الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عمر سليمان إختصر مصر في إخوان و أقباط

أحمد حسنين الحسنية

2011 / 3 / 4
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


في مقال : الإخوان لا يريدون إسقاط النظام ، أشرت إلى الصفقة الجديدة ، و غير المكتوبة ، و غير المباشرة ، أيضا ، بين الإخوان ، و بين النظام الحاكم الحالي ، الذي يقف على رأسه عمر سليمان ، و إن وقف وراء الستار .
أما في هذا المقال فسأركز ، بإذن الله ، على أهم معلم لتلك الصفقة التي جرت بين الإخوان ، و عمر سليمان ، فأشير إليه ، و أرصد نتائجه .
في الأيام الأولى لإعلان المجلس العسكري ، الحاكم الصوري لمصر ، عن تعديل الدستور ، إرتفع صوت الأقباط بضرورة وجود ممثل لهم ، يعادل وجود ممثل للإخوان ، فكان أن أشارت السلطة لوجود عضو قبطي في اللجنة ، و كهذا أصبح النظام يعترف بوجود لونين فقط للشعب المصري : أخوان ، و اقباط .
الأقباط يدور رقمهم حول عشرة بالمائة من السكان ، يزيد قليلا ، أو ينقص قليلا ، و هذا معناه أن البقية المتبقية من الشعب المصري أصبح ممثلها هو الإخوان .
تسعين بالمائة تقريبا من الشعب المصري ، أصبحت إخوانية ، رغما عنها .
و هكذا ، و بما إنني مسلم ، و الحمد لله ، أصبح ممثلي ، و رغما عني ، هو الممثل الإخواني ، و هذا ينطبق على كافة مسلمي مصر .
إنها عملية ضم جماعي قسري لجماعة الإخوان ، لا أعتقد إنه حدث مثيل لها في التاريخ المصري .
إنه أمر ، و إن كان يثير الضحك ، إلا أنه مؤشر خطير ، يدل على المستقبل الذي ستشهده مصر ، في ظل الصفقة غير المباشرة ، بين الإخوان ، و عمر سليمان ، التي سبق أن أشرت إليها في مقال : الإخوان لا يريدون إسقاط النظام .
أهم معلم للصفقة ، و أخطرها ، ليس إعتراف النظام بجماعة الإخوان ، و لا ما سيحدث في المستقبل بالسماح لها بتأسيس حزب ، و إصدار صحيفة - فكل هذا حق لجماعة الإخوان لها أن تأخذه مثل غيرها - و لا حتى في ترك ثلث مقاعد البرلمان لها ، و تعيين وزراء منها ، ما يشكل أهم معلم للصفقة ، فهذا ربما من الممكن أن تحققه جماعة الإخوان كنتيجة لإنتخابات حرة ، و بدون أي صفقة ، على الأقل في البداية حيث المنافسة ضعيفة ، بسبب إنفرادها لعقود بساحة العمل السياسي المعارض .
أهم معلم للصفقة ، و أخطرها ، هو ما ذكرته في ذلك المقال المشار إليه آنفا ، و هو عملية المقاسمة التي ستتم بين الإخوان ، و نظام عمر سليمان ، فالسلطة ستكون لنظام عمر سليمان - و إن بقى عمر سليمان وراء الستار - و المعارضة ، و الأهم المجتمع المصري ، للإخوان ، مع إستبعاد الأخرين ، أو إضعافهم ، و ما حدث من فرض ممثل الإخوان على مسلمي مصر ، ككمثل لهم في لجنة تعديل الدستور ، مؤشر ملموس على ذلك .
إعتراضي على فرض الممثل الإخواني علي كمواطن مصري مسلم ، أو قل إعتراضي على ضمي قسرا للإخوان ، أو فرض التابعية الإخوانية علي ، لا يخرجني من الإسلام ، و لا يمس إسلامي ، لأن الإخوان لا يحتكرون الإسلام ، فالإسلام دين فردي ، لا يعترف بالمؤسسات الكهنوتية الدينية ، و لا تحتويه أي مؤسسة سياسية ، أو ثقافية ، إنه دين يعتمد على العلاقة المباشرة بين الإنسان و الله ، بدون واسطة ، و أيضا بدون وصاية ، و يمكن في هذا الشأن مراجعة مقال لكاتب هذه السطور عنوانه : هل ستغلق القلوب أيضا ؟
الإخوان جماعة سياسية - ثقافية ، و ربما إجتماعية أيضا ، لها برنامج سياسي ، و ثقافي ، و ما إلى ذلك ، وأرى إنها لا تتماشى في برامجها ، و لا في سياساتها ، مع ما أراه ، و أعتقد إنه الصواب ، و على سبيل المثال فقد سبق لي أن إعترضت ، في مقالات عديدة ، على الكثير من تصرفات حماس - و هي الفرع الفلسطيني لجماعة الإخوان - و التي تمت بضوء أخضر - غير مباشر - من عمر سليمان ، و هي تصرفات كانت تلقى ترحيب ، و دعم ، الفرع المصري للإخوان .
بإختصار : أنني أؤمن بأن جماعة الإخوان لا تعتبر الممثل الوحيد للمسلمين في مصر ، و لا تتوافق في برنامجها النظري ، و لا في تطبيقاتها العملية ، مع وجهة نظري الشخصية ، المنشورة كتعريف شخصي ، في صفحتي الشخصية ، و لا كذلك مع وجهة نظري السياسية التفصيلية التي تعبر عنها الوثيقة الأساسية للحزب الذي أنتمي إليه : حزب كل مصر .
أي أرى أن جماعة الإخوان غير قادرة على النهوض بالمجتمع المصري ، و لا قادرة على قيادة مصر الدولة إلى الأفضل ، و لا على ضرب المثل الأفضل في المنطقة .
إنني أرى مستقبل لا يبشر بأي خير ، لو إستمرت الصفقة غير المباشرة التي تمت بين الإخوان ، و عمر سليمان ، سارية .
إنها صفقة على حساب حاضر الشعب المصري ، و على حساب مستقبل مصر .
تلك الصفقة - التي ظهرت أولى ثمارها في تشكيل لجنة تعديل الدستور - تزيدني إصراراً على الإستمرار في المناداة بضرورة إستكمال الثورة ، التي إنفجرت في الخامس و العشرين من يناير 2011 - و هي الثورة التي لم تكن أبداً إخوانية - و ذلك بهدف تأسيس ديمقراطية حقيقية ، تتسع فيه حرية الإختيار للشعب المصري ، و تتنافس فيها كافة الأطياف السياسية ، بحرية ، و عدالة .

حزب كل مصر
تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر

04-03-2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت