الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رؤيا

طالب عباس الظاهر

2011 / 3 / 5
الادب والفن


قصة قصيرة

فجأة انتصب أمامي كعمودٍ من نور بهي، معترضاً سبيلي في بحر ٍ من الظلام والسكون...والمساء مازال رطباً ينث رذاذ المطر...ارتعدت بعنف فرائصي، وكدت أسقط أرضاً لشدة دهشتي وفزعي...صرخت بلا وعي:
- من أنت؟
ابتسم بعد مدة صمت...خلتها دهوراً من الفراغ...أجاب بهدوء تام:
- أنا النور
- صرخت بدهشة:
- النور؟!
ثم تساءلت بسرعة:
- ومن أين هبطت في هذه الساعة الرهيبة؟!
قال بهدوء أكثر عمقاً وهيبة:
- الحق ...إني لم أهبط قط ...بل جئت من أعماق شوقك ...!!
قلت:
- من شوقي أنا؟!
- أجل ...وكم كلمتك وكلمتني ...غير أني لم أستطع فهمك، ولم تستطع فهمي، فلا تخف لأني ما جئت إلا لأجلك...أنزل في فؤادك السكينة فلا تفزع ولا تذعر؟
بدأ فؤادي يطمئن إليه أكثر...لأني أيقنت بأني لابد أعرفه...ربما كما أوهمت حينها ...بحياء وبأسى قلت:
- غير إني لا أعرفك...ولم أفهم ما تعني بدقة؟!
قال وفي صوته رهبة هائلة كأن البحر يتكلم بلسانه:
- أنا الحق الذي تبحث عنه، والذي كثيراً ما تناديني ذاتك الأخرى في ساعات صحوك ومنامك...خصوصاً في الألم، فالحقيقة توأم الألم.
ارتجف جسدي كأنه ريشة طائر في مهب الريح...صرخت بحبور:
- أأنت الحق إذن؟!
- ..................!!
فأمنيت نفسي بما أحلم ...قلت برجاء كأني وجدت الفرصة الوحيدة للنجاة من طوفان زيف هذا العالم:
- أريد الخلاص؟!
خلافاً لما كنت أتوقعه من حماسة، جابهني بجفاء كأني قمت بحماقة لم أدرك مغبتها...غير إنه عاد وتساءل بحنو انسكب كالنور في روحي:
- لماذا؟
قلت بجزع:
- لقد سئمت عيشي ومللت الحياة.
قال بثقة لا تقبل الشك:
- اعلم إنك من عشاق الحياة، فاسع إلى نفسك ستجد كل خير.
عدت ثانية وفي فؤادي ينبض الحنين:
- الحق لاشيء ذو أهمية بالنسبة لي سوى الماضي ...وإنني أحيا به وهو يعشعش بدمي.
قال:
- إذن أنت حسناً تفعل...وإنك لمن المبشرين بالآتي، والمتفائلين به.
قلت ولم أفهم ما يعني بدقة:
- وكيف يا سيدي؟ أني لأعجب بما أسمعه الآن؟!
أجابني بوسع صدر...خجلت من نفسي حينها، لكنه قال بحماس:
- أجل...فالكلام هو أبعد سبيل يربط بين فكرك وفكري.
وأردف بعجلة:
- واعلم أيها الباحث...لا يهوي أرضاً...إلا من كان على ارتفاع،
والسأم أساس التقدم.
وأضاف بسرعة وفي صوته انكسار جارح:
- غير أني ما جئت لأقول هذا؟!
وفجأة ارتفع إلى السماء بخفة وسرعة، واندس بين آلاف النجوم المضيئة...مخلفاً رنيناً هائلاً لوجوده في خيالي...وإني منذ ملايين السنين أنظر إلى النجوم...وأطيل النظر إليها،علـني ألمحه ينزل إلى الأرض مرة أخرى ...فألتقيه، خاصة بعد هدوء ثورات المطر...غير إنه أبداً لم بفعل.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي


.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض




.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل


.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا