الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قرار المالكي بأغلاق مقرات الحزب الشيوعي العراقي أنقلاب على الدستور والديمقراطية

علي الشمري

2011 / 3 / 7
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


((قرار المالكي باغلاق مقرات الحزب الشيوعي أنقلاب على الدستور والديمقراطية))
لم يكن قرار المالكي باغلاق مقرات الحزب الشيوعي في جميع مدن العراق الذي اتخذه اليوم مفاجئا,طالما سبقته خطوة وستليه خطوات متسارعة ومتلاحقة,
الرجل لا يريد ان يعترف بفشله في ادارة دفة الحكم منذ 5 سنوات ,لم يحل أي مشكلة من مشكلات العراق المتفاقمة ,بقدر تقديمه الوعود التخديرية,لم يستطع ان يوقف الفساد حتى في اقرب الدوائر المحيطة به والمتمثلة بامانة مجلس الوزراء ,في كل مرة تضيق به الامور نتيجة للضغط الجماهيري المتزايد عليه نتيجة التظاهرات التي عمت كل مدن العراق ,يحاول ان يرمي فشله على طرف معين,فتارة يقول ان بقايا البعث هم من يحاولا تأليب الشارع ضده,ومرة يقول أن تنظيم القاعدة الارهابي هو يسير التظاهرات,وتارة يقول ان هناك جهات سياسية فقدت مقاعدها البرلمانية تقف خلف التظاهرات ,وبعد أن تبين زيف كل تلك الادعائات من خلال خروج التظاهرات السلمية المطلبية,عاد ليتهم القوى العلمانية بانها هي من حركت الشارع العراقي ضد حكومته الفاشلة,وعلى راسهم الحزب الشيوعي العراقي ,وحزب الامة العراقي برئاسة مثال الالوسي ,حيث قامت قوات عسكرية مساء اليوم بمداهمة مقر الحزبين وأنذارهم باغلاقها خلال يومين,.
الخطوة السابقة المتفق عليها بين جميع الاحزاب الاسلاموية هي أبعاد الاحزاب العلمانية من السلطة وتهميشها من خلال التلاعب بنتائج الانتخابات الاخيرة التي فصلت نتائجها بالمقاس عليهم ,,والخطوات اللاحقة ستنفذ تباعا بدأ من غلق المقرات ,ومن ثم الاعتقالات والاغتيالات ,ومن ثم الحظر الشامل على جميع الاحزاب العلمانية,وتتبعها خطوة أجهاضية اخرى تتمثل في صدور فتاوي دينية على غرار فتاوي 1963 ,لان نفس الافكار باقية مع تبديل شكلي بالوجوه ,هذا هو السيناريو المتوقع لحكومة المالكي التي تتجه نحو الديكتاتوريةكما توقعناها قبل اكثر من عامين وكتبت مقالا بهذا الصدد,
هنا نتسأل ,هل الديمقراطية حكرا على أحزاب معينة وتهميشا للاخرى,هل الديمقراطية منع التظاهرات أو تحجيمها من خلال فرض حظر التجوال وغلق الطرق والجسور لمنع أكبر عدد من المتظاهرين من الوصول الى مكان التظاهر؟؟هل الديمقراطية ضرب المتظاهرين المطالبين بحقوقهم المعيشية بالرصاص والعصي الكهربائية ورشقهم بخراطيم المياه الساخنة؟هل الديمقراطية اعتقال اعداد كبيرة من المتظاهرين ولا يزالون في السجون منذ انطلاق التظاهرة الاولى؟هل الديمقراطية أعتقال الصحفيين والاعلامين والاعتداء عليهم وتكسير كاميراتهم ؟؟
والجانب الاخر هو التجاوز على الدستور العراقي الذي كفل للعراقيين دون استثناء حرية الدين والمعتقد والفكر وحرية التجمع والتظاهر والمطالبة بالحقوق,وتشكيل التجمعات السياسية والاحزاب ,دون أن يذكر الدستور فكر الحزب ,هل هو ديني ,أم علماني؟فأين الشراكة الوطنية التي أعلن عنها المالكي عند تشكيل حكومته؟؟هل الحزبين المذكورين ليسا عراقيان؟؟؟؟
ان المالكي قام بخطوته هذه تجاه الحزبين ,لانهما الوحيدين الذين يؤشران الى الفساد والمفسدين ,وهما الذين كشفا وباكثر من مناسبة السجون السرية وحالات التعذيب القسري التي يتعرض لها المعتقلون في سجون المالكي الديمقراطية ’
هل الدستور العراقي كفل لرئيس الحكومة انشاء سجون سرية؟
أتوجه لكل الاقلام الوطنية الشريفة ان تساهم في شن حملة أعلامية لوقف الهجمة الرجعية الشرسة التي ينفذها المالكي وبالاتفاق مع بقية الاحزاب الاسلاموية لاسلمة الشارع العراقي ,من خلال ضرب الافكار العلمانية والتقدمية والوطنية .والدليل على ذلك لم نسمع أي طرف حكومي أو برلماني قام بالتنديد لاعتداء السافر الذي تعرض لهما مقر الحزبيين ..
انهم يريدون العودة بالعراق الى عهد حمامات الدم والاعتقالات والسجون ,أنهم يريدون أستبدال أبن العوجة بأبن طويريج .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الإنقلاب على الدستور
جواد القابجي ( 2011 / 3 / 6 - 22:09 )
هذه الهجمة الشرسة ليست مفاجأة وإنما بانت بوادرها الواضحة أثناء الانتخابات الأخيرة حين تم شفط الأصوات بنفس طريقة شفط النفط والأربعون مليار دولار الضائعة وعودة البعث وتقاسم السلطة معهم وهذا ليس رأي وإنما واقع ملموس - وهلهولة للبعث الصامد وعودة جبهة الستينات الصفراء


2 - فاشست
سالم جبار ( 2011 / 3 / 7 - 00:33 )
من جديد هذا المعيدي الذي لايفقه السياسة وادارة شوؤن الحكم يرتكب الخطاء تلو الخطاء ولايتعلم من اخطاءه او من التاريخ لانه لايقراء اولاء وثانيا لانه منقاد بغرئزه وانفعالاته التي تشبه انفعالات وغرائز ابن العوجة صورت له نفسه انه بطل مغوار لايملك اي احد ان يعترض على مواهبه هذا الذي خان طبقته الاجتماعية في طويريج وغدى يتكبر عليها عندما اصبح ملياردير بين ليلة وضحاها بعد ان ارتمى في مسلك البعث الذي يتهم الفقراء لانهم قالو لا بانهم من اتباع البعث .هذا قبوط الحرامية موزع اراضي الكاظمية ليبعوا كل قطعه بملياري دينار وصاحب مشروع قرار العفو عن المزورين باعتباره زعيم دولة القانون وهذا الذي اعفى امانة مجلس الوزراء من تقديم استبيان مالي وهذا الذي يشغل حزبه المواقع المهمة في الكرخ والرصافة من البنايات العملاقة والتي تعود ملكيتها للدولة هذا الذي لايتجرء على استعادة العقارات التي تهيمن عليها الاحزاب الدينية او موقع مدرسة البعث في شارع الزيتون مقر الوفاق او مقر اذاعة بلادي او افاق العائدة له .يشن هجوما لتكميم الافواه .ينصحه في ذلك نائبه البعثي صالح المطلق الذي عاد تحالفهم كما كان في 63.


3 - الحزب الشيوعي العراقي
عدنان زيدان/ فلسطين ( 2011 / 3 / 7 - 01:18 )
كُل التحيَّه والإكبار للرفاق في الحزب الشيوعي العراقي وكل االقوى الديمقراطيه العراقيه وأوجِّه الدعوه لكل قوى اليسار الديمقراطيه في العراق العظيم للتوحد من أجل بناء عراقٍ إشتراكي ديمقراطي حُرّ وإسقاط القوى الطائفيه وعلى رأسها نوري المالكي.
عدنان زيدان/ فلسطين


4 - هل تغير الذئاب طباعها؟
عباس فاضل ( 2011 / 3 / 7 - 03:14 )
اخوان , هل من الممكن ان تغير الاحزاب الدينية من طباعها؟ هل نسينا كيف وصل البعث والقوميين الى الحكم عام 1963 ؟ هل نسينا فتاوي فقهاء السوء لابادة الشيوعيين وخاصة فتوى قطار الموت الشهير؟ ماذا تنتظرون من الاحزاب الدينية والعنصرية القومية كردية ام عربية


5 - انتظر تاليها
محمد علي محيي الدين ( 2011 / 3 / 7 - 06:09 )
العزيز الشمري
أنتظر آخر المهزلة فلن تكون حكومة المالكي بأفضل ممن سبقها من حكومات التسلط والأستبداد وسيتذهب أشباه هذه الحكومات الى مزبلة التاريخ والبقاء للعراق وشعبه رغم أنوفهم


6 - المالكي خطوة تقدم تم تراجع
سامر الزبيدي ( 2011 / 3 / 7 - 11:57 )
دولة القانون وخمدها للميليشيات تتخبط وتعيد كرة فتح جبهات مع الشعب والشبيبة العراقية ولن تكن هذا الاجراءت الا لتقوينا ....وطن حر وشعب سعيد
ا


7 - رد
علي الشمري ( 2011 / 3 / 7 - 19:55 )
الى جميع الاخوة الكرام المحترمون ,من الذين ساهموا في التعليق على المقالة,
ان كل كلمة من كلماتكم الصادقة والهادفة ما هي الا حجر ألقمتموه بوجه التخلف والرجعية لايقاف الهجمة الشرسة المبيتة ضد القوى الوطنية التي تريد أن تكسر قيود الاستبداد الفكري الذي وضعوه على عقول الشعب خلال الاعوام المنصرمة,وها هي بوادر نتيهم السوداء قد بانت طلائعها الغير مقدسة بالهجوم على مقرات المناضلين والمضحين لعقود طويلة.
تقبلوا تحياتي

اخر الافلام

.. نتنياهو: فكرة وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة غير مطروحة ق


.. استقبال حجاج بيت الله الحرام في مكة المكرمة




.. أسرى غزة يقتلون في سجون الاحتلال وانتهاكات غير مسبوقة بحقهم


.. سرايا القدس تبث مشاهد لإعداد وتجهيز قذائف صاروخية




.. الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد يترشح لانتخابات الرئ