الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليوم أصلاح النظام وغدا إسقاطه

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2011 / 3 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو أن الحكومة العراقية تحاول اللعب على مختلف الحبال والالتفاف على المطالب الشعبية من خلال إصلاحات شكلية لا تؤدي للتغيير الجذري ،فبعد جمعة الغضب الدامية أقدم رئيس الوزراء العراقي على إصلاحات أقل ما يقال فيها أنها ضحك على الذقون ،فالشعب العراقي ليس بحاجة لفتات الموائد ومكارم القادة وهو قادر على ممارسة حقه القانوني وإجبار السلطة الحاكمة ليس الانحناء للعاصفة وإنما السير إلى آخر الطريق،فقد كانت مطالب الجماهير واضحة وشعاراتهم معقولة فهم يطالبون بإصلاح النظام ومحاسبة المفسدين وتحسين الخدمات وجميع هذه المطالب حق مشروع لا يمكن تسويفه أو التحايل عليه ،وبدلا من قيام السلطة بالإصلاح اتخذت إجراءات باهتة لا ترقى لحجم الخراب الذي يعاني منه العراقيون.
أن أجراء انتخابات مبكرة لمجالس المحافظات في ظل قانون انتخابي عادل وإقصاء المحافظين الفاشلين والإتيان بشخصيات وطنية كفوءة قادرة على القيام بواجباتها ومحاكمة المفسدين واسترداد الأموال المنهوبة وتشكيل حكومة خدمات مصغرة من الكفاءات العلمية والدراية وليس من الحزبيين الفاشلين كفيل بتأخير إشعال شرارة الثورة التي لابد أن تشتعل ذات يوم لتحرق الهشيم الجاثم على أعناق العراقيين.
لقد أثبتت المحاصصة الطائفية العرقية وحكومة النهب الوطني طيلة السنوات الماضية فشلها وآن للساسة العراقيين أصلاح العبث المقصود وإلا فان الشعب قادر على أخراجهم من اللعبة ومعاقبتهم حيث لا تنفعهم أي نجدة مهما كان وزنها وحجمها ،فالعراقي يريد الحياة الحرة الكريمة بعيدا عن الشعارات المرفوعة هذه الأيام والتي ثبت عقمها وعدم قدرتها على الإصلاح المطلوب وبالتالي فأن الكرة الآن في ملعب الحكومة ولن تنفعها محاولات سد الشوارع ومنع التجوال والقوات المدججة بالسلاح فأن صبر الشعب بدأ بالنفاذ والويل لمن يقف بوجه أرادة الشعوب.
أن ما يحدث في الشرق الأوسط رسالة لحكام بغداد على تغيير مسيرتهم والاتجاه لبناء الدولة المدنية الديمقراطية وإلا فان الشعب العراقي قادر على أخراجهم خاسئين مدحورين في القريب العاجل ومهما كانت التضحيات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الخيار للشعب
علي الشمري ( 2011 / 3 / 4 - 21:00 )
الاخ الكاتب أبا زاهد المحترم
مقالتك بالمختصر المفيد جدا ,فهذه مطالب عادلة ,اليوم يريد الشعب تصحيح أخطائه وهو صاحب الخيار الاول والاخير لتبديل الوجوه الكالحة من جوق الحرامية والسراق والاتيان بما هو اكفأ وأنزه منهم لخدمة العراق والعراقيين والحفاظ على ثروات البلد وخيراته وسيادته,,لكن يا أخي العزيز أن الطواغيت دوما من الاغبياء ولم يأخذوا العبر والدروس المجانية من الشعوب التي تقدمها لامثالهم من المستبدين في محيطنا الملتهب هذه الايام لحرق الانظمة الفاسدة.
تقبل تحياتي


2 - الاخ العزيز محمد علي
ناصر عجمايا ( 2011 / 3 / 4 - 22:58 )
تحياتي
تمنياتنا لك بالصحة الدائمة
موضوع جيد يستحق التقدير ، نتمنى لشعبنا الوعي لمصالحهم ، لان هؤلاء لا يستحقون البقاء في السلطة كونهم ، لا يتمكنون من معالجة الامور الحياتية الاجتماعية والاقتصادية أبدا ، وليس لهم برنامج عمل لتغيير وضع الناس ، مغادرتهم هو الافض لهم باقرب وقت وللشعب كذلك.. محبتي لك وللقراء الكرماء


3 - رد
محمد علي محيي الدين ( 2011 / 3 / 5 - 16:22 )
الأخ الكريم علي الشمري
نعم هؤلاء لا يريدون الأعتبار بالنهايات لمن سبقهم ممن سلكوا طريق التسلط والأيام القادمة ستكون الحاسمة في المواجهة الكبرى معهم وأما الرضوخ لأرادة الشعب أو السفر في طريق الصد ما رد
العزيز ناصر عجمايا
تحياتي وشكري لمرورك الكريم
يبدو أن عض الأصابع التي أوصلت هؤلاء للسلطة سيثمر ولن تتوقف التظاهرات حتى أصلاح النظام والألتفات لمطالب الشعب والا فالنتائج ستكون غير محمودة العواقب ولن يشفع لهم أحد

اخر الافلام

.. نزوح 300 ألف من رفح.. واشتباكات ضارية بين القوات الإسرائيلية


.. لا تنسيق مع إسرائيل بمعبر رفح.. القاهرة تعتبر اتفاقية السلام




.. السير نحو المجهول.. مأساة تهجير جديدة تنتظر نازحي رفح الفلسط


.. الخلافات تشعل إسرائيل..غضب داخل الجيش الإسرائيلي من نتنياهو




.. موكب أمني لحماية المغنية الإسرائيلية -إيدن جولان-.. والسبب -