الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءات في المشهد السياسي العراقي

رباح حسن الزيدان

2011 / 3 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


أن التطورات الحاصلة في المشهد السياسي العراقي تحتم علينا الوقوف عندها وأستعراضها فبعد جمعة الغضب وجمعة الكرامة المباركتين ومطالبة ثوار العراق بالأصلاح وأقالة المفسدين , حصلت تطورات يجب علينا مناقشتها وطرح الأفكار فيها , فهاهم ثوار جمعة الغضب يخرجون مطالبين بأقالة المفسدين وتحويلهم الى القضاء وعظ أصابع الندم على أنتخابهم , وعلى الرغم من عدم موافقة المرجعية الدينية على خروج المتظاهرين في جمعة الغضب بحجة الخوف على المتظاهرين وحرصاً على سلامتهم, و وبعد أن رفضت السلطات العراقية هذه المظاهرات بدعوى أنها من تنظيم البعثيين وأن التظاهرات هذه ما جاءت الا تنفيذاً لأجندات خارجية , وبالرغم من تدخل الدولة والمرجعيات الدينية لمنع التظاهر , فقد خرج الشباب الثائر في البصرة قبل خروجهم في بغداد والموصل , وأن دل هذا على شئ فإنما يدل على التتطور الحاصل في عقلية الشعب العراقي وشبابه الثائرين على الظلم والفساد , وهم يردون بهذا على كل الحاقدين والقائلين بإن الشعب العراقي ومواطنيه ما هم الا عبيد للمرجعية , وقد اثبت شباب العراق في جمعة الغضب أنهم ورثة أول حظارة في التاريخ , وسقط شهدائهم الأبطال في سبيل هذه المظاهرة وفي سبيل قول كلمة الحق والمطالبة بأبسط حقوق الشعب العراقي المسلوبة , وأدى هذه الموقف الجرئ من الثوار الى تغير كبير في المواقف , فقد بدلت المرجعية الدينية موقفها من المعارض الى المؤيد للتظاهر في الجمعة التالية جمعة الكرامة وكما أيد الصدر هذه المظاهرات ومطالب الثوار فيها , وأيد أغلب السياسيين هذه التظاهرات ووصفوا مطالب الشعب العراقي بالشرعية فهنيئاً لكم شباب العراق وشهدائه على هذا التبدل الكبير في المواقف , ولكن الطرف الوحيد الذي لم يؤيد هذه التظاهرات هم الأكراد الذين عدوا هذا أنقلاباً على العملية السياسية بعد مظاهرات السليمانية , فحاول الأكراد تصدير الأزمة الى مناطق أخرى لتخفيف الضغط عن مناطقهم المتأزمة فحصلت أضطرابات في كركوك والحويجة بسبب تدخل البيشمركة في الشأن الداخلي لهذه المدن , وبعد جمعة الكرامة التي خرج فيها الشباب العراقي الثائر متحدياً كل الظروف وواقفاً فيها وقفة تحية وأجلال واكبار لشهداء جمعة الغضب الأبطال , فأزداد الوضع حرجا على الساحة العراقية فلقد رفع الشباب الثائر سقف المطالب فبعد أن خرجوا مطالبين بأقالة المفسدين وتحويلهم للقضاء وتحسين الخدمات والأحوال المعيشية وتوفير مفردات البطاقة التموينية ومعالجة أزمة البطالة , فإضيف بعد جمعة الكرامة مطالب أخرى الى هذه المطالب , فأصبحت هناك مطالبات بأستقالة الحكومة وحل البرلمان ومجالس المحافظات بعد أن أستقال عدد من المحافظين بعد جمعة الغضب , ولا شك في أن هذه المطالب , مطالب مشروعة للشعب العراقي خصوصاً بعد أن ظهر فساد المسئولين وتفشي الرشوة والمحسوبية وترهل رواتب الموظفين بأستثناء أعظاء الحكومة والبرلمان , ولكن هذا التطور في الأحداث يوجب علينا مناقشة الخيارات المترتبة على هذه المطالب .
فإن أستقالت الحكومة وتم حل البرلمان ومجالس المحافظات ماذا سيحصل ؟ سندخل في فوضى كبيرة , فكم من الوقت نحتاج لأجراء أنتخابات جديدة ؟ وماهو مصير دوائر الدولة وموظفيها من الشعب العراقي ؟ وكيف سيكون الدور الأيراني في ظل هذه الفوضى ؟ فأنتبهوا يا ثوار العراق , فنحن مع الثائرين ومطالبهم ولكن لا نريد فراغ يسمح بعودة الأحزاب الدينية الى الساحة السياسية ولانريد عودة الحرب الطائفية ولا نريد أن يؤدي الفراغ الى زيادة التدخل الأيراني أو تدخل ميليشيات الأحزاب , فكل هذه أمور لا يتحملها الشعب العراقي , فليكن الله في عون العراق والعراقيين وثوار العراق الأبطال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ