الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شاسعة جدا ، كالبياض ..

عبد العظيم فنجان

2011 / 3 / 4
الادب والفن


" قصيدة نثر عن الفن والحب "
...............................................................


هذا القرصان ،
القرصان ،
القرصان المخبول ، الذي خطفكِ برهة ، لم يجدكِ على السرير ، عندما دخل غرفته ، مخمورا بانتصاره على قلة حيلتي ، ساعة كنتُ منحنيا لعاصفة جمالكِ التي هبّت في مخيلتي ، وأنا أنحتكِ عارية في الهواء الطلق .

لن يفهم ، حين جردكِ من الثياب ، أنكِ امرأة كلُّ مَن مسّها بنظرة ، سوى نظرة الفن ، تبخرتْ من مسامها خواطري التي ابتكرتكِ وفق إيقاعها ، فلا يعثر فيكِ على الشيء
الذي أغواه في أن يسرقكِ :

كل ذئب حاول انتزاع قبلة من شفاهكِ شقـّق العطشُ شفاهه .
كلّ ثعلب نطقَ باسمكِ تحوّل إلى غبار.

آه ، هذا القرصان ..
القرصان الذي لم يستطع الإفلات من قبضة غربته .
هذا القرصان الذي يطاردني ، لأنكِ عندي ، ساعة يراكِ عنده .
الذي يعتقد أن بمقدوره أن يخنق الهواء .
الذي يخطط لغلق العالمَ بالمفتاح ، ورمي المفتاح إلى قاع البحر :
الذي يفكـّر أن أنفاسكِ لم تعد تجد الطريق إلى رئتي .
الذي ..

..لم يجدكِ حين تجرد من ثيابه ونام عاريا إلى جواركِ : وجد أحجارا لا غير ، لأنني خلقتكِ لتناسبي فكرتي عن امرأة لا مكان لها في عالمه الهش : عالمه الذي يقذفكِ من نوافذه إلى عالم ليس مؤهلا لأن يستضيف هواءُه شهيقكِ وأنتِ خائفة ، أو زفيركِ وأنتِ سجينة شجرة تقايض أعشاش عصافيرها بإطلاقة فاسدة .

ولأنكِ لي ، وحدي : فكرتي التي تمشي على الأرض ، وهبتُكِ الحياة ، ثم سلبتها ، لأتركَه يضرب برأسه حيطان غرفته ، حائطا بعد حائط ..

ربما آن أن أرسمه يجوب الطرقات ملطخا بهزيمةٍ لم يلحقها به أحد من قبل :
آن أن أبعثكِ حية ، في هذه القصيدة :
ناصعة الروح ،
نابضة كقلب الطفل ،
و شاسعة جدا ، كالبياض ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل الزوايا - الفنان أيمن الشيوي مدير المسرح القومي يوضح استع


.. كل الزوايا - هل الاقبال على المسرح بيكون كبير ولا متوسط؟ الف




.. كل الزوايا - بأسعار رمزية .. سينما الشعب تعرض 4 أفلام في موس


.. رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة يوضح الاستعدادات لعرض افلام




.. سعيد زياد: الجيش الإسرائيلي أمام مأزق كبير والمخرج الوحيد هو