الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوجه التشابه بن - نوري المالكي - و - عزيز صالح النومان -

عادل الخياط

2011 / 3 / 7
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


وبين قائد عمليات بغداد "عطا قاسم " وبين الشرطي " حسون " - حتى لا يأخذ التايتل حيزا أطول - .. المعروف عن الشرطي العربي أنه من ضمن الطبقات المسحوقة في المجتمع , حاله حال أية فئة مسحوقة : العامل , الفلاح , بائع الخضار , بائع التذاكر .. وغيرها , ومن الممكن أن يتحول أي شخص من ممتهني هذه المِهن إلى جلاد في لحظة بعينها , فمن الممكن أن يتحول بائع الخضار إلى جلاد على عائلته في لحظة ولحظات , والجميع على نفس الوتيرة , ولا تحتاج أن تسأل ما هو سر هذا الوضع , فحسب ظني أن العارف البسيط سوف يقر بأن السبب هو تداخل المنظومة الإجتماعية والنفسية والتربوية والعُرف والدين وما تفعله النظم الحاكمة بالسلوك العام .

لكن هذه الموضوعة ليست بحثا إجتماعيا أو سايكولوجيا في مديات شذوذ عوالمنا التي دوما ما يُلقى فيها اللوم على " نظام الحكم " وليس على مجموع القيم التي تحكم عوالمنا التي بالتأكيد هي التي تقود للأنظمة الشاذة المُستبدة . الموضوع عن عينة بشرية من تلك السلسلة المُكونة لتلك المجتمعات : عينة البوليس أو الشرطة ".. وحتى لا يتشعب الموضوع عن نظرة شعوب العالم أجمع إلى الشرطي , لنظل مع شرطينا الإله , وسوف نسرد أقصوصة عن كيفية تأليه الشرطي , أو نائب إله أو مساعد وربما نادل :
وغرابة إقصوصتنا هذه إنها تتطابق وتتشابه شِكلا وموضوعا مع ما يحدث في العراق اليوم : سلوك وصورة " نوري المالكي " وصورة وسلوك " عطا قاسم " مسؤول عمليات بغداد .
طيلة عمليات الإرهاب الدامية التي أودت بحياة مئات الآلاف بين قتيل ومُعوق كنت أسمع بقائد عمليات بغداد ولم أنتبه لإسمه , فما فائدة الإسم مادام الطحن متواصلا , ليكن إسم قائد العمليات جبرائيل إبن إسرافيل , ما علاقتي بالإسم , لي علاقة فقط بـ التي سوف تظل تنوح طوال الليل على فقيدها , ثم يتواصل النواح ولا من أحد يكترث إلا الطاعنين في الشرف الرفيع من أمثال " نوري المالكي وقائد عملياته " عطا قاسم .. وهذا العطا القاسمي هو الذي قادني إلى ذلك الإختراع المُحير ! الغرابة إنني لم أكتشفه في زمن النحر الإرهابي , إنما في زمن تصويب رصاصه للعُزل في ساحة التحرير في بغداد ..
وعندما تم الإكتشاف تواردت حيثيات الإقصوصة التي نحن بشأنها.. بالنسبة للقائد العام للقوات المُسلحة " المالكي " فهو مرئي ومعروف وأشهر من ظلف على معزة , وإذا لم يزل مجهولا فثمة مستشارون يضخون دوما
أظلافا وأظلاف في قرنه المُتحفز للنطح أبدا ! ظلف وقرن , تاهت علي الظلوف بالقرون في زمن القرون .. أما الآخر , فقط أردنا أن ننظر شِكله " جِهرته " , وعندما نظرنا من خلال مواقع الإنترنت , تبين لنا العجب العجاب في تطابق إقصوصتنا مع قائد القوات المسلحة وقائد قوات بغداد , والإقصوصة تدور بين القائد الفحل والقائد الأقل فحولية أو فحولة .. القائد الفحل هو " المالكي " والقائد الأقل فحولة هو قائد عمليات بغداد " عطا قاسم .. أما الرابط في الأقصوصة فهو بين الشرطي " حسون وعطا القائد , وبين القائد " نوري المالكي والحزبي البعثي الرفيع " عزيز صالح النومان "
التشابه : التشابه ليس الجوهر إنما هو الذي الذي قادنا لخلق تلك الرسالة الإنسانية , بمعنى ان تشابه قائد عمليات بغداد شكليا مع الشرطي " حسون " لا يعني أن الشرطيين يتشابهان في السلوك..وبين نوري المالكي الشِكل مع " عزيز النومان " لا يعني كذلك التشابه بين عقلية المالكي وعزيز صالح النومان .. لكن حكايتنا هي التي ستقود إلى حتمية التماثل .. فعزيز صالح النومان عندما إبتدأ صولاته الحزبية والتي قادته لأعلى المرافع في الدولة العراقية تحت حكم صدام , إبتدأها على شكل كاوبوي أو مافيوي صغير , في البدء كونَ خلايا صغيرة من طلاب الإتحاد الوطني في إعدادية الزراعة في الشطرة لتربص الشيوعيين والإعتداء عليهم في عز التحالف الجبهوي منتصف السبعينات وما بعدها , وعندما أثير اللغط والتحدي في مواجهة تلك الممارسات , لجأ " النومان " إلى الشرطي " حسون " وحسون هذا شرطي عادي , لا عريف ولا نائب عريف ولا شرطي أمن , شرطي عادي وسائق سيارة " النجدة " لكنه من نوع الشرطي الذي يقتل أمه وأبيه من أجل أن ينال رضى سيده , وعلى هذا تولاه " عزيز النومان " لإرضاء نزواته في التنكيل بالشيوعيين - طبعا هذا كما قلت في عز التحالف الجبهوي , والمعروف أن مثل تلك المسؤولية هي إختصاص شرطة الأمن وليس إختصاص شرطي محلي , لكن العملية لم تكن قادمة من السلطات العُليا ضمن منهجية كالتي تمت نهاية سنة 78 ضد الشيوعيين , إنما هي سلوك شخصي نزوي , الأكيد أنها مُباركة من السلطات العُليا , لكنه نوع من التمويه , بمعنى أن الشرطي حسون وضمن توجيهات عزيز النومان سيختلق أية فبركة حقيرة للإنتقاص من كرامة أي شيوعي عابر سبيل في الليل مثلا وسيُقال إن الذي يحدث هو تصرف شخصي وليس نقضا للإتفاق المُبرم .. والوقائع كثيرة في هذا المنحى , وإحداها كنت أنا بالذات شاهدا عليها

: فذات ليلة في ذلك الوقت كنا نقرأ على أضوية الشوارع , أضوية أعمدة الكهرباء , أعتقد العراقيون على بينة تامة عن تلك العادة أو السلوك لطلاب المدارس عندما كانوا يقرأون تحت أعمدة الكهرباء في الشوارع أيام الصيف تحضيرا للإمتحانات النهائية .. كُنا حينها أربعة صبيان , جميعنا في مرحلة الأول المتوسط , وكنا جميعا في خلية واحدة تابعة لإتحاد الطلبة , ثم تحولت للحزب الشيوعي بعد إلغاء المنظمات الجماهيرية التابعة للحزب .. والواقع إننا كنا نلهو أكثر مما نقرأ , كوننا في مقتبل المراهقة وعبثنا أكثر من جِديتنا, أو نقرأ ساعة ونلهو أخرى بقتل حشود الجراد المُتجمع على المصباح الكهربائي وعلى جادة الشارع .. فجأة , وفي خضم اللهو والقراءة داهمت الشارع سيارة " فولكا رصاصية اللون " كانت الشوارع في تلك الحقبة نظيفة وجميلة , أما بعد أن كثرت السيارات , وعلى الأخص سيارات المكارم العسكرية بعد الحرب الثمانينية أصبحت تلك الشوارع وسخة مُتربة , بحيث أن أية سيارة تمر في الشارع يتوجب عليك أن تضع كمامة على خشمك لأجل ألا تحتويه تورنادو الغبار , هذا إذا إستثنينا ما وقع من حوادث بفعل هذه السيارات سواء داخل المُدن أو على الطرق الخارجية والتي رُبما تُعادل ضحاياها ضحايا القادسية !!

المُهم , نقول داهمتنا سيارة " فولكا رصاصية اللون وهي سيارة مقر الحزب الشيوعي في مركز المحافظة في الناصرية - " توقف السائق وسلَم علينا قائلا : شلونكم , إقرأوا جيدا لكي تنجحوا ." ومن ثم غادرنا .. وبعد ربع ساعة شاهدنا نفس السيارة تمر في الشارع وهي مُسرعة .. ثم وبعد دقائق توقفت عندنا سيارة شرطة النجدة بقيادة الشرطي " حسون " وسألتنا السؤال التالي : هل شاهدتم سيارة فولكا رصاصية اللون تمر من هذا الطريق ؟ فقلنا له : نعم مرت من هنا ثم إنحرفت في الشارع الفرعي ذاك " .. عندها إنساق الشرطي حسون حسب وصفنا , مع إن السيارة الفولكا الرصاصية كانت قد أخذت الشارع الرئيسي إلى نهايته ثم إنحرفت في أحد الشوارع الفرعية إلى الطريق العام الذي يربط مدينة الشطرة بمركز المحافظة " الناصرية " , ولم تغادر - السيارة - إنما سائقها الذي هو أصلا من أهالي الشطرة , ركن في ظلمة الليل على الجانب الترابي للطريق الذي يربط المحافظة بالقضاء لأنه أدرك إنهم سوف يتعقبونه على الطريق العام الرابط القضاء بالمحافظة , وبعدها عندما شاهد سيارة النجدة تمر مسرعة وهي في إعتقادها من الممكن أن تناله , رجع إلى بيته وإنتهت مغامرة الشرطي " حسون " ومُتبناه " عزيز صالح النومان " في إذلال أو الإنتهاك من أحد الشيوعيين الذي لم يمتلك أية جريرة سوى إنه .... وفي اليوم التالي تناقلت الأخبار المحلية للمدينة تلك المغامرة بين عزيز النومان والشرطي حسون وصبيان القراءة الضوئية وسائق مقر الحزب الشيوعي ..

وفي العهد الديمقراطي الروزخوني اليوم تعود ذات القصة : ديكتاتور يتمرن على الفعل الديكتاتوري من خلال الشرطي " عطا قاسم " قائد عمليات بغداد الذي سوف يبيع أمه وأبيه من أجل إرضاء صاحب العورة الديكتاتورية .. لكن من المهم القول : أن ظلام الطُرق وصبيان الأزقة سوف ينأى أو يقود صاحب سيارة الفولكا الرصاصية اللون إلى بر الأمان !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - طغاة يذهبون واخرون قادمون
صادق التميمي ( 2011 / 3 / 7 - 15:14 )
عندما كنا نردد ان البعث خرج من قبوط التيارات الدينية التي طالما شكلت قاعدة اسناد للبعث وطاغيته صدام كان الاخرون يلوموننا لاننا نتطرف والعراق الجديد لايحتاج الى متطرفين فقد نال مايكفي لكن من يقراء التاريخ ويتلمس انعطافاته الكبرى سيدرك ان الخطر كامن كامن في هذه العقلية السلفية التي ترفض ان تتفكك السلفية التي تنتابها نعرات وهيجانات من الحساسيات ازاء كل ماهو انساني يبرر الحياة الغناء الموسيقى والسلام السلام المنبعث من روح متسامحة تؤمن بااولوية الحياة واولوية تبريرها الى اقصى مايجعل الانسان قيمة اولئ .ان المالكي هذا الاعرابي الذي لم يلجم غرائزه التي غرسها فيه التاريخ السلفي التاريخ المنقول القابع وراء تجارب واحاسيس رثة تبرر القمع وتجعله مالوفا .ثم كيف يلجم هذه الغرائز وهو لم يتعلم ان يخون التاريخ الرسمي ويعيد انتاجه بشكل ينصف المعنى الانساني المذبوح والمصادر.ليس غريبا ان يكون الجلادين مدججين بتجارب التاريخ القمعية الم يغتالوا عليا لانه امن بالفقراء ولم يكف ان يررد ماوجدت غنى الا وبجانبه حق مضاع .ثم الم ينفئ ابو ذر لانه رفع شعار كسوتان صيفية وشتوية ومازاد عن حاجته اليومية يذهب الى بيت المال

اخر الافلام

.. في هذا الموعد.. اجتماع بين بايدن ونتنياهو في واشنطن


.. مسؤولون سابقون: تواطؤ أميركي لا يمكن إنكاره مع إسرائيل بغزة




.. نائب الأمين العام لحزب الله: لإسرائيل أن تقرر ما تريد لكن يج


.. لماذا تشكل العبوات الناسفة بالضفة خطرًا على جيش الاحتلال؟




.. شبان يعيدون ترميم منازلهم المدمرة في غزة