الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحجب يولد التعدد أحيانا

جمال الدين بوزيان

2011 / 3 / 5
الصحافة والاعلام


قالوا خلال بدايتها سنة 1996 بأنها كسرت القيود و لفتت نظر المشاهد من الرأي الواحد إلى الرأي الآخر.
بعد 15 سنة من انطلاقتها، أصبحت الجزيرة هي الممثل الأول للرأي الواحد، الرأي الموجه، و أصبحنا نرى إلى جانب احترافيتها العالية في العرض و الطرح تمييزا واضحا بين القضايا التي تملك أولوية البث، و توجيها كبيرا لطريقة العرض و شكله و مضمونه، فكشفت مستورا و ضخمته، و تغاضت عن مكشوف و صغرته، و إلى جانب هذا سمحت للممنوع بالظهور و للمقيد أن يتحدث و يصرخ.
بعد 15 سنة من النجاح المتواصل، تزامن ظهور الثورات و الاحتجاجات في الوطن العربي مع بداية عصر الحجب المتذبذب و المستمر لقناة الجزيرة من طرف الأنظمة التي لا تريد للرأي الآخر أن يظهر على شاشة القناة المصنفة الأولى بالوطن العربي.
الحجب و التشويش على القناة التي تسمي نفسها منبر الرأي الآخر، جعلنا نلجأ لقنوات أخرى و نتحرر من قيود الرأي الآخر الذي فرضته علينا الجزيرة و جعلتنا نؤمن بأنه يكاد يكون قرآنا منزلا.
الرأي الآخر الحقيقي هو عبارة عن مجموعة آراء و أطياف مختلفة و إيديولوجيات متنوعة يسمح لها بالظهور بطريقة منصفة، و ليس مجرد رأي حركة معينة أو سيرا على نهج الدولة الممولة للقناة.
حجب قناة الجزيرة و لو مؤقتا، و لو إني ضد الحجب و ضد تقييد حرية التعبير و الإعلام، إلا أنه سمح للآخرين أن يكتشفوا بأن العربية ليست قناة عبرية، و بأن البي بي سي ليس هي لندن تتحدث، و بأن الحرة أيضا ليست قناة الشيطان التي تنشر باستمرار الحقد و الأكاذيب، و توقف عند فرانس24 ليرى رؤية مغايرة تماما و طريقة مغايرة.
سياسة الحجب الظالمة كان لها فائدة للقنوات الأخرى و للمشاهد نفسه، حيث اكتشف المشاهد البسيط أنه يمكن له أن يتابع باقي القنوات بدون أن يتغير رأيه إلى مساند للتطبيع أو عاشق للحلم الأمريكي أو الأوروبي.
لكن عشاق الصراخ و الشتم على المباشر سيبقون أوفياء لمنبر من لا منبر له، لأنهم لا يستطيعون الصراخ في قناة أخرى، فالجزيرة تسمح لبعض الحق أن يظهر و يقال على منبرها و قد يكون حقا محاطا بكثير من الصراخ و السباب كديكور دائم تعتمده القناة الرائدة.
تفوقها على زميلاتها المتهمات بالجبن و التبعية لا يعني أنها تقول وحيا منزلا في تلك البرامج المباشرة، لأن الجزيرة في غالب برامجها تقسم الواقع إلى ضيفين اثنين: أبيض و أسود، على رأي المطربة لطيفة "لكن مش رمادي"، فالجزيرة لا تعترف باللون الرمادي و لا بالألوان الأخرى، لأن المشاهد البسيط و الغوغاء تعشق مشاهدة صراع الأبيض و الأسود و كأننا في فيلم رسوم متحركة.
لذلك، فإن حجب الجزيرة قليلا سمح للريموت كنترول في البيت العربي أن يتحرك قليلا بين قنوات أخرى كانت ضحية الأحكام المسبقة، فاكتشف المشاهد تعددا و اختلافا في الآراء كان محروما من متابعته بسبب سلطة الرأي الآخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: الرجل الآلي الشهير -غريندايزر- يحل ضيفا على عاصمة


.. فيديو: وفاة -روح- في أسبوعها الثلاثين بعد إخراجها من رحم أم




.. وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع


.. جنوب لبنان.. الطائرات الإسرائيلية تشن غاراتها على بلدة شبعا




.. تمثال جورج واشنطن يحمل العلم الفلسطيني في حرم الجامعة