الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المالكي في ملكوت الكرسي

فرات المحسن

2011 / 3 / 6
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


نقل بيان صادر عن مكتب المالكي قوله لدى استقباله في بغداد رؤساء الهيئات المستقلة : ( إن ما يحدث في العراق يختلف عن ما يحدث الآن في العالم من متغيرات، لأن ما مطلوب تغييره غير موجود في بلدنا، لأن العملية السياسية في العراق جاءت عبر الانتخابات و على الجميع احترام الانتخابات وما جاءت به من نتائج خلال إرادة أبناء الشعب".)
يبدو إن السيد المالكي قد نسي أو تناسى تصريحاته السابقة عن الانتخابات وكفاحه ومنافحته وإصراره وطلبه من الهيئة المشرفة على الانتخابات إعادة العد والفرز لبعض المراكز الانتخابية بعد إن أعلن شخصيا عن وجود تزوير وإن هناك غبن وحيف وقع على قائمته التي سماها دولة القانون ؟؟ وفي النهاية خذله الأمريكان وهيأتهم. واليوم يعلن وبكل قناعة بان على الجميع احترام نتائج الانتخابات وإن العملية السياسية وحكومته هما ناتج حقيقي وطبيعي لتلك العملية. ولا ندري ما يريد السيد المالكي تمريره من تصريحه هذا، فهل صدق ما أسفرت عنه تلك النتائج أم تراه وبعد إن ضمن تسيده في موقعه لمرة ثانية يريد إعطاء الشرعية لتلك الانتخابات ومن ثم لحكومته. وفي هذا يتناسى المالكي إن مجموع من حصل على الأصوات التي أهلتهم لمقاعد البرلمان مع فداحة التزوير وعلنيته، لا يتجاوزون في عددهم الستة عشر عضوا والمتبقي من مجموع 325 عضوا هم من رشحتهم قوائمهم ومنهم من لم يحصل حتى على العشرين صوت من أصوات الناخبين.
يصر المالكي على إن ما يحدث في العراق يختلف عما يحدث في العالم العربي من متغيرات، في قوله هذا الكثير من الصحة فلو نظرنا اليوم إلى حال مؤسسات السلطة العراقية لوجدناها في حالة من البؤس والتخبط والرثاثة لا تشابهها أو تضاهيها حالة مؤسسات دولة أخرى، ففي العراق هناك مراكز قوى لا بل حكومات تتمتع بسلطات تتجاوز حتى سلطة المالكي لا بل تهزأ وتسخر بما يصدر عن حكومته، كذلك تعج مؤسسات السلطة ويتسيدها الجهلة وأصحاب الشهادات المزورة، وأعداد هؤلاء لا يضاهيها ما موجود في جميع بلدان العالم، وهناك أيضا أحزاب تبيح لأعضائها سلب ونهب وسرقة حتى عواطف الناس، وهناك الملايين من العراقيين ممن هم تحت خط الفقر تتفوق أعدادهم على عدد نفوس بلد مثل لبنان أو الأردن، وباتت النفايات مصدر لإشباع بطونهم الجائعة، وأعداد العاطلين عن العمل لا توازيها وتساويها أعداد مجموع العاطلين لدى الشعوب المحيطة بالعراق جميعها. أما أوضاع الخدمات أثناء فترة حكم المالكي فهي في أوج بؤسها وتخلفها باعتراف من يشرف على تحسينها. ولا أريد إن أتحدث عن سرقة المال العام والفساد الإداري فتلك لوحدها تشي بالكثير من خيانة الضمير والوطن ويبدأ سلمها من راس سلطة المالكي هبوطا وليس العكس.
ومع كل هذا الوضع المزري والبائس فأن مصادر الثروة العراقية وما تدره على خزينة الدولة يجعلنا نقول للمالكي ورهطه من الأحزاب المشاركة معه في الحكم، نعم إن ما يحدث في العراق يختلف كليا عما يحدث في العالم، فغرابة الحدث العراقي لا شبيه له في العالم كله حتى في الدول المتخلفة والفقيرة منه، وقيام الانتفاضات في مصر وليبيا وتونس لا يمكن مقارنتها بذات الدوافع بعدما حل بالعراق من فواجع ومواجع من جراء حكم الأحزاب الإسلامية وبالذات قيادة حزب الدعوة وامينه العام المالكي وقبله الجعفري ورفاقهم الذين يحتمون ويخدعون الناس بكذبة الدين والتدين.
لحد اللحظة فأن ما يعرف عن كرسي الحكم قدرته على تجريد محبيه ومريديه من الأخلاق وإفساد ضمائرهم وإدارة رؤوسهم 360 درجة، لذا فتمسك المالكي بكرسيه لا يبدو بعيدا عن ذات الهوس الذي يتمتع به الكثير من الساسة في الشرق والذي يصل في بعض منه إلى حالة من جنون العظمة والهلوسة والاعتقاد بأنه الزعيم والقائد الملهم وهو معجزة الرب، أرسله الله لإنقاذ البشرية وتقويم الناس وإن الحق لا يخرج إلا من بين يديه. ليس هذا بمرض معد بقدر ما هو نقمة وبؤس تحل بروح هؤلاء فيروحوا يتخيلون أشياء بعيدة عن الحقيقة وتغلق عقولهم وتتوقف عند مشهد واحد ليصبحوا في نهاية المطاف مجانين تسخر منهم شعوبهم وشعوب العالم مثلما يحدث اليوم لملك ملوك العالم معمر القذافي الذي أصيب بالجنون وراح يصرخ بأن لا وجود لتظاهرات أو انتفاضات في ليبيا وأن من يخرج من هؤلاء ويعترض فهو يتعاطى المخدرات ووضع ليبيا يختلف عن وضع جاراته مصر وتونس.
حتما سمع المالكي بالنكتة التي تتحدث عن مقولة للقذافي يقول فيها لا أمنع شعبي من الدخول إلى مواقع الفيس بوك وتويتر ولكني سوف أعتقل كل من يدخل لتلك المواقع، ولذا فالمالكي يفعل مثلما يفعل القذافي، حيث يصرح بأنه لن يمنع المظاهرات، والدستور ضمن للشعب العراقي حق التظاهر، ولكنه يأمر قواته بتطويق المتظاهرين والاعتداء عليهم واعتقالهم، وقبل يوم من التظاهر يفرض منع التجول في المدن ويقطع الجسور والشوارع بالكتل الكونكيريتية وقواته تحتل رؤوس الشوارع لتمنع الناس الوصول إلى مواقع المظاهرات. هذه هي أذن ديمقراطية المالكي ودستوره وانتخاباته التي تختلف عن شبيهاتها في العالم.
لقد دخل نوري المالكي ملكوت الكرسي وراح رأسه يطن بطنين العظمة ويوحي أليه بقدرات ربانية فاستساغ الخدعة وبدأ يلوي الحقائق بل يراها بالمقلوب ووصل به الحال وبفترة قصيرة جدا إلى ما سبقه أليه صدام حسين وحسني مبارك وزين العابدين بن علي وعلى عبد الله صالح والقذافي ورهطهم من حكام العرب رسل الرب إلى شعوبهم ناكرة الجميل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الغر
حسن سلام ( 2011 / 3 / 6 - 20:20 )
الغر القادم من تجارب خاوية يقود دولة


2 - لا وجود للمقارنة
عباس فاضل ( 2011 / 3 / 6 - 23:26 )
سيدي ,ثق انه لاتوجد اية مقارنة بين صدام ومبارك وبن علي من جهة والمالكي من جهة اخرى . لو قارنا بين صدام مثلا والمالكي فالبرغم ان الاثنين مجرمان ولكن الاول استطاع تامين البطاقة التموينية لكل العراق ولمدة ثلاثة عشر عاما وبضمنها السبعة سنين الاولى من الحصار حيث لم يكن مسموحا للعراق ان يصدر النفط , كما ان وزراءه كانوا في غالبيتهم اصحاب شهادات حقيقية على الاقل ! احترامي


3 - الكوزة ترشح بمافيه
حميد كركوكي ( 2011 / 3 / 7 - 07:32 )
نوري سعيد أو نوري مالكي أو صدام التكريتي وحتى الكوردي مام جلال الطالباني هم أبناء العراق النفاق و الشقاق { كما قاله قصّاب الكوفة حجاج بن يوسف الثقفي }مثل فارسي يقول { چكچك آب زير كوزه همان آب درون است } قطرات الماء تحت القارورة نفس الماء في داخلها ، المصيبة أنه نحن شلة الشيالة للهموم الحالمون با اليوتوپيا (وطن حر و شعب سعيد) ندق الربابة ذات النوطة الأحادية المملة لسماع الجياع  ، ضنّا منا سوف ننقذهم برفع أيدينا إلى السماء ، مو الله السماوات مشغول في الثورة الليبية مايدري ينصر قذافي لو مگاريد بن غازي ! حاير وحيران ما يدري يقص لحية عبدالله آل سعود أو يقطع شوارب البحريني الصعلوك ، خلينا من مالكي أنه فقط صدام رجع إلى الحياة في جبّة قمية سوداء لايمكن التفريق بين رأسه و طيزه تحت هذه الجبّة اللآهية المقدّسة ، عمت عيون الحسود على ما أعطانا السموات من قائد مگرود و مملوك!


4 - لافرق بينهما
جميل مزوري المانيا ( 2012 / 3 / 27 - 19:00 )
الفرق بين المالكي انه شيعي اما صضدام كان سني نفس اىلنهج والاسلوب والفكر فلا مهرب إلى أن الشعب العراقي ضحية لعقائد وأيديولوجيات شمولية سواء منها دينية أوقوميه : فمنذ الخمسينات وحتى سقوطالنظام السابق كان الشعب العراقي يدفع باسم القومية العربية والبوابه الشرقيه الثمن باهظا بالأرواح الكثيرة و الأموال الطائلة حتى إن النظام السابق قد أصبح ملكيا أكثر من الملك من هذه الناحيةحيث جوّع الشعب العراقي في مقابل تقديمه الثروات و الأموال العراقية بكل سخاء ورخاء لمختلف الدول العربية من أحزاب ومنظمات واعلامين وهيئات سياسية و اجتماعية و طلابية و مهنية وثورية!.. ولكن حتى بعد السقوط استمرت لعنة العقائد تطارد الشعب العراقي لكي يدفع نفس الثمن الباهظ ولكن في هذه المرة اليوم باسم الإسلام و دفاعا عن المذاهب من قبل الإسلاميين بشقيه - السني و الشيعي

اخر الافلام

.. هنية: حماس أبدت مرونة عالية من أجل التوصل لاتفاق ينهي العدوا


.. هنية: الحل سيتحقق من خلال مفاوضات تفضي إلى اتفاق متكامل | #ع




.. حجاج بيت الله الحرام يواصلون رمي جمرة العقبة الكبرى في أول أ


.. في أول أيام العيد.. هتافات في مدينة تعز تنديدا بمجازر الاحتل




.. حجاج بيت الله الحرام يبدأون رمي جمرة العقبة في أول أيام عيد