنا يعرف ( دون الحاجة الى الاسهاب ) كيف اسهمت مرتبات هذه الوزارات تحديدا في سحق المعلم , وكيف اسهمت في كسر فكرة النموذج داخل المجتمع العراقي في حينها , ليتحول المبتذلون من كل التوجهات الى نماذج يحلم الصغار في الاقتداء بهم . وهي غاية اريد من ورائها انتاج مجتمع مهتز سهل الاقتياد , يغرق ذاته بالتفكير في المظاهر بعيدا عن المجتمع والالامه التي لا يتحسسها امرء مثلما يتحسسها التربوي في المدرسة او الجامعة .

اما اليوم فالكل يعلم وبالذات في اوساط وزارة التربية بان هنالك العديد من السياسات التي تمارس فيها بهدف الابقاء على حالة الضعف والهوان لدى المعلم العراقي , على الاقل كي لا يتنج طبقة وطنية مفكرة بالهم المستقبلي وواعية لما يجري في عالمها من احداث , والدليل على ذلك هذا التعدي الصارخ وغير المبرر من قبل شخص مثل وكيل الوزارة الاقدم الذي وصف المعلم بوصف مبتذل . ايحق لنا ان نسمح لهذا وامثاله بان يصف اساتذتنا وابائنا وامهاتنا الروحيين بمثل هذا الوصف دون ان نرد عليه على الاقل بمقال ؟ وهو اضعف الايمان .

بالامس شبه احد الموتورين فئة حية من الشعب العراقي بالقول " ان عاريات فرنسا اشرف منكم " واليوم يطل علينا هذا الوكيل " الاقدم " بوصف مستهتر بحق شريحة واسعة في العراق , هي لدى الامم المتحضرة الشريحة التي يعتمد عليها في بناء المجتمع وقادته . فكيف يا ترى نفسر ما يجري بحق العراق من امثال هؤلاء ؟ ومن يتحمل مسؤولية ذلك ؟ هل هي الاحزاب التي رشحت امثالهم لشغل هذه المناصب المهمة ؟ كما اكد ذلك السيد علي الدباغ في لقاء له بالامس مع طلبة كلية العلوم السياسية .
من يستهين بالمعلم بهذه الطريقة وهو بالاساس يشغل هذا الموقع الرفيع في وزارة التربية , لابد قد استخدم سلطاته المتعددة لتحطيم امال الالاف العراقيين الشباب الطامحين في ايجاد مكان مناسب لهم في وسط الاسرة التعليمية في العراق . وهو حال العشرات من مسؤولي الدولة العراقية اليوم ممن لا يجمع بينهم الا الكره المقيت لمن يملك القدرة على التاثير في المجتمع ويغذي ابنائه بحب العلم والمعرفة . فهؤلاء هم المادة الاساس للطبقة الوسطى , وهم مصدر الثورات والتغيير , وهم موئل الفقر وابنائه وبناته الذين انتجوا اجمل صور الابداع البشري للعالم .

نتمنى على التربويين في كل مؤسسات الدولة ان لا يكتفوا بالشجب والادانة امام هذه الاهانة العظيمة بحقهم , وانما العمل بكل الوسائل السلمية على التواصل بينهم من اجل الضغط على رئاسة الوزراء والاحزاب , بهدف استبدال هذه العناصر الهزيلة بشخصيات وطنية حقة تقدر التربوي ورسالته الانسانية الهادفة . انه تحدٍ لا بد لنا جميعا ان نكون قدر مسؤوليته , والا فان القادمات ستكون اكثر سوءً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرصيف
رائد عباس ( 2011 / 3 / 4 - 16:12 )
السلام عليكم
الاستاذ العزيز دياري
وفقك الله الى كل خير مثلما حضرتك لم تجد غير هذا العنوان انا ايظا لم اشاء الى ان اضع هذا العنوان المبتور
سيدي كانت حيرتي كبيرة جدا وانا ارى اهتمام كل مسوؤل تقلد منصب محلي او قيادي في هذه الدولة الا وصب جل اهتمامه بالارصفة الى ان حلها الابراهيمي وامثله وازال عني هذه الحيره التي ارقتني في احيان كثيرة ؟؟
ان الاهتمام بالرصيف لم ياتي اعتبطا انما هو جزاء من الوفاء للمكان الذي اتى منه اغلب سياسيي هذا الزمن ؟؟
فلا تستغرب من ثقافة الارصفة وتصريحات الارصفة وسياسة الارصفة
مع كامل اعتذاري لابناء شعبي الذين اتخذو الرصيف مكان للرزق الحلال واقول لهم انتم اعلى اخلاقا من سياسيي الارصفة ولا يجمعكم بهم سوى هذا المكان ؟؟؟
تقبل مني فائق تحياتي


2 - تساؤل
سعد تركي ( 2011 / 3 / 6 - 06:17 )
صديقي العزيز الاستاذ دياري
ما تلفظ به وكيل وزارة التربية بحق مربي الأجيال تم كشفه ربما صدفة، وانا علي يقين من ان أمثاله لم يكونوا ليجرؤوا لولا وجود ماسحي الأكتاف من أمثال نافع الذي استعان به الوكيل تصديقاً على عبارته النابية الوقحة..الوكيل تم توثيق كلامه ونشره وهناك كثيرون غيره في حكومتنا الرشيدة يشابهونه وربما يزيدون عليه.. ويبدو يا صديقي العزيز ان قاموسهم اللغوي لا يحتوي سوى هذه العبارات وامثالها فقد رأيت قبل فترة أحد المسؤولين الكبار يصف زميلاً له بنفس العبارة..مرحى لديمقراطية الـ....


3 - متى ينصف المعلم
جميل الربيعي ( 2011 / 3 / 13 - 09:44 )
اختي العزيزة ديار
كان المقبور السابق يطلب من المعلم ان يعمل في الطين بعد الدوام الرسمي لكي يسد رمق اطفاله بعد ان كان يستلم 3000 دينار في الشهر ويقف في طابور الاسواق المركزية ليحصل على الحصة الغذائية وبائع للسكائر اشتغل وسئل الدكتور المرحوم احمد ثامر عن احد المعلمين ماذا تعمل لكي تكفي غذاء عائلتك , اجابهم ابيع واشتري
فسئلة ماذا تبيع وتشتري اجابة المعلم ابيع غراض البيت واشتري عوضاً عنها مواد غذائية. وفي اليابات اعلى مرتب هو للمعلم وفي الدنمارك اعلى مرتب للمعلم وفي العراق المعلم استخدموا لراتبه مصطلح( التسكين) راتب لمدة سبع سنوات لا تشمله اي تعديلات الا بعد الاعتصامات وعضو مجلس النواب بعضهم لا يقرأ ويكتب مثل عبد الكريم المحمداوي يستلم تقاعد بعد اربع سنوات عضو في المجلس ثمان ملايين دينار فالدولة الدكتاتورية هدفها تدمير المعلم لكي لا ينهض المجتمع وبنهوض المجتمع تنقلب الموازين على الحاكم ويصبح المجتمع في وعي ثقافي وكان شعار لأحد المصريين العاملين في اليمن( دع اليماني احمار حتى ابن ابنك يعار) مع احترامي لكل ابناء اليمن وهدفهم ليبقى ابناء اليمن لا يتعلموا حتى يبقى المدرس المصري يستمر بالتعا

اخر الافلام

.. إسرائيليون يتظاهرون أمام منزل بيني غانتس لإتمام صفقة تبادل ا


.. معاناة النازحين في رفح تستمر وسط استمرار القصف على المنطقة




.. الصحفيون الفلسطينيون في غزة يحصلون على جائزة اليونسكو العالم


.. أوروبا : ما الخط الفاصل بين تمجيد الإرهاب و حرية التعبير و ا




.. الأمم المتحدة: دمار غزة لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية ا