الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التجمعات والتظاهرات في العراق بين الأمل والأحباط

شاكر الناصري

2011 / 3 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تابعت مثل غيري من العراقيين في داخل العراق وخارجه ، التظاهرات والتجمعات التي تم تنظيمها في مناطق ومدن مختلفة من العراق . تابعت الاصرارعلى نجاح التظاهرات والتجمعات بصورتها السلمية ومحاولة أقناع المتابع أو المشارك بأن من ينضمون التظاهرة والتجمع هم ابعد ما يكونون عن الأتهامات التي ساقها بحقهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ، الذي لم يجد أشنع من البعثيين والصداميين والتكفيريين كصفات منحطة ومرعبة يطلقها على من يشارك في التظاهرات أو يساهم في تنظيمها .

تابعت كل شيء حركة الناس وردود فعل السلطة وأجهزتها الامنية المختلفة ، أشاعاتها وأنتهاكاتها . ردود فعل المرجعيات الدينية وتحفضاتها ومخاوفها . الارباك وردود الافعال المستهجنة من لدن الشركاء في السلطة والذين سعوا للتملص من كل الجرائم والمهازل والفساد والأنتهاكات وأستلاب الحقوق الذي تعرض ويتعرض له العراقيون ، واقصد هنا التيار الصدري والقائمة العراقية وبعض الشخصيات السياسية كطارق الهاشمي والنجيفي وغيرهم من الذين وجدوا في التظاهرات والحركات الاحتجاجية والمطلبية فرصة للحط من قدر وقيمة غريمهم ومنافسهم في السلطة نوري المالكي والذي حملوه كل ما حدث ويحدث وأنه سبب كل المصائب التي حلت بالعراق من فقر وفساد ومحسوبية وأنعدام الامان والبطالة ....الخ .

تابعت ردود فعل من شاركوا في تظاهرات وتجمعات اليوم وبدأت أستشف مثل غيري تماما غمامة اليأس التي أحاطت بهم واذا ما كنا صح أم خطأ ؟

تابعت من يقول أننا نقلد المصريون وأن كل ما نقوم به نسخة مشوهة من أفعالهم وإن تظاهرات اليوم بلا هوية ولا راس مفكر . تابعت اليأس الذي أحاط بالبعض وكأننا وصلنا الى نهاية الطريق وعلينا أن نسلم أمرنا لجهة ما أعترافا منا بالخطيئة المرتكبة .
من المؤكد أن اية حركة كالتي حدثت في العراق وبالضروف التي يعيشها العراق وبالتدخلات السياسية الخارجية والاقليمية فيه أو بتدخل المؤسسة الدينية والعشائرية لابد وان تواجه عراقيل ومحبطات آمال كثيرة حتما ، الا أن ما تم حتى الان يعد أمرا مفرحا ويبشر بأننا وضعنا اللبنة الأولى . فما نحن أمامه الان جدار أصم يجب تحطيمه أو فتح منافذ تمكننا من العبور الى الجهة الأخرى ، الى جهة الأختيار الحقيقي دون أملاءات أو مخاوف . هذا الجدار هو السلطة والاحزاب الشريكة في الحكم ووطأة الحس القومي وعرف العشيرة والمؤسسة الدينية وحضور الطائفة بكل ما تحمله من معنى تعجيزي واقصائي . تجاوز هذا الجدار لابد وأن يوصلنا الى حقيقة ما تم طرحه الان ، أقصد المخاوف و التردد أوالأحباط في جزء كبير منه .

من اين جاء الأحباط والياس لشباب كانوا حتى يوم أمس شعلة من الأمل . من المؤكد أن ثمة عوامل كثيرة ساهمت في خلق هذه الحالة لكنها لم تقضي عليها مطلقا ، أولها ما مارسته الحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية من ممارسات أمنية مرعبة ومخيفة ، حظر التجوال ، قطع الجسور ، منع المتظاهرون من الوصول الى ساحة التحرير في بغداد ، الأعتقالات والاحتجاز لمن يرغب بالمشاركة ، تطويق ساحة التحرير باسلاك شائكة وأغلاق معظم المنافذ المؤدية اليها ، تهديد سكان العديد من مناطق بغداد من مغبة المشاركة في التظاهرات ، الهجوم السافر على الصحفيين والاعلاميين ،الدعايات التي قامت بها أجهزة الأستحبارات التابعة للحكومة داخل ساحة التحرير ، وجود بارز من حزب الدعوة بأعتباره حزب السلطة وفي بناية قريبة من ساحة التحرير للاشراف على ما يحدث وتوجية القوى الأمنية ، الدعوة التي أطلقها مقتدى الصدر للدفاع عن ليبيا ضد التدخلات الخارجية بكل ما تحمله من معنى وتأويلات لاتصب في النهاية الا في خانة الحد من التظاهرات أو تشويه مسارها . مناورات الأحزاب الشريكة في السلطة والعملية السياسية كما يسمونها ، فهذه الأحزاب سعت للبروز كمدافع عن حقوق العراقيين وحرياتهم ضد عسف وظلم نوري المالكي وحكومته !! ، دعوات شيوخ العشائر بعدم المشاركة في التظاهرات بذريعة أن من يشارك فيه هم من البعثيين والتكفيريين وأتباع القاعدة ، أنعدام جهة محددة تتحمل مسؤولية التظاهرة أو حتى مجموعة منظمات أو تجمعات واضحة المعالم .

كل ذلك أثر وسيؤثر بشكل كبير ومباشر على اي تحرك قادم وربما سيجعلنا نشعر بالعجز حتى قبل الاقدام على اية خطوة تهدف لتحسين الأوضاع التي نعيشها في العراق . ما تحقق اليوم والجمعة الماضية كان مران حقيقي لقدرتنا على التظاهر والأحتجاج المستقل والواعي ، لم تتحرك الجموع لأن قيادة حزب ما ارادت ذلك ، أو لأن مرجعية دينية أفتت بذلك . هو مران من أجل أن نعي قدرتنا على الفعل والتاثير في المجتمع وفي مواجهة سلطة مستغلة وفاسدة . مران من أجل أن نعي قدراتنا وقوتنا الحقيقية في التنظيم والتظاهر والأحتجاج السلمي وتوصيل المطالب . مران من أجل فهم معنى القيادة في مثل هذه الضروف . ما تحقق حتى الان يدفعنا للتفكير الجدي بما يمكن ان نقوم به غدا . أية خطوات نتخذ واي الاساليب والممارسات المدنية والمتحضرة تمكننا أن تحقق ما نريد ؟

ثمة مؤشرات لابد من الوقوف عندها ونحن نتحدث أو نقيم ما حصل هذا اليوم أو في الجمعة الماضية . مؤشرات مفرحة جدا وتدلل على أننا أناس نعي ما نقوم به .أبرز تلك المؤشرات أننا نتظاهر يوم الجمعة ولكن لانتخذ من موعد الصلاة ، صلاة الجمعة تحديدا بما تحمله من معان دينية وتحشيدية ، شعارا أو منطلقا لتحركاتنا ، بل نتظاهر قبلها بساعتين أو أكثر مما يدلل على أننا مدنيين وأن الهم أو الوهم الديني لايعنينا كثيرا وأننا اصحاب مطلب حقيقي وواقعي وأصيل بتعزيز ركائز الدولة المدنية في العراق لأننا نجد فيها الضمانة الواقعية والعقلانية لأحتواء كل ما يمتاز به العراق من أختلافات ثقافية ودينية ومذهبية وعرقية . وفي نفس الوقت نبين رفضنا لسلطة الدين أن كان ممثلا بأحزاب الاسلام السياسي أو بالمؤسسة الدينية ورموزها ومرجعياتها المختلفة، فلكل مرجعية حزب سياسي يمثلها بشكل عملي .
ما نحتاجه الآن وأكثر من اي وقت مضى هو الأستماع لبعضنا كتجمعات أو حركات مشاركة في نفس المسعى أو أشخاص يعنيهم الأمر . الاستماع من أجل التوصل الى فهم مشترك لما نريد وكيف يمكننا الوصول الى ذلك .

أننا ازاء حكومة لاتدخر وسعا من أجل القضاء على اي تحرك تستشعر فيه مخاطر تهدد وجودها حتى لو كان مطلبيا صرفا وأن هذا يحتم علينا ان نعي ممارساتها والأوهام التي تسعى لترسيخها بأنها مع الحق في التظاهر والأحتجا ج من أجل المطالب المشروعة بشكل جدي ، حقوقنا التي كفلها الدستور كما تقول . فما تقوم به حكومة نوري المالكي ، تقوم أو ستقوم به اي حكومة أخرى تواجه حركات حقوقية ومطلبية من الشعوب التي تحكمها .
ثمة أمل ، أمل كبير يبزغ الان في سماء العراق وعلينا أن نعززه بكل ما نملك من قوة وحضور . أنه أمل أن نمتلك ارادتنا وقدرتنا على رسم مصائرنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - للقوى الدينية:- لانحتاجكم لدينا الوعي
حميد كركوكي ( 2011 / 3 / 5 - 03:01 )
إي نعم العراقيون ليسوا ولم يكونوا يوما متأخرون فكريا مثل جاراتنا الفرس والترك والعرب ، العراق كانت منبر العلمية و جزيرة الوعي المعتزلي و الشيوعية الطبيعية ، فمثلا الطبقات الفقيرة الشيعية والسنية وحتى الكردية لهم نزعة و فكرة إبتدائية شيوعية و ذكية، لا أحس عداوة علنية من الجمهور العراقي للفكرالشيوعي مثلما وجدتها في خضون عيشي في إيران وتركية ، إن العامة في الشارع الأيراني والتركي أكثر تدينا وحماقة في إيداء الطقوس الدينية ، أعتقد ثورة 14 تموز 1958 كانت لها الأثر الفكري الكبير ، وليست مثل إيران التي أحمقت من قبل الشاه حيث كان يفاخر بحماقته الأسلامية و يزور مرقد موسى الرضى كل عام ، ويقول أنه { حلم بأن حضرة العباس بن علي أركبه الحصان بعد ان صقط في حرب ضد حزب التودة {الشيوعي الأيراني } هكذا نتيجة الخرة كانت بدلت بالزربة ! { خميني الأحمق الشيعي الهندي } يحكم إيران و ينتظرون المهدي لأنقاذهم و إنقاذ البشرية بعد أن يفيق من النوم في السرداب في سامراء و بعون الغباس إنشاءالله ، موت كرفكم ياعجم !! شلون مطايا هذولة الخرفة والترك أقرباء والدي هم أكثر حمقة كذلك..

اخر الافلام

.. إيران: ما الترتيبات المقررة في حال شغور منصب الرئيس؟


.. نبض فرنسا: كاليدونيا الجديدة، موقع استراتيجي يثير اهتمام الق




.. إيران: كيف تجري عمليات البحث عن مروحية الرئيس وكم يصمد الإنس


.. نبض أوروبا: كيف تؤثر الحرب في أوكرانيا وغزة على حملة الانتخا




.. WSJ: عدد قتلى الرهائن الإسرائيليين لدى حماس أعلى بكثير مما ه