الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوعود واليوم الموعود

معد الخرسان
كاتب وباحث وروائي ومدرب خبير وناشط في حقوق الانسان ومبرمج كومبيوتر

(Maad Hasan Alkhirssan)

2011 / 3 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


الوعود واليوم الموعود

لاشك أن العملية السياسية بدأت تتراجع تبعاتها على جميع شعوب المنطقة جراء الأزمات والانقلابات والتغييرات والتي ليس من الممكن معرفة مصيرها ونهاياتها المتأزمة على جميع بلدان الوطن العربي جراء الحكومات الدكتاتورية التي باتت تسلب وتقمع وتنهب جميع خيراته لصالحها الشخصي او لصالح جهات لها مصلحة مطلقة بذلك وباتت الشعوب تتأثر وتتناثر أفكارها ومبادئها وهي في غفوة من اجل السلام وتأمين الدخل اليومي الذي يعني بمعيشة الفرد لتغطية جميع نفقاته ولكن بات الأمر يسوء يوماً بعد الآخر فانطلقت الصيحة الأولى في العراق في عام 1991 في الانتفاضة الشعبانية المباركة ضد الظلم وجميع وسائل الدكتاتورية لنظام البعث الصدامي وأعوانه وكانت نتائجها المقابر الجماعية والسجون والمعتقلات دون رجعة إلى حياة كريمة وكانت حينها جميع وسائل الإعلام تغطي على أفعال النظام البائد وكانت تصف الثوريين بالمتمردين (الغوغاء) في واقع مؤلم عاشه جميع أفراد الشعب العراقي الصابر ، وعم القمع على جميع مناطق العراق في شماله وأقصى جنوبه...... وكانت أقصى درجات التعذيب القمع البشري في مناطق الشمال والجنوب في العراق وكان ذلك من اجل إرادة الشعب وتطلعه نحو الحرية فالموت ليس بغرابة لدى العراقيين وعلى قول الإمام زين العابدين (ع) عندما خاطب يزيد ابن معاوية فقال (الموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة) .
فبقي الشعب العراقي آنذاك ينتظر أن يُمد له يد القوة من اجل الخلاص من الظلم والاستبداد فرضي كل الرضا بدخول القوات الأجنبية إلى أراضيه لخلاصه من النظام المستبد الذي بات يحكمه أكثر من رب قرن فأعتبره قدراً لابد منه من اجل الخلاص وعلى قول الشاعر العربي الكبير أبو القاسم الشابي في شعره:

إذا الـــشـعب يوماً أراد الحيـــــــاة فــــــلابد أن يستجيــــب القــــــــــدر
ولابـــــــــــد لليــــل أن ينجلـــــــــــــــي ولابــــــــــــد للـــــقيد أن ينكســــــــــــر

فلابد من كسر ذلك القيد الذي بات يلتف حول أعناقنا عشرات السنين من الم وحزن وسوق لكرامتنا فحينها أيقن الشارع العراقي أن الغيمة السوداء التي كانت تحلق فوق رؤوسنا قد زالت ولكنها أمطرت دماءً وبؤساً وتفريقاً فوق رؤوسنا فباتت السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة والذبح والقتل العشوائي تتفجر في صدور العراقيين الأبرياء والحقد المدسوس ينتشر يوماً بعد يوم وكل ذلك والشعب العراقي الكريم ينتظر اليوم الموعود يوم يأخذ كل ذي حق حقه فتشكل مجلس الحكم ومن ثم الحكومة الانتقالية ومن ثم الحكومة المنتخبة وجميع أفراد المجتمع توجهت إلى صناديق الاقتراع وبقى ينتظر
في محطة القطار فيفوته واحداً وينتظر الآخر وكل قائد يذهب بالقطار مع أتباعه ومناصريه دون النظر إلى من ينتظر انتقاله إلى بر الأمان .
فكل الشعب يسمع أن العراق يمتلك الاحتياطي الأول من نفط العالم فتحت قدميه ارض من الذهب ولا ينظر من حوله سوى السراب ، فكل يوم يمضي تزداد مطالبه بتغيير حكوماته فأين حق الشعب من الكهربـــــــــــاء والمــــــــاء والسكن والــــــــــــــــنفط والغـــــــــــــــــاز والبطـــــــــــــاقة التموينية وشبكة الحماية الاجتماعية والأمان والتعليم والموازنة في رواتب موظفي الدولة فاختلاف الموازنة في الرواتب بين وزارة وأخرى وحتى بين الوزارة الواحدة فالتمييز باتت ترتفع نسبه يوماً بعد اليوم الآخر وأصبحت ظاهرة الفساد الإداري والمالي ترتفع بمرور الزمن والفقير ينتظر الحاكم العادل ...
ولكن لاجدوى من الانتظار فأصبحت براكين الشعوب تتفجر يوماً بعد يوم فبدأت
في تونس ومصر وليبيا والجزائر والأردن وغيرها من الدول العربية من اجل تحقيق متطلبات الحياة لغرض العيش بحرية وكرامة وأمان وتعليم وديمقراطية وتعددية فباتت الشعوب تنتظر الوعود والحكومات تتلقى اليوم الموعود فأي يوم ينتظرك يا عراق نـــــــارٌ ودمــــاء أم سماء صافية وارض خضراء فأيهما الفنــــاء أم العطـــــاء أم تبقى مجرد آراء وخلافات لا تنتهي إلى مصير لا يعلمه إلا الله.

الكاتب
معد الخرسان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل