الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجربة العراق في مكافحة الارهاب ومأساة ليبيا

عبد الزهرة العيفاري

2011 / 3 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


تجربة العراق في مكافحة الارهاب ومأساة ليبيا !!!
الدكـتـور عـبد الزهـرة العـيـفاري
• مأساة ليبيا . ومصير الطغـاة ــ صدام والقذافي ! . ودور العامل الخارجي . !
• صدام والقذافي ـــ مجـرمـون بلا حـدود ! . وتخطيـطـهما كان واحدا ً ! .
• اين العرب واين الجامعة لعربية من الحرائق في ليبيا ؟ . واين كانوا عن حــرائـق العراق ؟
ضجة تتردد بلجاجة في اوساط الحكام العرب ويسير وراءهم كثير من الاعلاميين ضد تدخل العامل الخارجي في مساعدة ليبيا !! . وقد زرعوا الخوف لدى الليبيين انفسهم من العامل الخارجي بعد مساعدة الشعب الليبي . و بكلمة اخرى بعد انقاذه من التقتيل الجاري ليل نهار وانقاذه من مخالب الوحش الهائج الذي اسمه القذافي او صدام الصغير ( حسب المقياس العـا لمي والاقليمي ) !! . ويبدو ان الحكام هؤلاء لم يفكروا ــ على الاقل ــ بكيفية اختصار الضحايا البشرية في هذا البلد العربي التي اخذت اعدادها تتزايد من ساعة الى ساعة ، ومن غير المعروف متى يتـوقف الموت فيـه ويبدأ الشعب باعادة البنا ء من جديد و حسب ارادته الوطنية ليعيش مكرما ً عزيزا ً مع شعوب العالم ! . والخلاصة ان الحكـام العرب والجامعة العربية بكل حجمهـا الرسمي لم يحاولوا ان يتدخلوا ليحموا الشعب الليبي من قوات القذافي المجنون وبذات الوقت لا يريدون تدخل العامل الخارجي لكي لا يفتحوا الباب لشيء يهددهم عما قريب !! . فـمـن الواضح وضوح ضــوء الشمس ان اغلب السادة الحكام العرب يضايقهم الخوف فعلا ً من تحول التدخل الاجنبي الى قاعدة سياسية ( شرق اوسطية ) فتهددهم في عقر دارهم عــنـدما يأتي دورهم في الازاحة ( وكل آت ٍ قريب ) !! . انهم ، كلهم ، مرشحون للرحيل . هذا الرحيل الذي لا يريدونه كلهم ايضا ً. الا ان التدخل الذي نتكلم عنه بذات الوقت ينظره الوطنيون الليبيون باعين اخرى . انهم لا يريدون ان يروا جنودا ً اجانب على ارضهم . وهذا شيء مشروع حقا ً . مع العلم انهم قد يسمحون لانفسهم الموافقة عليه مؤقتا ً للتخلص من اعطاء المزيد والمزيد من الضحايا على يــد هذا المجرم ( الصدامي ــ البعثي ــ الفاشي ) ثم يسعون لفرض سياستهم الوطنية كما حدث ذلك امام الانتقام البعثي تجاه العراق . وفي كل الحالات يجب الوقوف امام الشعب الليبي بكل احترام وتقدير لشجاعته وقراره الجريء الرامي الى قذف هذا القذافي على مزبلة التاريخ لتكون هذه المزبلة مثواه الاخير وليصبح بجوار المجرم صدام حسين وليكونا مـعـا ً مثالاً " حيا ً " للخيانة الوطنية وعقابا ً للطبيعة اللاانسانية والغريبة عن البشر التي يحملانها .
ومن الغرابة احيانا ً ان تكون مأساة بلد مرآة لمأساة بلد آخر . فصدام حسين تعامل مع انتفاضة الشعب عام 1991 في العراق ليس فقط بالرصاص وانما بالصواريخ والراجمات ايضا ً. تلك الاسلحة الفتاكة التي اطلقها على المدن المقدسة وتناول بها حتى اضرحة ائمة المسلمين ومنائر وقباب العتبات المقدسة . ان فاشي العراق الذي اسمه ( صــدام ) صـرح علانية اكثر من مرة انه اذا ما تعرض حكمهم للخطر فسوف يـحـول العراق الى تراب ولا يبقي فيه حجر على حجر ... وهذا ما يريد ان ينفذه ايضا ً القذافي في ليبيا . ونحن نرى بالعين المجردة ان القذافي كون جيشا على شكل عصابات من مرتزقة اجانب لقتل ابناء جلدته الليبيين . واضافة الى ذلك لديه اعضاء اللجان الثورية الذين يتصفون بالجهل والتبعية المطلقة " للاخ القائد " وقد اسس منهم ( كتائب القذافي ) . وهذه الحال نسخة طبق الاصل من النموذج البعثي الصدامي في العراق حيث كون ذلك الدكتاتور عصابات مسلحة من سقط وسفلة المجتمع ومنها عصابات ( فدائيو صدام ) . اضافة الى مرتزقة من ذوي الجنسيات العربية السا ئبين في الافاق المجهولة والمتسكعين على ارصفة المدن ويعيشون كالطفيليات المكروبية المعدية في المجتمع . والاثنان ( صدام حسين ومعمر القذافي ) وضعا خططهما الشريرة ضد اوطانهمـا . وهي القضاء المبرم على شعـبـيـهـمـا من خلال الـحـرب الاهلية وبواسطة ضرب المقاومة الشعبية اذا ما قامت ضد جيوشهما النظامية وعصاباتهما .
الا ان الحوادث التي رافقت اسقاط طاغية العراق والتي ترافق اليوم سقوط القذافي تجري بطرق متباينة .. فبا لنسبة لخطة طاغية ليبيا فهي تجري كما ارادها هو . لان حركة التغيير بدأت والقذافي يتربع على عرش السلطة ومـوجــود علـى رأس الجيش النظامي الذي يعتبره جيشه الخاص . بينما سقوط النظام البعثي في بغداد . وهو الغـارق في الجريمة ايضا ً. حدث بعد ان خسر صدام كل جيشه واركان حربه بفضل التدخل الخارجي المباشر ابان حرب الخليج الثانية . ولم يبق بجواره حتى الجلادين المقربين منه . الامر الذي افقده القدرة على استخدام ما تبقى من الجيش النظامي او عصاباته الخاصة الموزعة في المدن والقرى . وهكذا هبت الجماهير في الواقع بمساعدة العامل الخارجي ( اي القوات الامريكية وقوات التحالف ) . وهنا نجد في لحظة معينة من الزمن حصل التقاء المصالح والسياسات التي كانت مختلفة لجهات متناحرة بالامس !!! . وباستعمال تلك الحال في لحظتها التي قد تكون مؤقتة ايضا ً . و كانت النتيجة ان سقط النظام على يد العامل الخارجي . وبذلك سلم شعب العراق في هذه المرة من الصواريخ والاسلحة الفتاكة التي كان يملكها النظام قبل خسارته للحرب في الكويت وبقي العراق بعيدا ً عن التقتيل الذي رسمه صدام في رأسه !! . ولو لم يكن هذا العامل لما استطاع شعبنا التحرر من حكم الطاغية صدام ومن الاستبداد المفروض من اولاده وازلامه لعشرات اخرى من السنين ولخسرنا ضحايا اخرى بدون حساب . ولا ينكر ان للامريكان اخطاءهم وتهورهم احيانا ً وعدم فهمهم للاخلاق العراقية .
. امــا الذين فرضوا المذابح في بلادنا بعــد السقوط هي العصابات والاوكار البعثية التي هيأها الطاغية في زمانه مضافا ً لها قطعان القاعدة وجماعات المرتزقة الذبن جندهم هو ايضا ً ممن لفظتهم مجتمعاتهم في دول الجوار العربية وغيرها . تلك الجماعات السائبة والمتمرسة في الجريمة .
علما ً ان قوات التحالف الصديقة خسرت هي الاخرى ضحايا غالية في هذه الاجواء العدوانية . ان الرجعية العربية ، بعثية وغيرها ، كانت تنشر دعاياتها وكأن الضحايا العراقيين سقطوا على يد الامريكان . وهذا كذب مفضوح . ان القوات الامريكية دكت الاوكار البعثية وخلايا القاعدة و كانت هذه مساعدة واضحة للعراق . واخيرا ً ان قوات التحالف ساعدتنا في تشكيل قواتنا المسلحة الجديدة وتسليحها . وبهذا الخصوص ارى ان الاستعجال باخراج القوات الامريكية من العراق قبل اكمال التسليح وخاصة الجوي منه هو في قسم منه جرى تحت ضغط عربي وايراني وهشاشة شخصية بعض الحكام المؤثرين في السلطة الموجودين اليوم عندنا .
في الواقع ، ينبغي هنا تسجيل عدم الرضا من الاداء الحكومي بعد تحرر العراق من نير حكم االبعث الغاشم . فالفساد المالي والاداري ضارب اطنابه في سرادق السلطة . والاقتصاد الوطني باق على تخلفه ، في حين يتمتع البلد بموارد تكفي لعدة دول نامية . اما البطالة فهي تحولت الى مرض عضال في البلاد . ... وربما ستتضح هذه الاخطاء بصورة اجلى لكي يستفيد منها العراقيون والآخرون .
( وللمقال تتمة )
الدكتور عبد الزهرة العيفاري 5/3/2011 موسكو














التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحليل جيد
ابراهيم مسلم محمد الكعبي/بغداد ( 2011 / 3 / 5 - 17:08 )
تحيه طيبه
ننتظر الحلقه القادمه لنرى فيما اذا اعطيت الموضوع حقه.كل مره اقراء اسمك ينتابني الشوق الى بلدة طفولتي.واقول يا محاسن الصدف هل الزمن يعيد نفسه ونفس الاسم يتكرر ثانيةوالذي هو اسمك وما علاقتك بالرجل الذي كنت اعرفه قبل اكثر من 60 سنه عندما كنت طفلا في ناحية المشخاب وهل لك صلة به ام انها محض صدفه!!.لست ملزما بالجواب.واعتذر عن حشر موضوع شخصي في مداخلتي.والسلام عليكم.


2 - ايضاح
الدكتور عبد الزهرة العيفاري ( 2011 / 3 / 6 - 07:53 )
الى الاخ الا ستاذ ابراهيم المحترم نعم ايها الاخ انا عبد الزهرة
(العيفاري من ناحية المشخاب ( الفيصلية سابقا

اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران