الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على صخرة الأتحاد العربي الكردي تتحطم المؤامرات / 2

ناصر موزان

2004 / 10 / 13
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


ادت انتفاضة الشعب العراقي على الطاغية المجرم صدام في ربيع عام 1991 التي اندلعت شرارتها الأولى في البصرة لتشتعل في كل العراق الحبيب من شماله (كردستانه) الى وسطه وجنوبه (عربه)، بعد ان اخمدت بالدماء وبالحديد والنار ، وانكشفت حقيقة سياسة بوش الأب الذي دعى العراقيين الى الأنتفاضة علنا ثم نكت بهم ، ادت الى ان ساد الوسط والجنوب الموت والدمار واحتلاله مجددا من قطعان الطاغية الرهيب والى انسحاب قواته واداراته من كردستان العراق ، وفق مخطط حافظ على حكم الدكتاتورية كاطار يستوعب القضية الكردية الملتهبة في العراق ومحاولة تهدئتها كي لاتفلت في دول المنطقة من جهة وعلى كتم تأثير التهاب الجنوب العراقي ومنع انتشار عدواه الى دول الخليج والحفاظ على التحكم بالنفط واسعاره، وانشاء منطقتي حظر الطيران الحربي العراقي في الشمال والجنوب .
فبينما اقتضت المصالح الدولية كتم الجنوب ، اقتضت ذات المصالح استيعاب الشمال (كردستان العراق بعيدا عن كركوك) بحكم كردستاني عراقي تحت مظلة الحماية الدولية، ضمن اطار الدولة الدكتاتورية المحجمة لأنقاذ (استقرار ) المنطقة . وقد استفادت الحركة التحررية الكردية واحزابها من ذلك الواقع وبالتضامن مع كل الحركات القومية والأحزاب الكردستانية الأخرى ، رغم الأقتتال والحصار الخارجي والداخلي ، مدعومة بكل القوى الوطنية والقومية والأسلامية العربية المعارضة لصدام.
لقداستطاعت الأحزاب الكردستانية ان تبني كيانا حاكما على اساس برلماني واحزاب مجازة وحرية صحافة رغم كل المخاطر والتهديدات الأقليمية من جهة ومن سلطة صدام الدكتاتورية الكيمياوية من جهة اخرى . واستطاعت ان تبني مؤسسات حكم وان تطوّرها وطبيعي ليس بدون اخطاء ، الاّ انها شكّلت لأول مرة (ما يمكن ان يقال ) مثل تلك التجربة الديمقراطية التي استمرت وتستمر منذ اكثر من اثني عشر عاما على احد الأجزاء الأساسية من العراق وشكّلت حافزا ومثالا اثار احترام وتقدير قوى معارضة الدكتاتورية وخاصة الوطنية والديمقراطية وعدداً من القوى الأسلامية المهتمة بقضية حقوق الأنسان، اضافة الى بقية اوساط الشعب العراقي الكادحة في الوسط والجنوب من العرب .
ورغم كل الأشكالات التي رافقت سقوط الدكتاتور، لابد من التذكير بان الشعب العراقي بكل طيفه لم يدافع عن الطاغية، بسبب كرهه له والتفافه حول القوى التي عارضته وقدمت انواع التضحيات من اجل اسقاطه ، وتعاونها في ذلك السبيل عربا وكردا واقليات قومية وطوائف ، رغم المخططات الأقليمية والدولية لتغريب اجزاء الوطن منذ ذلك الوقت ومحاولات بث الشقاق والفرقة فيه لأبقائه بقرة حلوبا لهم لا لأهله بكل طيفهم .
وبالرغم من مرور اثني عشر عاما على اعلان الأكراد وبقية القوميات في كردستان العراق عن سعيهم للنظام الفدرالي ، واقرار برلمان كردستان لتلك الوجهة وعدم معارضة القوى الوطنية بل وترحيب القسم الهام منها بذلك . اصطدمت قضية الفدرالية بعد سقوط الصنم بصعوبات ورفض من جهات متعددة داخلية واقليمية ودولية بواجهات عروبية ودينية ونفطية.
وفي الوقت الذي ياخذ الصراع فيه حول الفدرالية وبحجتها شكل افعال وردود افعال انفعالية (في احيان كثيرة) تأججها اقوال وافعال جهات متنوعة الأهداف من مختلف الأطراف (سواء ارادت ام لا)، اخذ تخوّف الأوساط الشعبية الواسعة وقلقها يزداد مما سيؤول اليه حال البلاد التي ازدادت مساحة اختلاط القوميات فيها ولم تعد مقتصرة على كردستان وان بنسب متعددة ( )، في وقت صارت فيه البلاد مسرحا لمجاميع الأرهاب واعمالهم الدنيئة ولغياب الأمن في الوسط والجنوب خاصة الذي تسبب بشلّ البلاد رغم المساعي من جهة ، واستمرار وجود القوات الأجنبية الكثيف الذي قد يطول وجوده اكثر بفعل عمليات الأرهاب الدموية تلك . (للمقال بقية)

( ) تشير احصائيات جديدة الى ان عدد السكان الأكراد في بغداد وحدها يصل الى اكثر من نصف مليون ولايزال بازدياد .

ناصر موزان/
العراق ، في 12 . 10 . 04








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إمام وحاخام في مواجهة الإنقسام والتوترات في برلين | الأخبار


.. صناع الشهرة - كيف تجعل يوتيوب مصدر دخلك الأساسي؟ | حلقة 9




.. فيضانات البرازيل تشرد آلاف السكان وتعزل العديد من البلدات عن


.. تواصل فرز الأصوات بعد انتهاء التصويت في انتخابات تشاد




.. مدير CIA يصل القاهرة لإجراء مزيد من المحادثات بشأن غزة