الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يغسل نوري المالكي وجهه بصابون نظيف في ساحة التحرير..؟

جاسم المطير

2011 / 3 / 6
مواضيع وابحاث سياسية



يتبجح حكام العراق بالحرية والديمقراطية بينما هم يجلسون خلف ستار اسود (خفي) في المنطقة الخضراء متكبرين على الشعب خائفين منه محتمين بالدبابات والطائرات الأمريكية لا يهمهم شيء مما يجري في بلادنا من مآس ٍ وآلام. لم يكونوا مستفيدين من طيب اللقاء بين رئيس الوزراء المصري الجديد وشباب الثورة المصرية الجديدة حين أدى (القسم الوزاري) أمامهم في ميدان التحرير ، وليس في القصور الرئاسية المعزولة كالقبور. تصورت أن هذا اللقاء التاريخي سيدفع رئيس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي إلى المبادرة الفورية ليغسل وجهه بماء الصابون المخفق بالشجاعة لينطلق في رحاب الجماهير معاهدا إياها بالصدق ، بالصدق الناصع بالحقيقة.
كان الكثير من الحكام الجدد وما زالوا منذ 2003 يكذبون في كل تصريح في مؤتمراتهم الصحفية.. يقدمون وعودهم ،هذا اليوم، لتتبخر في اليوم التالي ولا تنكمش وجوههم من الخجل.
هكذا كان حالهم منذ سبع من السنين أو أكثر حتى نفذ صبر الشعب العراقي وصار الناس بمختلف طبقاتهم لا يرون بصيص أمل ، لا في بداية النفق ولا في نهايته ، بل صاروا يحسون أن أمالهم ابتعدت عن ميدان التطبيق وصارت موضوعة على النصف المظلم من القمر.
يوم أمس ، الجمعة 4 – 3 – 2011 اجتمع العراقيون في بغداد ، تحت نصب الحرية، للمطالبة بتحسين الأحوال المعيشية ، ومحاربة الفساد المستشري في كل دوائر الدولة. حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها (تظاهراتنا سلمية) و حملت لافتات أخرى كتب عليها (مطالبنا عادلة) . ثم تعالت أصوات المتظاهرين الشباب بأن إرهاب الدولة لن يحمي الظالمين وأن تحوّل مدينة بغداد إلى معسكر مدجج بالسلاح لن يكون سوى دخانا ينقضي وجوده بهتافات الهاتفين، وأن (عسكرة الشوارع العراقية) وتسييج ساحاتها بالأسلاك الشائكة ليس بإمكانها قطع طريق العابرين إلى وطن المستقبل، وطن حرية حقيقية يصنعه شبابه الحر، وأن وتهديد السادة القادة المنعزلين في بقاع (المنطقة الجرداء) سوف لن يمنع المتظاهرين من هتاف مزدهر بالنصر ضد حاويات وسخة في دوائر الدولة الفاسدة.. سوف يتظاهرون حتى يتم إقالة مدراء الدوائر الفاسدين‏.‏
هتف المتظاهرون في يوم جمعة الكرامة بشعارات تندد بالحكومة العراقية بمظاهرات ٍ طافت شوارع مدن عراقية باسلة في محافظات النجف والناصرية والأنبار والديوانية والحلة وصلاح الدين والسماوة ، كي تسمع شهقة أبراج الصمت في مجلس النواب الذي يحيا بروح ارستقراطية فجة من دون أن يوفر للشعب المسكين أدنى متطلبات الحياة الكريمة ، ومن دون أن يزيح أحد من أعضائه الحجر الأسود من على صدره للتضامن مع موقف رفيع جريء وقفه النائب جعفر الصدر حين رمى بغيرته العراقية الأصيلة بالاستقالة من برلمان ليس فيه حمية ولا غيرة.
تجمع نحو ألفي متظاهر أمس 4 – 3 – 2011 في ساحة التحرير ، وسط بغداد ، في مظاهرة سلمية للمطالبة بتحسين الأحوال المعيشية ومحاربة الفساد والبطالة في ظل انتشار كثيف لقوات الأمن‏ التي ما وفرت أمنا لشعب العراق ضد الإرهابيين القتلة . لكن ‏سارعت القوات العراقية في وقت مبكر من صباح يوم التظاهر الاحتجاجي المشروع بإغلاق المنافذ المؤدية للمنطقة الخضراء لحمايتها من سماع الصوت الغاضب، وإغلاق جسري الجمهورية والسنك بجدار الأسمنت‏ الكونكريتي الأمريكي كي يمنعوا وصول الناس إلى ساحة التحرير، ناسين أن هذا الجدار معرض للسقوط بيد الجماهير الغاضبة ، يوما ما ، كما سقط (جدار برلين) قبل عشرة أعوام ومثلما سقط (كونكريت الكتاب الأخضر) في ليبيا قبل عشرة أيام .‏
كانت عيون القادة الحكام العراقيين المختفين في قصورهم المحصنة ترنو إلى شاشات تلفزيون الجزيرة والعربية والفرنسية وبي بي سي والشرقية والبغدادية لمشاهدة الكائنات البشرية الفقيرة تعج بهم الشوارع والساحات وهم ينطلقون بصيحات الشجاعة والحرية بينما صارت وجوه الحكام أنفسهم أكثر دكنا وخوفا من قبل.
عدد المتظاهرين في ساحة التحرير لا يزيد على 2000 متظاهر، لكن عدد القوات المسلحة من الشرطة والجيش الموزعين على المناطق الرئيسية يزيد على 75 ألف مسلح .. امتلأت كل الشوارع بآليات عسكرية جديدة النوع ، بشكل غير مسبوق لا في عهد نوري السعيد ولا في عهد الحرس القومي ولا في عهد الجيش الشعبي، إنما فقط في عهد جلال الطالباني المغمض العينين ، وفي عهد نوري المالكي ذي الأذنين المسدودتين.
المتظاهرون يرفعون لافتات من ورق أو من قماش ابيض، مثلما يرفعون الزهور، بينما بوليس نوري المالكي المحيط بهم مدجج بأحدث أنواع الأسلحة الأمريكية.
لكي يزيد قادة قوات بوليس نوري المالكي من حدة الإرهاب فأن سيارات الإرهاب وزعوها بكل الشوارع والساحات، حاملة سلاحا رشاشا أمريكيا، لتهديد الفقراء الصارخين من الأعماق بحب الوطن المنكوب برزايا الفساد والسرقة والتخلف.
اهتم رئيس الوزراء وصحبه ومستشاريه من الدعاة الإسلاميين بتوزيع السيوف لقطع ألسنة الصحفيين العراقيين كي لا يقولوا كلمة حق عن إرهاب الدولة المتمردة على الشعب المظلوم وعلى حقوقه .
لا بد من قول:
يا رجال الحكومة ويا نسوانها، ستظل المظاهرات تكبر وتتسع، سيرتفع المزيد من اللافتات والشعارات والرايات الحرة، استعداد لمهرجان الغضب العراقي المفاجئ الذي سيندلع ناره بوجوه جميع الحكام الظالمين المستكينة للظلمة في عصر النور.
يوم الحق آت لأن تراث النضال العراقي لن يظل اخرس كما تظنون.
سؤالي الأخير : هل يخوض نوري المالكي غمار الاغتسال بماء الصابون العراقي النظيف ويرتدي ثيابا شعبية متوجها يوم الاثنين 7 – 3 – 2011 ليقول للجماهير المتظاهرة تحت نصب جواد سليم بأعلى صوته:
هذه هويتي العراقية الجديدة .
هل يذهب النواب العراقيون مستحثين خطاهم نحو نصب الحرية ليعقدوا اجتماعا أمام المتظاهرين ويقولوا بصوت عال : سامحونا على ماضينا .. نعاهدكم على الانطلاق ، للخلاص من جهدنا الواهن ، في قادم الأيام ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 5 – 3 - 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما ينفعهم كل شي
زاهر موحان منهل ( 2011 / 3 / 6 - 20:47 )
الاستاذ جاسم المحترم
اود علمكم بان نوري المالكي وزبانيته ما ينفعهم اي نوع من انواع مستحضرات
التنظيف
انهم قد غسلو وجوههم ب بولهم


2 - من بائع متجول الى ملياردير
حسن سلام ( 2011 / 3 / 6 - 20:47 )
طعم السلطة جعل المالكي يخون طبقة العمال والكسبة الذين كان ينتمي لهم ايام كان يبيع المحابس في سوريا واليوم ليصبح ملياردير من حوله الخدم ويغير الثياب كل يوم .ان مشلكة المالكي بدلا من ان يفتخر بماضيه كونه كان يبيع المحابس تراه اليوم يسعى جاهدا لطمر هذا التاريخ عبر الانتقام من الطبقات الكادحة التي تنتمي لمهنته سابقا

اخر الافلام

.. بايدن يخيب آمال الديمقراطيين خلال المناظرة الأولى أمام ترامب


.. تهديدات إسرائيل للبنان: حرب نفسية أو مغامرة غير محسوبة العوا




.. إيران: أكثر من 60 مليون ناخب يتوجهون لصناديق الاقتراع لاختيا


.. السعودية.. طبيب بيطري يُصدم بما وجده في بطن ناقة!




.. ميلوني -غاضبة- من توزيع المناصب العليا في الاتحاد الأوروبي