الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى يكون الله ارهابي

اميرة بيت شموئيل

2004 / 10 / 13
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


بعد الاعتداء الغاشم على بعض الكنائس في العراق، ارسل لي احد الاصدقاء رابط يقود الى صفحة المجموعة التي اعلنت مسؤوليتها عن الاعتداء على الانترنيت، فقمت بفتح الصفحة كرغبة للاطلاع على اية وجهة نظر يمكن ان يفسر الاعتداء. عبارات , جاهلة متخلفة مجبلة بخلجات النفس الحاقدة والمتقوقعة في كيان ارهابي وقح متعطش للدماء حد التعفن و.( هنا الطامة الكبرى)، مغلفة بعبارات الله اكبر !!!!!.
(( الله اكبر ، نصر من الله . الله اكبر ، ضربناهم في عقر دارهم هؤلاء النصارى الكفرة، الله اكبر)) !!!!!!. وطبعا الموقع الارهابي يستقبل التعليقات التي تشجع الارهاب فقط ( لان الصديق ذكر لي بانه كتب تعليقا لاذعا لهم ولم ينشر تعليقه)، والتعليقات الارهابية كلها تبدأ او تنتهي او الاثنين معا بعبارة الله اكبر!!!!
لم يكن في الكنائس مسلحين ولم يكن فيها محتلين. اطفال ونساء وشيوخ ورجال دين رجال مدنيين مسالمين، لا يحمل احدهم اي سلاح، تجمعوا في بيوت الله يوم الاحد ( يوم القداس )، ليصلوا الى الله . هؤلاء من كانوا في هذه الكنائس في اليوم الذي يتبجح الارهابيون المسلحون، بضربهم في عقر دارهم واحراز النصر عليهم !!. الدور كانت دور الله، والزوار كانوا عزل وغير مسلحين، بالاضافة الى انهم كانوا ظاهرين للعيان اي غير متخفين او متسترين، بعكس المهاجمين، المسلحين والمتخفيين ، كالجبناء، خلف اللفاف الاسود. لا ادري لماذا يسيئوا الى اللون الاسود الجميل، بلف وجوههم المجرمة.
هذا الهجوم الجبان على الاماكن المقدسة ( بيوت الله ) في العراق، لم يشمل الكنائس فحسب، بل تعدى الى المساجد والاضرحة المسلمة المقدسة ايضا، اي ان الهجوم عشوائي اصلا. كما ان الارهاب لم يشمل المسيحيين في العراق فقط بل تعدى الى المسلمين واليزيديين والصابئة والشبك ايضا.
هكذا هجوم ارهابي لابد وان يكون صادرا عن جبناء ومتخلفين وكفرة كذلك. جبان لانهم يهاجموا اناس مدنيين لا يحملوا معهم اي سلاح، ومتخلفين لانهم عشوائيين وبلا اهداف، وكفرة لانهم يهاجمون بيوت الله واتباع الله.
فالكل يعلم ان الله لم يرسل للعالم نبيا واحدا فقط ولم يخص شعبا واحدا فقط ببركاته، في التعريف به والطريق اليه ، وليس لاحد الحق بالادعاء بانه هو الحق والاخرين على باطل. فلو اراد الله ان يخص شعبا واحدا ويقربه اليه ونبيا واحدا له لاكتفى باول نبي واول شعب خصه، من حيث ان الانبياء لايموتوا وتعاليمهم ايضا لاتزول.
اما هؤلاء الارهابيون، فلا اله يؤمنون به حقيقة، بالاضافة الى انهم يعادون الاله الوحيد الذي يعبده اتباع الديانات السماوية ( من ضمنهم المسلمين والمسيحيين في العراق) واعتداءاتهم الدموية على البيوت المقدسة ، تشهد على ذلك، ولكن المتشددين الذين يقفون ورائهم يدركون جيدا بانهم لم ولن تؤثر سياساتهم العنصرية المتشددة حتى على الشخصية البسيطة في العراق، اذا لم يغلفوا اجرام ارهابييهم بعبارة الله اكبر، لان هذه هي الحجة الوحيدة التي يمكن ان يقدمها المتشدد كتبرير لهذه الحماقات الدموية المتخلفة.
للاخوة الاكراد عبارة وداعية جميلة وواقعية ايضا، حيث تقول : خواتان لكَل، اي الهك معك. فعندما تودعهم بعبارة : خدا حافيز ( اي الله الحافظ)، يجيبوك بعبارة ( خواتان لكَل) . بهذه العبارة لخصوا مفهوما حقيقيا لواقع ايمان الانسان بالله.
هذه العبارة ( خواتان لكَل) تؤكد ان لكل انسان تصور وبالتالي ايمان خاص بالله . كيف؟
بالرغم من ان جميع اتباع الله على الارض ( اتباع الديانات السماوية) تقر بالاله الواحد، الا ان لكل انسان في هذه الديانات تصور خاص لماهية هذا الاله. هذا التصور، لابد وان طبيعة الانسان هي التي تساهم بشكل فعال فيه، وبالتالي يخرج الايمان متأثرا بهذا التصور والمتأثر بدوره بتلك الطبيعة. فالشخص ذو الطبيعة الديمقراطية والعادلة يصور الله كديمقراطي وعادل والشخص ذو الطبيعة المسالمة يصوره كمسالم، والانسان ذو الطبيعة المتشددة والهجومية يصور الله قائد حربي وارهابي و... (هنا الطامة الاخرى) يصور نفسه فريق ركن الله على الارض ، اما الارهابيين فيصورهم كجند الله الذين يجندهم تحت رعايته ( اي رعاية المتشدد) . اما الشخص الارهابي فهو كما قلنا، كافر لا اله يؤمن به، يعتبر الحياة غابة، لاتستمر حياته فيها اذا لم يقتل الاخرين.
نعم لكل شخص تصور وايمان خاص بالله ، تحدده طبيعته. ويمكن ايضا ان يتحول ايمان وتصور الانسان حسب تغيير طبيعته وظروفه.
صدام حسين حمل طبيعة الارهابي حتى اعتلى سدة الحكم، فقد قام بتصفية مخالفي خاله طلفاح وقريبه البكر، ثم قام بتصفيتهما ايضا ليصل الى الحكم، وبعدها تحول الى المتشدد، حيث وضع القوة المالية والمعنوية لتسخير طاقات الارهابيين من المجرمين والقتلى والحرامية ضد الشعب العراقي المغلوب على امره.
هذه الاختلافات في تصور الله موجودة في اتباع جميع الاديان السماوية، ولكل منها اتباع ومساندين، وتتوقف تأثيراتها حسب الدعم المقدم لها من الجهات العليا في المجتمع ( الحكومات). ففي المجتمعات التي يحضى المتشددين بالدعم والاسناد المادي والمعنوي من قبل الجهات العليا، نجدها تؤثر على الساحة العامة، اما مع الحكومات التي تحارب التشدد وتبعد عنهم الدعم المالي والمعنوي، نجد مجموعات التشدد قابعة في زاوية معينة بحيث لا تؤثر على المجتمع.
لا يستطيع احد في الوقت الحاضر ان يقطع الارهاب والاجرام في وطنه ، فهو موجود في كل البلدان، ولكن يمكن تطويقه في زاوية صغيرة جدا عندما تحجب الحكومات والشعوب دعمها المادي والمعنوي، للاطراف المتشددة التي تغذي الارهاب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صدمة في طهران.. لماذا يصعب الوصول لطائرة رئيسي؟


.. نديم قطيش: حادث مروحية رئيس إيران خطر جديد على المنطقة




.. البحث مستمر على طائرة رئيسي.. 65 طاقم إنقاذ وكلاب خاصة| #عاج


.. تحديد موقع تحطم طائرة رئيسي -بدقة-.. واجتماع طارئ للمسؤولين




.. مسيرة تركية من طراز- أكنجي- تشارك في عمليات البحث عن مروحية