الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ثورة الحرية والكرامة المجلس التأسيسي ليس مهمة من مشمولات بقايا الدكتاتورية والقوى الليبرالية والإصلاحية

بشير الحامدي

2011 / 3 / 4
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


في ثورة الحرية والكرامة المجلس التأسيسي ليس مهمة من مشمولات بقايا الدكتاتورية والقوى الليبرالية والإصلاحية

إن حصر أهداف الثورة ومهماتها في بعد واحد هو البعد السياسي والذي يكثفه شعار المجلس التأسيسي دون إعتبار بعدها الاجتماعي، وإقصاء قوى الثورة الحقيقية من الفعل في المرحلة الإنتقالية والتي نصبّت نفسها وصيّة عليها بقايا الدكتاتورية ممثلة في رئيس الوزاء وريئس الجمهورية اللاشرعيين سيجعل مهمة إنجاز المجلس التأسيسي مهمة من مشمولات بقايا الدكتاتورية والقوى الليبرالية والإصلاحية. إنه بمثل هذا التمشي سيفرغ مطلب المجلس التأسيسي من كل محتوى ومن كل دينامية تعكس بالفعل إرادة الشعب لأن بقايا الدكتاتورية والليبراليين والإصلاحيين والإنتهازيين من كل شاكلة هم الذين سيرتبون كل القوانين والإجراءات والترتيبات التي ستفضي لإنتخاب هذا المجلس. إن المطلب الأول من مطالب الجماهير ومن مطالب الثورة والذي هو حكومة مؤقتة من دون التجمع ومن دون الشخصيات التي تبوأت مناصب في عهد الدكتاتور أو ساندته تحضر لإنتخاب مجلس تأسيسي يفضي لسلطة تعكس إرادة الشعب وتواصل مهام الثورة مازال قائما. إن القفز على هذا المطلب والإعتراف ببقايا الدكتاتورية لإدارة شؤون البلاد في ظل المرحلة الإنتقالية في أعلى هرم سلطات القرار في الحكومة وفي الدولة وفي التحضير لإنتخاب المجلس التأسيسي سيجعل منه، ومنذ البداية، مجلسا مجردا من كل محتوى ديمقراطي وشعبي، لأن قوى الثورة ستكون خارج دائرة الفعل والتأثير. إن بقاء السلطة بيد بقايا الدكتاتور سيجعل من هذا المجلس جهازا بيد القوى البرجوازية والليبرالية المعادية في الأساس لكل ديمقراطية حقيقية، جهاز لا يختلف في شيئ عن كل البرلمانات البرجوازية التي نعرف دورها التضليلي المعادي للعمال وللأغلبية الممثلة للشعب والمتمثل في إضفاء طابع من الديمقراطية الزائفة على دكتاتورية الطبقة البرجوازية على كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
إن مطلب الجماهير ومهمة الثورة السياسية المكثفة في مطلب المجلس التأسيس تفترض لتحقيقها دينامية مرتبطة بالثورة وبالقوى الحقيقية للثورة دينامية تعبر بحق عن إرادة الشعب في أن يؤسس لسلطة شعبية قائمة على مؤسسات بالفعل ديمقراطية تكون الكلمة الأولى والأخيرة فيها والقرار بيد الشعب أي بيد الأغلبية المكونة من العمال ومن الفئات والشرائح الإجتماعية المفقرة والمهمشة غير المستغِلة. إن كل تحقيق لمطلب المجلس التأسيسي خارج هذه الدينامية ما هو في الأخير إلا مسعى لوقف الثورة دون تحقيق مطالبها السياسية والاجتماعية، والتفاف عليها ومواصلة لنظام بن علي بدون بن علي ومنع الأغلبية التي أطاحت به يوم 14 جانفي من إرساء سلطتها وتكريس النظام السياسي الذي ترتئيه .
ـــــــــــــ
بشير الحامدي
تونس في 4 مارس 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سيدي الحامدي
رويدة سالم ( 2011 / 3 / 4 - 19:16 )
أتفق معك سيدي لكن هل يمتلك الشعب ما يكفي من الوعي السياسي والقوة التنظيمية
لفرض سلطته واسترجاع ما هو أصلا من حقه
أم أن سنين الخضوع والتبعية للنظام السابق بوجهيه تعرقل هذه المشاركة الفعالة .
لا أشك بالوعي السياسي العام للشعب لكن هل بلغ حسب رايك المستوى الكفيل بضمان عدم تجاوزه والتلاعب معه في مطالبه الاساسية من طرف ممثلي الجزب الحاكم المخلوع
أخاف ان يكون مسعانا نحو الديموقراطية مجرد حلم سنفيق بعده على وجه جديد من دكتاتورية الدولة

مع ودي واحترامي


2 - إلى السيدة رويدة سالم
بشير الحامدي ( 2011 / 3 / 5 - 09:40 )
نتائج كل ثورة هي في الأخير تحددها موازين القوى بين الطبقات أثناء أثناء الصراع ودرجة وعي كل طرف بمصالحة والدفاع عنها وتحقيقها. في ثورة الحرية والكرامة ومنذ إنطلاق الإحتجاجات كان هناك طرفان في الصراع جبهة الشعب من جهة والممتكونة من الأغلبية الساحقة من الشعب ـ العمال والفئات والشرائح الشعبية المفقرة ـ والتي لا مصلحة لها في تواصل نظام بن علي وجبهة أعداء الشعب والتي على رأسها مافية المال والأعمال والفساد المرتبطة بالإمبريالية العالمية . هذا التناقض والذي إحتد بمرور الوقت أدى إلى الإطاحة بالدكتاتور ولكنه ولضعف وعي وتنظم الحركة الشعبية لم يقدر على الإطاحة بالدكتاتورية وحل كل اجهزتها.
ــــــ


3 - إلى السيدة رويدة
بشير الحامدي ( 2011 / 3 / 5 - 09:42 )
تابع
ـــ
. إن الصراع و منذ 14 جانفي تاريخ فرار الدكتاتور يدور حول هذه المسألة فمن جهة نرى الجماهير مصممة في المضي قدما في إتجاه الإطاحة بالدكتاتورية وحل كل أجهزتها بينما تعمل بقايا نظام بن على وأجهزته على المناورة للإلتفاف على الثورة وتوقيفها لترميم النظام . تصميم الجماهير أطاح بحكومتين في فترة وجيزة ولكن لعوامل موضوعية وذاتية سياسية وتنظيمية وفي علاقة بالحركة السياسية الديمقراطية والتقدمية التي ظلت عاجزة عن الإرتباط بالقوى الحقيقية للثورة والإنفصال عن الليبراليين والإصلاحيين والبيروقراطية النقابية مازالت الجماهير تخوض هذا الصراع دون معبّر سياسي مرتبط بها ومستقل عن بقايا النظام ومسانديه . في كل الحالات إذا لم لم تتمكن قوى الثورة من تجاوز هذا الضعف فإن النتائج في الأخير لن تكون إلا في صالح الطبقة البرجوازية حتى وإن نظمت إنتخابات لمجلس تأسيسي لأن هذا المجلس ستحظر له بقايا النظام ولن يكون في الأخير إلا أداة من أدوات النظام البرجوازي مجلسا مجردا من كل محتوى ديمقراطي وشعبي، لأن قوى الثورة ستكون خارج دائرة الفعل والتأثير.


4 - سيدي الحامدي
رويدة سالم ( 2011 / 3 / 5 - 12:04 )
قلت سيدي الكريم: نتائج كل ثورة تحددها موازين القوى بين الطبقات أثناء الصراع ودرجة وعي كل طرف= جميل جدا وأتفق معك في هذه الجزء من الرد لكن هل لي ان أسئل
أليست الثورة هي قطع نهائي وجذري مع القديم ليصبح الوضع بتونس لا يعدو ان يكون هبة او في اقصى الحاللات انتفاضة شعبية تغيرت فيها بعض الوجوه لكن تم الحفاظ على مصالح البرجوازية بل وحمايتها في حين وقعت السخرية من الشعب ببرنامج المجلس التأسيسي فهلل وقبل بتأجيل مطالبه الملحة فبالنهاية قلة الوعي السياسي ستجعله يمل اللعبة ويعود لنسقه المعتاد؟
أم اننا نطالبه بأكثر من طاقته فبالنهاية قرون من الخضوع لأرهاب التراث والتتريك والاستعمار وفترتين رئاسيتين دكتاتوريتين تجعل أمثالنا يحلقون في عوالم خيالية بعيدة كل البعد عن واقع لا يطالها بأي وجه من الوجوه؟
أم أن هناك عامل لم يتطرق اليه المنظرون كماركس مثلا وهو المد التقافي القوي الذي يسرع الضرف الموضوعي ويجتاح العالم بفضل الانترنيت وتطور تبادل المعلومات وهو من سيصنع الفارق بين واقع قهري للتونسي والشعوب في البلاد العربية الثقافة عموما وأمل في الخلاص وبناء ديموقراطية ستطيح بالرأسمالية والبرجوازية القذرة؟
مع ودي

اخر الافلام

.. غالانت: لدينا مزيد من المفاجآت لحزب الله.. ماذا تجهز إسرائيل


.. مظاهرات عالمية ضد الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان




.. مروحية إسرائيلية تستهدف بصواريخ مواقع على الحدود مع لبنان


.. سعيد زياد: الحرب لن تنتهي عند حدود غزة أولبنان بل ستمتد إلى




.. قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية على شقة في بطرابلس شمال لبنان