الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المظاهرات خلاف الشريعة ؟!

جمال الخرسان

2011 / 3 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


كثيرا ما كانت الاذرع الاعلامية الشهيرة المرتبطة بالمملكة العربية السعودية مثل قناة العربية، صحيفة الشرق الاوسط، الحياة، والصحف السعودية المحلية، اضافة طبعا لوسائل الاعلام السعودية الناطقة باللغة الفارسية كثيرا ما كانت تلك الشبكة المترابطة من وسائل الاعلام المقروئة والمسموعة والمرئية تمارس دور المحرّض مع سبق الاصرار والترصد لقيام مظاهرات في ايران، وفي اماكن اخرى لاتعجب سياستها المملكة العربية السعودية. وكثيرا ما كانت تتصيد الاخبار حول المظاهرات في ايران مهما كان مصدرها غثا او سمينا، وفي تلك الفترة كان ولايزال الاعلام السعودية يسخر كثيرا من ولاية الفقيه والدكتاتورية الدينية وبعض الممارسات التي يقوم بها الحكام الدينيون في ايران والذين كثيرا ما يستعينون بالدين لاغراض سياسية مصلحية ضيقة! بحيث تشعرك وسائل الاعلام السعودية ان المملكة دولة مدنية تترفع تمام الترفع عن تلك الاساليب المرفوضة من قبل الدين نفسه والاعراف الدولية، لكن الواقع غير ذلك تماما فاذا كان ولي فقيه يحكم في ايران بما تشتهيه مجموعة محدودة من رجال الدين والملتحفين به على حساب المباديء والقيم النبيلة للدين فان في المملكة ولي للامر لاتقل سلطته عن سلطة الولي الفقيه ورجالاته الذين طالما سخر منهم الاعلام السعودي بكلمة الملالي! ولي للامر لايتورع احيانا عن تناول كأس الخمرة عبر شاشات التلفزيون!
ربما في ايران هناك هامش من التحرك ولو عبر اقامة انتخابات شكلية لرئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان والمجالس المحلية ولها مساحة محددة مسبقا من التحرك، لكن حتى هذا الحد الادنى من الحريات غير متوفر في السعودية! ومن تسوّل له نفسه ان يتظاهر فان القصاص والحد بالسيف لن يتأخر عنه كثيرا، باعتباره خارجا على سلطة ولي الامر، وهذا ما دأبت عليه التعليمات طيلة العقود الماضية وما اكدته ايضا مؤخرا وزارة الداخلية السعودية عبر بيانها الصادر في الخامس من اذار الجاري حيث جاء في البيان بأن: ( الأنظمة المعمول بها في المملكة، تمنع منعاً باتاً كافة أنواع المظاهرات والمسيرات والاعتصامات، والدعوة لها، وذلك لتعارضها مع مبادئ الشريعة الإسلامية، وقيم وأعراف المجتمع السعودي.. وان قوات الامن مخولة نظاما باتخاذ كافة الاجراءات اللازمة بشأن كل من يحاول الاخلال بالنظام بأية صورة كانت وتطبيق الانظمة بحقه).

هكذا حشر الدين مرة اخرى في السياسة واقتصرت قيمته النبيلة على اشخاص بعينهم وكأنهم قادة عسكريون على شاكلة الضباط الاحرار لو اهتزت صورتهم تهتز الارض بمن عليها! ثم ان معظم البلدان العربية التي تدين بالدين الاسلامي بمذاهبة المختلفة شهدت ثورات جماهيرية بشكل او بآخر فهل تلك البلدان جميعا خالفت التعليمات الاسلامية وبقيت المملكة وحدها من يريد الحفاظ على ارث السماء؟! هل هؤلاء ليسوا مسملين ؟! أهناك اسلام آخر لانعرفه تحتكم اليه العائلة المالكة في السعودية؟! يبدو ان الشقيقة الكبرى تريد للاخرين ان يتغيروا فيما هي تفضل ان تمارس دور المتفرج!

جمال الخرسان
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية الـ 33 في المنامة|


.. أردوغان: لا توجد مشاكل غير قابلة للحل بين تركيا واليونان| #م




.. رئيسة مقدونيا تشعل خلافًا دبلوماسيًا مع اليونان بسبب كلمة..


.. تفجير مسجد ومدرسة بواسطة مسّيرة إسرائيلية في قطاع غزة




.. نائب وزير الخارجية الأمريكي: هناك خلافات بين الولايات المتحد