الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيك الخصام

حسين التميمي

2011 / 3 / 7
حقوق الانسان


عباس رجل في العقد الثالث له ثلاثة اولاد وزوجة وقلب مهدد بالتوقف في اي لحظة ولايملك مايكفيه قوت يومه، وهو فوق هذا من المهجرين العائدين من التهجير، لكن لم يحصل على اي مبلغ من دائرة المهجرين والمهاجرين، ولكي يكتمل مسلسل المعاناة فان الغرفة الوحيدة التي تأوي عباس وعائلته انهارت في يوم صيفي قائض من ايام العام الفائت.
عباس وبعد ان غلقت بوجهه كل السبل والطرق لجأ الى احد الاعلاميين ليوصل شكواه، وهذا بدوره اصطحبه الى مكتب مسؤول ما، وحصل له على مبلغ (محترم) قد يكفي لشراء باب للغرفة التي تهدمت، واثر مفاوضات وتهديدات مبطنة بنقل الموضوع الى جهات عليا حصل الاعلامي على وعود من قبل احد المسؤولين بالتكفل ببناء الغرفة بالكامل وتوفير بعض قطع الاثاث كبديل عن الاثاث المتواضع الذي دفن تحت انقاض الغرفة.. ومر اسبوع تلاه شهر ولم تنفذ الوعود، واضطر الاعلامي الى منح هذا المواطن مبلغا مكنه من المباشرة بالبناء بعد ان بدأ فصل الشتاء يقترب ويهدد هذه العائلة بمخاطر جمة.. المفارقة ان الاعلامي الذي قدم الكثير من العون لهذه العائلة كان يشعر بالخجل من تقصيره معهم بينما الاخرون الذين وعدوا ولم يوفوا الوعود كانت لديهم وجهة نظر مختلفة.. متعالية !!
اخيرا وقبل ان تنفذ سماء الشتاء وعيدها استطاع الاعلامي ان يحصل على مبلغ من اخر من ذلك المسؤول.. مبلغ هو ربما لايصل الى ربع ماتم الاتفاق عليه، لكنه كان بمثابة الجائزة الكبرى للعائلة لأنها استطاعت اخيرا ان تتم بناء الغرفة وان تحصل على السقف الذي سيحميها من تقلبات الطقس ومخاطره.
وفي شأن ذي صلة نقول ان عباس لم يكن يحتاج الى سقف يأويه فقط بل الى مبالغ اخرى لسد رمق اطفاله.. وهذا بالطبع يحتاج الى بعض النقود كل شهر من شهور طويلة بلا سقف لانتهاء المعاناة، وقد شاء القدر ان لا يقفل كل الابواب بوجه عباس فحصل على وظيفة مؤقتة ولستة اشهر لكنه لم يحصل الا على رواتب ثلاثة اشهر منها، وكان عباس خلال هذه الاشهر الستة اشبه بكرة تتقاذفها التصريحات الحكومية في العاصمة بغداد والتصريحات المحلية في المدينة التي يعيش فيها عباس.
على الرغم من ان العديد من الفقراء والعاطلين عن العمل كانوا يحصلون على رواتب شهرية من شبكة الحماية الاجتماعية، الا ان عباس لم يحالفه الحظ فلم يحصل على اي راتب منذ عام 2003 والى يومنا هذا، باستثناء راتب الثلاثة اشهر الذي حصل عليه في غفلة من الزمن او القدر الذي لايريد لاشباه عباس ان يحصلوا على اي فرصة للعيش ضمن الحدود الدنيا.. ولا اريد هنا ان ابدوا متشائما او مبالغا بالتشاؤم، ومثلي كان عباس يحاول - رغم مرضه وتفاقم وتآمر كل صروف الدهر ضده، لذا هو ذهب في لحظة تجلي الى الاعلامي وطلب منه ان يتوسط له لدى احد المسؤولين كي يتم تعيينه كفراش في باب هذا المسؤول بعد ان حصل على توصية او رسالة من احد اصدقاء هذا المسؤول.
المفارقة ان الاعلامي اصطحب عباس الى حيث المبنى الحكومي الذي يضم مجموعة من المسؤولين دون ان ينتبه الى الاسم الذي ذكره عباس، وفي الطريق ومن بين احاديث عابرة تنبه الاعلامي الى اسم المسؤول المعني فتوقف في وسط الطريق واغرق في الضحك وهو ينظر الى عباس ويواصل الضحك حتى طفرت من عينيه الدموع، وحين ساله عباس عن السبب توقف وقال له بصوت مرتفع : هذا الذي تريد ان تعمل عنده قد سمح لنفسه ان يتقاضى راتبا من شبكة الحماية الاجتماعية، ربما يكون هو ذاته الراتب الذي كان يفترض ان تحصل انت عليه !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تفرج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين عند حاجز عوفر


.. الأونروا تحذر... المساعدات زادت ولكنها غير كافية| #غرفة_الأخ




.. الأمم المتحدة.. تدخل الشرطة في الجامعات الأميركية غير مناسب|


.. تهديد جاد.. مخاوف إسرائيلية من إصدار المحكمة الجنائية الدولي




.. سورية تكرس عملها لحماية النازحين واللاجئين من اعتداءات محتمل