الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنتخابات الأفغانية: دلالات و توقعات

باقر جاسم محمد

2004 / 10 / 13
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


كنت أراقب عن كثب مسألة الإنتخابات الرئاسية الأفغانية و ما أكتنفها من تعقيدات و تأجيل لمرتين . و قد لاحظ المهتمون أن هده الإنتخابات قد راهنت عليها القوى اليمقراطية المؤمنة بالسلام الإجتماعي و الحكومة الحالية و قد دعمت هده القوى الشعبية الواسعة قوى دولية مختلفة فضلا عن دعم الأمم المتحدة لإجرائها معتبرة أن الإنتخابات ستؤدي الى إضفاء الشرعية لمن سيتم إنتخابه و هدا سيكون بداية مرحلة جديدة تمكن الحكومة من إنجاز برامجها في المجالات الآتية :
1. مهمات البناء السياسي و الأقتصادي و الاجتماعي،
2.مهمات بناء مؤسسات الدولة و بسط سيطرتها على البلاد،
3.مهمات ترسيخ مكانة أفغانستان في المجتمع الإقليمي و الدولي.
كانت هده هي مراهنة قوى الشعب الأفغاني و المجتمع الدولي، أما مراهنة قوى فقهاء الظلام و أمراء الحرب ممثلين في بقايا طالبان و القاعدة وأتباع حكمتيار فقد راهنت على إفشال الإنتخابات و ضرب و تهديد القائمين عليها أو الدين سيقومون بالإشتراك فيها و قد توجوا تهديداتهم بخطف بعض الموظفات اللائي يعملن في التهيئة للإنتخابات ، و كانت قوى الظلام ترجو من مما قامت به منع الشعب الأفغاني من ممارسة حقه الطبيعي في إنتخاب رئيس للدولة ؛ فكيف كانت نتيجة هاتين المراهنتين؟ كان أمام الشعب خياران : الأول الأنصياع للإبتزاز السياسي والتهديد الإجرامي و الثاني رفض منطق الإبتزاز و الإسهام بفاعلية في صوغ مستقبل البلاد. و هنا أود الإشارة الى أن الحكومة الإفغانية ليست لها القدرة على إجبار الناس على الإسهام في الإنتخابات لإسباب يعرفها الجميع و بناء عليه يمكن إعتبار الإسهام من عدمه مؤشرا له دلالة تتجاوز عملية التصويت لهدا المرشح أو داك الى
رفض التهديدات و الإبزاز و أعمال الخطف فلقد أدرك الأفغان أن المشاركة الفاعلة هي خيار حياة و بداية سليمة لبناء أفغانستان جديدة .
من الدلائل الإيجابية للإنتخابات الأفغانية تلك المشاركة الواسعة للنساء الأفغانيات اللائي كن من المحجبات و من مرتديات النقاب أي من الملتزمات دينيا؛ و لكن التزامهن الديني لم يمنعهن من الموقف الإيجابي الدي يفصح عن رفضهم للوصاية على أرواح الناس و عقولهم التي مارستها طالبان طويلا. و أجد أن دلالة ما قامت به المرأة الأفغانية يتجاوز في آثره اللاحق و مغزاه العميق كل ما قلته هنا ليصل الى درجة إعلان الإفتراق النهائي بين الممارسة الدينية للفرد و السلوك السياسي . فالوصاية التي يوهم رجال الدين من فقهاء التكفير الناس أنها منوطة بما يرسمونه لهم من سلوك سياسي لم تعد مقبولة و ضربت في الصميم مما يبشر ببزوغ محلة جديدة من رفض تدخل الدين في السياسة و من قبل ناس متدينين.
بقي أن نقول أن إنعكاسات الإنتخابات الإفغانية ستكون إيجابية و مباشرة على الإنتخابات العراقية المأمولة في المستقبل القريب. و عسى أن يفقه أبناء شعبنا الدرس الإفغاني جيدا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ


.. مسيرة تجوب شوارع العاصمة البريطانية لندن تطالب بوقف بيع الأس




.. تشييع جثمان مقاوم فلسطيني قتل في غارة إسرائيلية على مخيم جني


.. بثلاث رصاصات.. أخ يقتل شقيقته في جريمة بشعة تهز #العراق #سوش




.. الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إنسانية عبر الرصيف ا