الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يس و.. حركة 20 فبراير

زكرياء الفاضل

2011 / 3 / 7
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


يس و.. حركة 20 فبراير
منذ دخول الدول العربية في حروب مع الدولة العبرية وهي تتقلد أوسمة الهزائم الواحدة تلوى الأخرى باستثناء حرب 1973 التي استرجعت خلالها مصر شبه جزيرة سيناء. لكن إذا تمعنّا في استراتيجية الهزيمة الإسرائيلية بهذه الحرب فسوف نصل إلى استناج مفاده أن العرب بنصرهم خسروا الحرب. فإسرائيل خسرت معركة 1973 لتربح الحرب في 1979 باعتراف السادات بها أي سيناء مقابل الاعتراف بالدولة العبرية، ثم التطبيع معها في مرحلة لاحقة من قبل كل الدول العربية بدون استثناء. والهزائم لم تتوقف عند هذا الحد بل تعدته إلى طرد المقاومة الفلسطينية من لبنان واحتلال جنوب لبنان إلى غاية تحريره على يد قوات حزب الله التي حطمت أسطورة قوة الجيش الإسرائيلي الخارقة، وهذا هو بيت القصيد في هذا المقال.
غريب واحد وعشرون دولة، لا أعد فلسطين لكونها تحت الاحتلال، لم تستطع الانتصار على الدولة العبرية مع أنها لا تشكل ثلث سكان القاهرة (18 مليون نسمة حسب الإحصائيات القديمة) أو ما يفوق بقليل عدد سكان الدار البيضاء (حسب الإحصائيات الرسمية، لكن الحقيقة فالعدد أكثر) وهذا يعني أن العرب لو بعثوا بجيش مسلح بمجرد الهراوات لسحق الجيش الإسرائيلي بترسنته المتطورة فقط بعدده، بينما نرى تنظيم سياسي وحده يقهر هذا الجيش الخارق ويجبره على جر أذياله مهزوما إلى جحره وينتصر حيث انهزمت 21 دولة. فما هو سر هذا النصر؟ قد تقال أشياء كثيرة حول انتصار حزب الله على إسرائيل من معزة إلى دعم إيران وسوريا.. لكن الواقع يفرض حقيقة واحدة تتشكل في وحدة الصفوف والإخلاص لقضية التحرير وتوفر الإرادة والعزيمة السياسيتين لتنفيذ طموحات الشعب اللبناني في تحرير أرضه من الاغتصاب.
سيتساءل الكثيرون حول علاقة العنوان وحروب العرب مع إسرائيل. الجواب بيّن كالحلال والحرام في مجتمعاتنا الشرقية.
لقد عرفت مدينة الدار البيضاء يومه السادس من مارس تظاهرة احتجاجية دعت لها حركة 20 فبراير للاستمرار في المطالبة بالإصلاحات الجدية وتلبية مطالب الشعب في التغيير الحقيقي دون اعتماد سياسة الترميم والترقيع. وتميزت مظاهرة اليوم بهيمنة التيار العدلي ب 80%، حسب بعض المصادر الإعلامية، عليها، الشيء الذي سبب ارتباكا في أوساط حركة 20 فبراير، الجناح اليساري، التي حاولت فيما بعد السيطرة على التظاهرة دون نجاح يذكر. فالعدليون استطاعوا السيطرة والهيمنة على التظاهرة بفضل وحدة صفوفهم وتماسكها تحت قيادة واحدة وموحدة، في حين يعرف اليسار المغربي تفكك صفوفه وتشتت أطيافه تحت وطأة الذاتي وتحجيم دور الموضوعي. هذا اليسار الذي يذكرني بالمقولة العربية الشهيرة: منّا أمير ومنكم أمير و.. فقبل انطلاقة المظاهرة اليوم دخلت الحركة في مشادات وصراعات حول زعامة الحركة بين شرائح اليسار وبينها وبين العدليين.
لن يحالف النصر والأوضاع على هذا الشكل، داخل صفوف حركة 20 فبراير، إلا النظام المخزني الذي يحاول الخداع والمكر لربح الوقت وانتظار مرور العاصفة. فالثورات العربية لن تدوم إلى ما لا نهاية والنظام يفهم هذا جيدا لذلك يعمل على دب البلبلة داخل الحركة ودعم تفكك صفوفها حتى توجه طاقات غضبها نحو الصراعات الداخلية عوض أن تفجره في وجهه. إننا والوضع هكذا نعيد سيناريو تمزيق جسم المقاومة الفلسطينية التي باتت تحارب بعضها البعض ونسيت عدوها الحقيقي والوحيد، فعوض توحيد صفوفها وتركيز طاقاتها لمواجهة الاحتلال وتأسيس الدولة الفسطينية المستقلة دخلت في صراعات داخلية لا تنتج إلا إضعافها وتحالفات، من وراء الكواليس مع العدو الحقيقي ضد بعضها البعض في سبيل كرسي الزعامة. والنتيجة الكل يعرفها ولا حاجة لإعادة ذكرها. فهل هذا ما يريد فصائل حركة 20 فبراير؟
إن كل تمزيق في جسم الحركة إلا وفي صالح النظام المخزني وهو الذي يقف من ورائه، فهل نساعده في الحصول على مبتغاه؟ لابد من التغلب على الذاتي ونصرة الموضوعي بالجلوس على مائدة مستديرة للوصول لحد أدنى يجمع تحت سقفه كل الفصائل والتيارات لأننا جميعنا الفسيفساء التي يتكون منها هذا الوطن ولا أحد يملك حق الزعامة على الآخر. إننا إن لم نوحد صفوفنا فإن النظام المخزني، المحد لصفوفه، سينال منا بكل سهولة ولن نظفر منه حتى بحق نزاهة الانتخابات فبالأحرى تقليص سلطات القصر. ما بال طبعنا، معشر المغاربة، عنيد وفكرنا متشنج، أهي تربية الكتاب أم أمية في الفهم؟ متى سنفهم أننا كلنا مغاربة واستراتيجيتنا هي العيش الكريم ووطن حر؟ ألا تعتبروا بمصر حيث خرج المسيحي والمسلم بل والأصولي والشيوعي والليبرالي و.. جنبا لجنب لمناهضة الظلم والاستبداد؟ أتعتقدون أننا طينة دون الآخرين؟ إن تحجر فكرنا هذا هو الذي قد يفشل مسيرة احتجاجات 20 مارس القادمة، فحددوا ماذا تستهدفون: عيش كريم ووطن حر ديمقراطي أم صراعات صبيانية من أجل البطولة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القصف الإسرائيلي يجبر سكان أحياء شرق رفح على النزوح نحو وسط


.. عرض عسكري في العاصمة الروسية موسكو بمناسبة يوم النصر على ألم




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات بعد عودة وفد التفاوض الإسرائ


.. مستوطنون يغلقون طريقا بالحجارة لمنع مرور شاحنات المساعدات إل




.. مراسل الجزيرة: جيش الاحتلال يواصل السيطرة على معبر رفح لليوم