الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورات العربية خيبت آمال ثلاثة !

مكارم ابراهيم

2011 / 3 / 5
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


نعم لقد خيبت الثورات العربية أمال الغرب واسرائيل وبعض من العرب المتخاذلين. فمازالوا هؤلاء وحتى هذه اللحظة في صدمة مما يجري في العالم العربي ولايسستطيعون استيعاب رياح التغيير التي عصفت بالانظمة العربية واقتلعت جذور الطغاة بحيث اننا لانرى ملامح الفرح على وجوههم بعد انتصار ارادة الشباب العربي المثقف على حكوماتهم المستبدة واصرارهم على تحقيق مطالبهم الانسانية المشروعة ولكننا نرى بكل وضوح الرعب الذي يشدهم ويحصر كل تفكيرهم وقلقهم بخوفهم من صعود جماعة الاخوان المسلمين الى السلطة وتاسيس ايران ثانية متناسين بان من صنع الاسلام السياسي هم انفسهم ويتجاهلون ان امريكا هي من دمج الاسلام بالسياسة عندما سلحت جماعة بن لابن للقضاء على الشيوعيين السوفيت العدو الند لها . اما الرعب الثاني الذي يقلقهم فهو مامدى تاثير هذه الثورات العربية على الصراع العربي الاسرائيلي . ومامدى تغيير سير المواجهات العربية مع اسرائيل فمن الملاحظ بان منحى هذا الصراع قد تغيير بعد انفجار الثورات العربية وخاصة بعد سقوط اكبر نظام عربي يحرس اسرائيل وهذا قد ساعد على وضوح رؤية المواجهة للشباب العربي مع اسرائيل الذي كان يستنزف ويتراكم باتجاه القمع الذي يواجهونه من الحكام العرب وهذا واضح جدا في مواقع الفيسبوك .اما اهم التغييرات التي حدثت هنا . فمن المعلوم لدى الجميع بان المنظمات الفلسطينية كانت تعاني من الانقسامات وكانت على وشك الانفجار خاصة بعد ان كشفت قناة الجزيرة عن وثائق تدين الحكومة الفلسطينية ولكن بعد اندلاع الثورات العربية وسقوط الانظمة العربية التي تحمي اسرائيل بدا الشباب العربي في كل الاقطار بتناول قضية الصراع العربي الاسرائيلي بطريقة وبروح وطنية جديدة لم نلمسها منذ زمن بعيد ومن الملاحظ ان الغالبية من الشباب الفلسطيني اليوم يسعى الى توحيد الصف وتجاوز الانقسامات والخلافات على نهج إخوتهم في تونس ومصر وليبيا لتحقيق اهدافهم.
كما انهم صرحوا بعدم معرفتهم بنوع المساعدة التي عليهم للدول التي اطاحت بانظمتها وبالاخص نوع المساعدة التي عليهم تقديمها للشعب الليبي وهو يواجه المجازر الوحشية ويتصورون ان التدخل العسكري هو المساعدة الفعلية متناسين مايحدث في العراق .ولم يفكروا بمساندة جمعيات حقوق الانسان من اجل الافراج عن الالاف من المعتقلين السياسيين الذين تم تعذيبهم في سراديب واقبية وزارة الداخلية في الدول العربية .
لقد كانت هذه هي بعض الملاحظات التي خرجت منها للندوة المسائية التي حضرتها البارحة في كوبنهاكن والتي نظمتها منظمة الشباب العربي الدنماركي حيث سلطت الضوء على الثورات العربية . ولقد كان من بين المحاورين كل من النائبة في البرلمان الدنماركي السيدة يلدز اكدوكان ذات اصول عرقية تركية وكل من الاستاذ حنا زيادة والاستاذ فتحي العبد .
ومن الملاحظ ان البعض يتصور ان هذه الثورات موضة عصرية ولكن في حقيقة الامر بان خوف الجماهير العربية من قمع الحكام العرب السفاحين الذين لايتوانون عن المجازر والابادة الجماعية للحفاط على السلطة هو ماجعل هذه الجماهير تتردد في الانتفاضة ولكن عندما شاهدوا نجاح الشباب التونسي تشجع الشباب المصري الذي شجع بدوره الشباب الليبي وبقية الدول العربية واكيد شعارهم كان واحدا لان قمعهم كان بنفس الطريقة.

لقد اثبتت هذه الثورات العربية للعالم الغربي وللحكام العرب الى جانب بعض العرب المتخاذلين الذين كانوا يصبٌحون ويمٌسون بكتاباتهم العفنة بالتهكم على الجماهير العربية بانهم متخلفين وسلبيين ويتعاطفون مع الحاكم المستبد ويعانون من امراض نفسية . لقد اثبت الشباب العربي المثقف لهؤلاء الكتاب العرب بانهم غير متعاطفين مع حكامهم المستبدين وغير مصابين بمتلازمة استوكهولم وعقدة كيس الحاجة . نعم هؤلاء شباب الثورة يحملون جينات البدو وصفات البداوة التي لم تروق لكم ولم تستطيع عقولكم ان يطلق عليهم انهم خير امة اخرجت للناس . لقد خابت كتاباتكم المسيئة للشعوب العربية والمناضلة التي رفضت الاستكانة ولم تتعاطف مع جلاديها كما كتبتم وكسرت اقلامكم وحبطت اهدافكم.
فسحقا لكتابات هؤلاء الذين لايشرف شباب ثورة الفيسبوك وثورة البوعزيزي وثورة 25 يناير وثورة 17 فبراير ان ينتموا اليهم او يكتبوا عنهم.
اما نحن فنقول المجد لكل الشهداء الذين سقطوا في هذه الثورات السلمية و دمائهم لن تذهب سدى ونقول للشباب العربي الثائر على الطغاة والذي يحمل جينات البدو والذي لايتعاطف مع جلاديه نقول لهم الف تحية ونحني رؤسنا لكم والف تحية لكل الذين خرجوا للشارع يصرخون بوجه انظمتهم المستبدة .
فالف تحية للمراة المنقبة والمحجبة التي خرجت للشارع وصرخت باعلى صوتها وطالبت باسقاط النظام جنبا الى جنب اختها السافرة والف تحية للطفل والشاب الذي خرج للشارع وهتف باسقاط النظام جنبا الى جنب الكهل والف تحية للعامل الكادح الذي خرج للشارع جنبا الى جنب اخيه المدير والاكاديمي الذي كان يهتف بجنب اخيه الامي والف تحية للمسلم الذي وقف بجانب اخيه القبطي والبهائي هم جميعا صنعوا هذا التغيير هم من اطاحوا بطغاتهم بلا دبابات امريكية ولا تدخلات عسكرية غربية ولا قوى معارضة تعيش في الخارج بل هم في الداخل هم من صنعوا الثورة ولن يسمحوا للتدخلات العسكرية الغربية التي تخفي وراء شعارات الديمقراطية الاحتلال ونهب النفط فلن يسمح هؤلاء السباب بان يكون هناك عراق ثاني في تونس ومصر وليبيا.

مكارم ابراهيم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يخيب آمال الديمقراطيين خلال المناظرة الأولى أمام ترامب


.. تهديدات إسرائيل للبنان: حرب نفسية أو مغامرة غير محسوبة العوا




.. إيران: أكثر من 60 مليون ناخب يتوجهون لصناديق الاقتراع لاختيا


.. السعودية.. طبيب بيطري يُصدم بما وجده في بطن ناقة!




.. ميلوني -غاضبة- من توزيع المناصب العليا في الاتحاد الأوروبي