الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب الفلسطيني على موعد مع 15 آذار( مارس)يوم الغضب الشبابي والجماهيري

طلعت الصفدي

2011 / 3 / 4
حقوق الانسان


الشعب الفلسطيني على موعد مع 15آذار ( مارس )
يوم الغضب الشبابي والجماهيري

يقولون آذار أبو الزلازل والأمطار، الطبيعة البكماء والخرساء والعمياء تنتفض في هذا الشهر، تغير نظامها الكوني والموسمي، وتجري انتخاباتها السنوية، والمتنفذون في الحكومتين يسلبون حق شعبنا الفلسطيني في انتخابات رئاسية وتشريعية كل أربع سنوات، وانتخابات المجلس الوطني تحت ضغط الحكم والسلطة، والمصالح الخاصة والفئوية المقيتة، ويتهربون من استحقاقها تحت حجج واهية، وكل منهم يدعي انه الشرعي، ويراهن أن تكون المتغيرات الأخيرة في العالم العربي والإسلامي إلى جانبه، يعمقون الانقسام الكارثي بين جناحي الوطن بقوة القهر والسلاح، وتعجز مكونات المجتمع المدني، وفي مقدمتها القوى السياسية يمينها ويسارها، والحركة النقابية العمالية والمهنية عن ممارسة الضغط وإحداث التغيير، وأخذ زمام المبادرة، في حين يواصل الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنوه باغتصاب الأرض والسكان والمقدسات الإسلامية والمسيحية، تحت بصرهم وسمعهم وفؤادهم، وضمير العالم لم يفق بعد، وتتصاعد الدعوات المحمومة للمسئولين العسكريين والسياسيين الأمريكيين، للتدخل الأجنبي في المنطقة لضمان مصالحها المالية والنفطية والعسكرية، ولمنع أي تغيير حقيقي يمس أمن إسرائيل ووجودها.

هل سيكون لرياح التغيير الديمقراطي، والثورات الاجتماعية التي قادها الشباب المتمرد، والغاضب في تونس ومصر وليبيا واليمن والجزائر والبحرين والعراق، ولاحقا أنظمة الاستبداد الأخرى، تأثيرها المباشر على الحركة الشبابية والجماهير الفلسطينية، وتعطي دروسا للقوى السياسية التي تتخلف عن مبررات وجودها، أو تلك القوى التي تحاول السيطرة عليها وقمعها بدلا من العمل على دعمها وإسنادها، وحشد كل الطاقات من أجل إسقاط مشروع الانقسام ورموزه، والتمسك بالشعارات المركزية ( الشعب يريد إسقاط الانقسام – الشعب يريد الانتخابات – الشعب يريد إنهاء الاحتلال).

الشعب الفلسطيني شبيبته ونسوته، عماله وفلاحوه، مثقفوه وكتابه، فقراؤه ومهمشوه على موعد مع يوم 15 آذار 2011 يوم الغضب الشعبي والشبابي في الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان وسوريا والأردن وكل أماكن تواجده، خصوصا أن شهر آذار ( مارس ) يحمل في ثناياه وبين ضلوعه دلالات وطنية كفاحية من التاريخ الفلسطيني، ويزخر بأكثر من ميلاد ثورة.......

فالهبة الجماهيرية في قطاع غزة في الأول من مارس عام 1955 بقيادة معين بسيسوالقائد التقدمي الكبير، والشيخ فتحي البلعاوي ضد مؤامرة توطين اللاجئين الفلسطينيين في سيناء، تستمر عشرة أيام متواصلة، تجبر الحاكم العسكري المصري على الفرار إلى العريش، ويستشهد أكثر من 35 شهيدا على رأسهم الشهيد حسني بلال، والطالب الثانوي أديب يوسف طه, ويسقط مشروع التوطين. السابع من آذار(مارس)1957 انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة تحت ضغط الإنذار الروسي الشهير. الثامن من آذار(مارس) - عيد المرأة العالمي - تنتفض المرأة الفلسطينية ضد الاحتلال، والظلم والقهر الاجتماعي، تؤكد مشاركتها الكاملة في الكفاح الوطني والديمقراطي وفي يوم الغضب في 15 آذار(مارس) مع شعبها. الرابع عشر من آذار(مارس)1957 عودة الإدارة المصرية إلى قطاع غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي من سيناء وغزة . الحادي والعشرون من آذار(مارس) عام 1968معركة الكرامة التي خاضتها حركة المقاومة الفلسطينية بالمشاركة مع الجيش الأردني، تستعيد الكرامة الفلسطينية والعربية بعد هزيمة الأنظمة والجيوش العربية في حرب 1967. أخيرا وليس آخرا الثلاثون من آذار(مارس) 1976 ( يوم الأرض الخالد ) الغضب الشعبي والجماهيري دفاعا عن الأرض، تلتحم الجماهير الفلسطينية داخل الأرض المحتلة عام 1948 مع الجماهير في الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات ضد سلب الأرض وتهويدها، مؤكدة على وحدة الشعب والأرض والقضية .

إن موعد الشعب الفلسطيني مع الخامس عشر من آذار ( مارس ) 2011مع الاعتصام الشبابي والجماهيري السلمي، مع الغضب الشعبي ضد الانقسام، واستعادة وحدته ونظامه السياسي، وروحه الكفاحية، تنطلق من التجمعات الشعبية، من الأسواق والجامعات ودور العبادة، والنوادي والبيوت، ومن كل مكان ليعلن الجميع وبصوت واحد وموحد: ليسقط الانقسام، ليتوحد الشعب حول ثوابته الوطنية والاجتماعية والديمقراطية، متحدية كل محاولات تعطيلها أو التعامل معها باستخفاف، فهل تلتحم كل السواعد والعقول من أجل انتصارها، وتحقق أهدافها كمقدمة لمواجهة العدو الحقيقي لشعبنا الفلسطيني، وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني، ولتلتحم مع الثورات الشبابية والجماهيرية العربية من أجل كنس كل النظم الاستبدادية، والتصدي للهيمنة الأمريكية – الإسرائيلية في المنطقة؟؟

طلعت ألصفدي غزة – فلسطين
الجمعة 4/3/2011
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية